أدخل رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، خير الدين زطشي، هذه الهيئة في عهد جديد، بعد أن اتخذ قرارات ترشيد النفاقات ووضع حد للبذخ في المصاريف في العهدة السابقة، وهذا رغم الصحة المالية الجيدة التي تتواجد فيها الاتحادية، والتي كانت لا تحتاج حتى إلى إعانات الدولة، وكانت تعيد كل سنة منحة وزارة الشباب والرياضة.

خير الدين زطشي، وبنظرته كرجل أعمال ناجح، يسير "الفاف" من هذا المنظور، فقد أكد في ندوته الصحفية، بأن المال الذي سيبذر في بناء فندق "الفاف" والذي تبلغ قيمته 600 مليار، من الأفضل أن يخصص للتكوين من خلال بناء الأربع مراكز جهوية التي يريدها، لتكوين اللاعبين، في الوسط، الشرق، الغرب والجنوب، فبالنسبة لرئيس الفاف الحالي، فإن مشروع بناء فندق سيكون فاشلا، وهذا لكون أن معظم الفنادق في العاصمة تعاني من نقص الزبائن، والكثير منها على وشك الإفلاس، ولهذا فقد اقترح رئيس الاتحادية على أعضاء المكتب الفدرالي، عدم بناء هذا الصرح السياحي، وتحويل المال المخصص له لتطوير كرة القدم، مثلما صرح به عندما قال: "الفاف جمعية رياضية، وهدفها ليس ربح المال، وإنما تطوير كرة القدم"، فهل سيقبل أعضاء الجمعية العامة للاتحادية، باقتراح زطشي ويصوتون عليه، ما دام أنهم هم من انتخبوا على المشروع في عهد روراوة، أم أنهم سيرفضونه وستواصل الفاف في إهدار المال على مشروع فاشل قبل انطلاقته؟، فزطشي، لا يمكنه اتخاذ القرار بمفرده دون اللجوء للجمعية العامة.

من جهة أخرى، تكلف تنقلات المنتخب الوطني، لمواجهة منتخبات إفريقية أخرى، الكثير من المال لخزينة الفاف بالعملة الصعبة، وحتى وإن كان النقل مجانا عادة، حيث يتم عبر طائرة خاصة للخطوط الجوية الجزائرية، إلا أن الإقامة والتنقل في أي بلد يكون على عاتق "الفاف"، التي ترسل موفدين إلى البلد الإفريقي الذي سيتنقل إليه الفريق الوطني، للحجز في فنادق راقية وكراء وسائل النقل إلى جانب مصاريف أخرى، كلها تدفع بالعملة الصعبة من الحساب الجاري للاتحادية، هذه الطريقة في التعامل لن تستمر مع الفريق الجديد المسير للفاف، حيث ومن أجل الحفاظ على العملة الصعبة، قرر زطشي ومكتبه الفدرالي، إبرام صفقات تبادل بين "الفاف" والاتحاديات الإفريقية، على أن تتكفل هذه الأخيرة بإيواء وتنقل الفريق الوطني، عند اللعب في أي بلد منها، وسيكون التعامل بالمثل هنا في الجزائر عندما تنتقل فرقها لمواجهة "الخضر" هنا في الجزائر، وقد بدأ العمل بذلك، مع اتحادية الطوغو لكرة القدم، التي واجه فريقها الخضر في ملعب مصطفى تشاكر، وحجزت الفاف للوفد الطوغولي في فندق "الشيراطون"، كما كشف عنه رئيس الاتحادية خير الدين زطشي، كما سيتم إبرام اتفاقيات أخرى في كل مرة يلعب فيها الخضر مع أي فريق إفريقي، وكانت البداية مع الاتحادية الزامبية، حيث سيلعب الفريق الوطني ضد منتخب بلادها في 2 سبتمبر القادم في زامبيا، في إطار تصفيات كأس العالم 2018.

وبهذا، يعمل زطشي على الاقتصاد المالي على مستوى الفاف، دون إهمال توفير كل شروط الراحة للاعبين في البلدان الإفريقية، حيث سيتم في كل مرة إرسال موفدين من الفاف قبل أي مباراة بعدة أيام، للوقوف على ظروف الإقامة والتدريبات، واختيار الفندق الذي يوفر كل شروط الراحة، مثلما هو متفق عليه مع الاتحاديات الإفريقية، التي هي الأخرى وجدت ضالتها في ذلك، خاصة منها التي لا تعاني من شح مالي.