نفوق النحل بمعسكر

النحالون يدقون ناقوس الخطر

النحالون يدقون ناقوس الخطر
  • 967
 ع. ياسين ع. ياسين

يعرف قطاع تربية النحل وإنتاج العسل بولاية معسكر مشاكل عديدة  تعيق كل محاولة لتطويرها أو الحفاظ عليها على الأقل، وما طرحه محترفو وهواة هذه الشعبة خلال فعاليات النسخة الثانية من المعرض الجهوي لمربي النحل الذي شهدته طوال أسبوع، أروقة دار الثقافة بمعسكر، من انشغالات، يكشف الأسباب الرئيسية التي منعت ولا تزال تمنع ارتقاءها.

في العامين الأخيرين، سجلت العديد من مناطق ولاية معسكر ظاهرة نفوق عدد هام من النحل، وهي الظاهرة التي التزمت أمامها مختلف المصالح المعنية الصمت، من دون البحث عن أسبابها وإيجاد حلول لها وعجز أمامها مربو النحل نتيجة غياب أخصائيين في الميدان ونقص في التكوين والتوعية.

أحد المربين من منطقة المامونية (2 كلم عن معسكر) لم يخف معاناة العديد من مربي النحل بنواحي جبال بني شقران، من ظاهرة نفوق كميات كبيرة من النحل خلال السنوات الأخيرة، التي عادت بالسلب على إنتاج العسل الذي - حسبه - تراجع كثيرا بفعل العديد من العوامل الطبيعية والبشرية على وجه الخصوص.

نفس المصدر كشف عن أن العديد من مربي النحل بمنطقة بني شقران يتفاجأون يوميا بعمليات تخريب تطال خلايا النحل، وهي الظاهرة التي استفحلت مؤخرا، بسبب الصراعات العائلية والقبلية بالمنطقة حول الأراضي والميراث، فالمخربون، يضيف المتحدث، يستعملون العديد من الوسائل سواء بتحطيم خلايا النحل أو بتسميم النحل بالمواد الكيميائية،  مثل مبيدات الحشرات والنباتات الضارة أو سرقة الخلايا وما تحويه من نحل وعسل.

من جهته، أكد مربي نحل من مدينة معسكر، أن تربية النحل بالولاية أضحت مكلّفة على الكثير من النحالين الذين، في غياب شروط مزاولة النشاط، يتناقص عددهم باستمرار، وهو أحد العوامل التي أثّرت كثيرا على المستوى المعيشي للعديد من العائلات التي يعتبر النحل موردها المالي الأساسي. نفس المصدر ألح في حديثه مع "المساء"، على ضرورة الاهتمام بهذا القطاع الذي تسترزق منه آلاف العائلات على مستوى الولاية، من خلال تنظيمه وهيكلته، ودعم محترفيه لأجل النهوض به وتحقيق الاكتفاء الذاتي من العسل من ناحية الاستهلاك والتداوي.

طالب رئيس جمعية النحالين في معسكر، بضرورة تدخّل المصالح الفلاحية لتوعية الفلاحين وإبلاغ مربي النحل بتاريخ استعمالهم المواد الكيمياوية للعلاج، لتفادي ظاهرة نفوق النحل، ملحّا في نفس الوقت على تشجيع هذا القطاع الذي يوفر آلاف مناصب الشغل في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها البلاد.

يتمسك أغلب مربي النحل في الولاية بمطلب إنشاء مخبر لتحديد جودة العسل ومكافحة الغش، خصوصا بعد تسجيل كميات هامة من العسل المغشوش في السوق الوطنية، يباع بأثمان تنافس العسل "الحر"، علما   أنّ ثمن العسل الأصلي بمعسكر يتراوح بين 3000 و4000 دج للكلغ.