المسافرون بين مطرقة الاكتظاظ وسندان الندرة
خطوط النقل الحضري بالعاصمة تعاني التشبّع

- 1530

تعاني الكثير من خطوط النقل التي تربط بين بلديات العاصمة الحضرية تشبعا كبيرا، بالنظر إلى كثرة عدد الحافلات التي تشتغل على نفس الخطوط، مقابل وجود خطوط أخرى تعاني نقصا فادحا في العدد، لاسيما تلك التي تشتغل عبر الأحياء التابعة للبلديات شبه الحضرية وغير الحضرية، وهو الأمر الذي يجعل المسافرين يعانون الأمرين، بالأخص في الفترات المسائية، حيث يعمد الناقلون إلى التوقّف عن العمل باكرا.
تعيش أزيد من 30 محطة للنقل الحضري موزّعة عبر 28 بلدية حضرية بولاية الجزائر، مشكل التشبع في عدد خطوط النقل، بسبب الإفراط في منح التراخيص للناقلين المشتغلين على نفس الخط، وهو الأمر الذي بات محلّ استنكار من قبل الناقلين أنفسهم، كون مداخليهم باتت قليلة بالنظر إلى كثرة الحافلات التي تشتغل على نفس الخط، في حين تعاني الكثير من خطوط النقل المتواجدة بالبلديات غير الحضرية نقصا كبيرا في عدد الحافلات، مما يعمّق مشكل النقل في الكثير من البلديات غير الحضرية وشبه الحضرية، لاسيما في أوقات الذروة وخلال الفترات المسائية.
محطات بمقاسات الجحور
أوضح بعض الناقلين عبر خط ساحة الشهداء- عين البنيان، أنّهم طلبوا من مديرية النقل بالولاية خلال السنوات الماضية، تجميد منح الخطوط بنفس الاتجاه، بعد أن بات الموقف لا يستوعب العدد الهائل من الحافلات، مؤكّدين أن نشاطهم تراجع كثيرا، حيث بات أغلبية الناقلين مجبرين على التحرّك ومقاعد الحافلة شاغرة، فضلا عن المشادات اليومية التي تنشب بين أصحاب الحافلات بسبب موعد الإقلاع، مشيرين في معرض حديثهم إلى أن عدد الحافلات المشتغلة بمختلف الخطوط على مستوى العاصمة يبقى مرشّحا للارتفاع كل سنة.
وأضاف محدثو "المساء"، أن الخط الرابط بين ساحة الشهداء وعين البنيان، باتجاه اسطاوالي، أصبح متشبعا نتيجة دخول حافلات أخرى حيز الخدمة تشتغل على نفس الخط، بعد أن تحصّلت على تراخيص بالنشاط من قبل المديرية الوصية، مؤكّدين أن عدد الحافلات على مستوى الخط الرابط بين ساحة الشهداء باتجاه عين البنيان واسطاوالي أصبح يتجاوز 45 حافلة، بعد أن كان عددها في الفترة السابقة لا يتعدى 25 حافلة، وهو الأمر الذي يقلّل من نسبة المداخيل للناقلين، في حين كان الأحرى بالمديرية الوصية منح تراخيص للنشاط بمناطق أخرى تعاني نقصا في عدد الحافلات.
الخطوط الرابط بين الأحياء الجديدة ومحطة زرالدة، هي الأخرى تعاني من مشكل كبير، وهو شحّ عدد خطوط النقل، بخلاف الخطوط المتواجدة بالبلديات الحضرية، فأغلبية المسافرين يؤكدون أن الوصول إلى بلدية الرحمانية بات يكلّفهم أزيد من ساعة كاملة، أما في حال عدم اللحاق بالحافلة الوحيدة المتّجهة إليها، فالأمر يكلّفهم المكوث طويلا في المحطة أمام الشحّ الكبير في عدد الحافلات وبعد المسافة، وعدم وجود محطات فرعية من شأنها تخفيف الضغط على تلك المحطات الرئيسة.
ترسانة من الحافلات أغلبيتها تعاني القدم
تجاوز عدد الحافلات التي تنشط بمحطات العاصمة 5700 حافلة موزّعة على 37 محطة، حسب تأكيد لجنة الناقلين الخواص المنضوية تحت لواء المنظمة الوطنية للناقلين، وهو الرقم الذي بات مرشّحا للارتفاع مع استمرار مديرية النقل بالولاية في منح تراخيص النشاط لخطوط جديدة، غير أنّ المشكل الكبير الذي بات يواجه الناقلين والمسافرين في نفس الوقت، هو قدم الحافلات التي باتت تشكّل خطرا كبيرا على سائقيها وركابها.
ولعلّ الحافلات القديمة المشتغلة على مستوى خط تافورة-برج البحري وعين طاية، هي خير مثال على قدم الحافلات التي باتت تهدّد حياة المسافرين في حال احتراقها، أو حتى في حالة تسجيل أعطاب يومية بها، ليبقى المسافر الوحيد من يدفع العواقب.
ودعا المسافرون عبر خط تافورة- عين طاية إلى تدخّل مديرية النقل، للوقوف على بعض التجاوزات التي باتت ممارسة من قبل أصحاب الحافلات بسبب عدم انصياعهم للتعليمات الجديدة التي أملتها المديرية الوصية، والقاضية بتجديد الحافلات القديمة التي مرت عليها أكثر من عشر سنوات.