الأزمة الخليجية
تعددت المساعي وغاب الحل،،،
- 670
وصل وزير الخارجية الفرنسي، جون ايف لودريان، أمس، إلى العاصمة القطرية الدوحة في أول محطة له من جولة خليجية في سياق الأزمة المستعصية بين العربية السعودية والإمارات العربية والبحرين من جهة ودولة قطر من جهة ثانية.
وقال لودريان بعد أول لقاء جمعه بنظيره القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل الثاني وقبل لقاء بأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل الثاني أن زيارته تندرج في إطار المساعي الحميدة الرامية إلى وضع حد للازمة القائمة بين العواصم الخليجية.
وأضاف رئيس الدبلوماسية الفرنسية أن بلاده تريد أن تكون مسهلا وداعما لجهود الوساطة التي تبذلها دولة الكويت من أجل إزالة الجليد الذي علق بالعلاقات الخليجية، داعيا إلى انفراج سريع لهذه الأزمة غير المسبوقة في منطقة بأهمية الخليج العربي.
وشكلت الدوحة أول محطة للوزير الفرنسي في جولته الخليجية حيث غادر أمس باتجاه العربية السعودية قبل التوجه إلى الكويت ويختمها بمحطة العاصمة الإماراتية أبو ظبي.
وبهذه الجولة، تكون فرنسا قد دخلت على خط المساعي الدولية لاحتواء الأزمة الخليجية ضمن دبلوماسية تقفي الأثر التي سبقه إليها نظيراه، البريطاني بوريس جونسون والألماني ستيغمار غابريال قبل أن يختمها، ريكس تليرسون وزير الخارجية الأمريكي بلقاءات ماراطونية عقدها مع نظرائه الخليجيين، حيث راح طيلة أربعة أيام يحاول تقريب وجهات نظر الفرقاء هذه الأزمة التي أكدت كل المؤشرات أن حلها ليس ليوم غد.
فقد أنهى كاتب الخارجية الأمريكي جولته دون أن يتمكن من تفكيك فتيل أزمة جعلت مصالح الولايات المتحدة الأمريكية أمام أكبر مأزق تعرفه وجعلها تحاول إيجاد أرضية توافقية بين موقفين متنافرين حد القطيعة.
وهو ما يدفع إلى طرح التساؤل حول قدرة الوزير الفرنسي في تحقيق ما لم يتمكن نظيره الأمريكي تحقيقه وتأكد معها أن الأزمة اكبر من أن تسوى في تحرك دبلوماسي واحد.
والمؤكد أن باريس ولندن وبرلين تدرك ذلك جيدا لكنها لم تشأ ترك المجال مفتوحا أمام واشنطن للاستئثار بدور محوري في هذه المنطقة الغنية بثرواتها الضخمة وبموقعها الجيو ـ استراتيجي في قلب العالم.
وإذا سلمنا بمثل هذه المقاربة فان زيارات الوزراء البريطاني والألماني قبل أن يلحق بهما نظيرهما الفرنسي جاءت ضمن حرص بلدانهم على تنبيه مختلف العواصم الخليجية على حتمية مراعاة مصالحهم الضخمة في منطقة الخليج والتي لا يجب التضحية بها في سياق هذه الأزمة لصالح الولايات المتحدة دون سواه من القوى الكبرى الأخرى.
وهو ما يجعل تأكيد الوزير الفرنسي أن جولته تدخل في إطار بذل جهود إضافية لإنجاح المساعي الكويتية مجرد تغطية على حقيقة زيارته وخاصة وأن وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل الثاني قطع الشك باليقين خلال زيارة قام بها إلى العاصمة التركية أول أمس بأن بلاده لن تقبل سوى بالمساعي التي يبذلها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد آل الصباح الذي كان أول من بادر بزيارات عاجلة إلى الدوحة والرياض في محاولة لاحتواء الأزمة ومنع حصول التطورات التي عرفتها فيما بعد.
ولكن هل تنجح الوساطة الكويتية في تليين المواقف المتشنجة لأطراف هذه الأزمة التي تسير باتجاه التصعيد وهي الإشكالية التي تطرح ولا احد بإمكانه التكهن بنهايتها.