في أول اتفاق من نوعه بين بورصة الجزائر و"جيل أفسيو"
التمهيد لدخول 5 مؤسسات صغيرة ومتوسطة لسوق التمويل الحر

- 447

يتوقع أن تدخل 5 مؤسسات صغيرة ومتوسطة منخرطة في منتدى رؤساء المؤسسات، سوق البورصة خلال الأشهر القليلة القادمة وعلى الأرجح قبل نهاية العام، وذلك لبحث عن تمويلات لمشاريعها وتوسيع دائرة النمو والاستثمار، العملية ستكسر حاجز الخوف لدى هذه المؤسسات المترددة من الاستفادة من تمويل البورصة، على الرغم من الامتيازات والمزايا التي يتيحها للمستفيدين منذ 2012، غير أن المؤسسات لم تستجب للآلية التي جاءت لتعوض التمويل البنكي الذي يعرف تراجعا كبيرا.. واحدة من هذه المؤسسات أعلنت أمس، في لقاء جمع بورصة الجزائر بـ «جيل افسيو» استعدادها دخول البورصة بعد استيفائها كل الشروط الضرورية.
وقعت بورصة الجزائر و»جيل افسيو» الفرع التابع لمنتدى رؤساء المؤسسات، بروتوكول اتفاق هو الأول من نوعه بالنسبة للهيئة المالية التي تخوض تجربة جديدة من التحسيس والتوعية بأهمية التمويلات التي تضمنها البورصة في ظل تراجع التمويلات التقليدية التي تضمنها البنوك التي تواجه شحا في مواردها، الاتفاق وقعه مدير البورصة السيد بلميهوب يزيد، ورئيس «جيل أفسيو» محمد اسكندر، بحضور والي ولاية الجزائر عبد القادر زوخ، الذي استغل المناسبة لدعوة الشباب أصحاب الأفكار والمشاريع إلى إيداعها لدى مصالح الولاية التي تعكف على إعداد برنامج عمل يتضمن كل المشاريع الحضارية الذكية التي تتوافق والتوجه العام للولاية وتتماشى ومخطط الحكومة الجديد.
والي العاصمة الراعي الرسمي للقاء الذي جمع أزيد من 100 شاب من أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، أكد استعداد الولاية لاستقبال أصحاب المؤسسات والمشاريع التي تخلق النشاط والثروة وتساهم في التنمية المحلية، وخاصة تلك التي تتماشى وتوجه الولاية التي تتطلع لأن تكون عاصمة متوسطية حضارية بخصائص تكنولوجية وذكية، وهي العملية التي تتطلب ـ حسب زوخ ـ ذكاء وإبداعات الشباب من أصحاب الأفكار من خريجي الجامعات.
الولاية ـ حسب مسؤولها الأول ـ مستعدة لتقديم المساعدة من ميزانيتها ولو رمزيا بالاضافة إلى الوقوف إلى جانب الشباب من خلال دعم مشاريعهم التي يتم جردها وجمعها وفق احتياجات الولاية قبل تسليمها إلى الحكومة، التي ستصادق عليها في حال توافقت ومخطط عملها الجديد الذي يركز على أفكار وإبداعات الشباب الذين يحظون بدعم واسع من الحكومة التي خصتهم باهتمام ورعاية بدعوة مصالحها وهياكلها القاعدية إلى إعطاء فرصة للشباب أصحاب المشاريع والمؤسسات الناشئة «ستارتب» إيمانا منها بقدرتها على إحداث التغيير والنقلة.
وإلي العاصمة كشف عن مشروع لفتح حاضنة جديدة بمنطقة باب الزوار لاستقبال الشباب المبدع وحاملي الأفكار، مشيرا إلى تحضيرات واستعدادات الولاية لتنظيم الملتقى الثاني لإبداعات الشباب، والمتوقع أن يجمع زهاء 2000 شاب، وستعمل الولاية –يضيف زوخ- على تنظيم لقاءات مكثفة بين أصحاب المؤسسات الناشئة ورجال أعمال ومؤسسات اقتصادية لفسح المجال للنقاش، وإيجاد فضاءات للشراكة والتعاون، مذكرا في السياق بإبرام أربع اتفاقيات مع مؤسسات اقتصادية ومؤسسات ناشئة منها «سيال» ومؤسسة مختصة في النقل.
من جانبه عبّر المدير العام لبورصة الجزائر، عن تفاؤله الكبير من تخلص أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من عقدة الخوف التي تلازمهم إزاء البورصة خاصة مع تضاؤل حظوظهم في الظفر بتمويل بنكي، الاتفاق سيمكن بورصة الجزائر من التقرب أكثر من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وكذا الناشئة منها من خلال استغلال شبكة التواصل لمنتدى رؤساء المؤسسات وجيل «أفسيو» والتقرب من كل الشباب عبر كامل ولايات الوطن.
المسؤول تطرق إلى أهم المزايا التي تمنحها البورصة ليس فقط من حيث التمويل اللامشروط وغير المحدود، وإنما أيضا من خلال التكوين والمرافقة وحتى المتابعة التي تضمنها بورصة الجزائر لزبائنها حسب احتياجاتها.
ووفق الاتفاق فستتقرب البورصة من كل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة المنظوية تحت لواء جيل «أفسيو» قصد تحليل وضعيتها في السوق مع تنظيم ورشات عمل لشرح وتوضيح مهام البورصة وسبل الاستفادة من التمويل من خلالها، وسيتم بعدها حصر المؤسسات التي تستجيب لشروط ولوج البورصة مع تقديم كل التسهيلات والتوضيحات الضرورية مع ضمان مرافقتها خطوة بخطوة.
وخلال اللقاء عبّرت مؤسسة ناشئة تنشط في مجال المناولة في السوق السياحي عن رغبتها الجادة في ولوج سوق البورصة للحصول على التمويل اللازم لنشاطها الذي يتماشى ومخطط الحكومة الرامي إلى تشجيع القطاعات الخلاقة للثروة، على غرار السياحة التي تنتظر من يروج لها ويعطيها الاهتمام اللازم لتكون بديلا فعليا عن المحروقات، ويتعلق الأمر بمؤسسة «اوام.انفست» وهي مختصة في دراسة واستغلال وتطوير النشاط السياحي، وتعد أول مؤسسة صغيرة ومتوسطة -تابعة لجيل افسيو- أعلنت عن رغبتها في خوض مغامرة التمويل البورصي.