بنيالية الفن المعاصر

النزوح والهجرة بألوان متوسطية

النزوح والهجرة بألوان متوسطية
  • 738
ق.ث ق.ث

يروي زهاء 200 عمل فني معروض في إطار الطبعة الرابعة للبنيالية المتوسطية للفن المعاصر، التي تتواصل بمتحف الفن المعاصر (مامو) بوهران، حكايات وآلام النازحين وحنين اللاجئين للعودة إلى الوطن ومعاناة الهجرة السرية رحلة المصير المجهول بألوان متوسطية، تعكس هذه الإبداعات لرسامين من الجزائر ومن بعض بلدان البحر الأبيض المتوسط، «مدى تأثير النزوح والهجرة التي أملتها ظروف صعبة، كالاستعمار والحروب والإرهاب والكوارث الطبيعية والأسباب السياسية والاقتصادية العالمية، على أعمالهم الفنية التي جسّدت معاناة الإنسان في البحث عن الأمن والاستقرار والسلم، حسبما ذكرته الرسامة فوزية منور من وهران، والتي اختارت في لوحاتها الهلال كرمز للهجرة.

وعلى الرغم من الاختلاف في التقنيات المستخدمة في هذه الأعمال التي هي عبارة عن لوحات فنية وصور فوتوغرافية وتركيبات فنية وتجهيزات بصرية وفيدوهات، غير أنّها «تعكس هاجس فنان يساهم بفرشاته في تصوير ظاهرة النزوح والهجرة الجماعية ورسالة تخاطب الضمائر الحية لرفع المعاناة عن هذا الإنسان»، يقول الفنان التشكيلي توفيق علي شاوش، محافظ هذه التظاهرة الثقافية التي تتواصل إلى غاية 31 جويلية الجاري.

تبرز الأعمال الفنية للرسامة الفرنسية رينا التي تعتبرها عملا «خاصا»، الأمل الذي يتشبث به الإنسان للوصول إلى بر الأمان، حيث تقول «لقد استعملت الشواطئ كلوحات فنية كبيرة لها بعد كبير لنقش عليها أشخاص مع استعمال مياه البحر، حيث تضفي عليها حركة»، مضيفة أن الأمل مرتبط بالبحر والماء الذي هو مصدر حياتنا والرمال والصخور هي ذاكرة الأرض.

كما ترى المغتربة الجزائرية زينب سديرة المقيمة بلندن (إنجلترا) التي تعرض شريط فيديو يحمل عنوان «ضوء الدليل» الذي صوّرته بصحراء موريتانيا، التي تعد طريقا لكثير من السنغاليين والماليين إلى الهجرة نحو الضفة الأخرى «أنّ ثمن الوصول إلى أوروبا باهظ، العنصرية والفقر والبعد عن الأهل، لذا يجب التفكير قبل المغادرة».

تحمل الأعمال المعروضة في الطبعة الرابعة للبنيالية المتوسطية للفن المعاصر «حزنا» سواء من خلال الألوان المستعملة أو تقديم العمل أو التصوير، كما يظهر ذلك في منحوتة الرسام رحال لزهر من بسكرة الذي صوّر ظاهرة الهجرة السرية من خلال استعمال مواد مسترجعة في صنع القوارب الصغيرة من الخشب، حيث تحوي مسامير بيضاء ترمز للشباب المغرر بهم وأخرى سوداء تمثل تجار الهجرة السرية، فيما لخص في منحوتة ثانية ما قاله المغني الشعبي الراحل دحمان الحراشي «يا مسافر تروح تعيا وتولي».

يذكر أنّ هذه التظاهرة التي يشارك فيها زهاء 50 رساما من الجزائر والخارج، تنظم من قبل جمعية الفنون البصرية «حضارة العين»، بالتعاون مع متحف الفنون المعاصرة (مامو) بوهران.