في انتظار عيد الفخار وتظاهرة "اسنسو ازرو نطهور"

تيزي وزو تعيش على وقع ديناميكية ثقافية مستمرة

تيزي وزو تعيش على وقع ديناميكية ثقافية مستمرة
  • القراءات: 1131
س. زميحي س. زميحي

يتواصل بولاية تيزي وزو، إحياء عدّة أعياد وتظاهرات ثقافية اعتادت قرى الولاية على تنظيمها  سنويا، بغية ضمان تطوير الحرف والصناعات التقليدية التي تتفنّن نساء ورجال الولاية في إبداعها  والعمل على نقلها للأجيال الصاعدة بإحيائها ومنعها من الزوال، مثل ما هو الحال بالنسبة للفخار، الفضة، اللباس التقليدي، وتظاهرات أخرى كانت مصدر لمّة وتلاحم المجتمع من خلال الالتقاء لإحياء أعياد مختلفة كـ«انسنوس ازور نطهور"، وغيرها من الأعياد التي جعلت جبال جرجرة تتألق على وقع حركة ودينامكية ثقافية متنوعة.

تعيش المنطقة الجبلية واضية، منذ أيام عرسا ثقافيا في إطار إحيائها لعيد اللباس التقليدي، الذي عرف مشاركة مجموعة من الحرفيات من المنطقة وبلديات أخرى من الولاية، بموديلات وتصاميم غاية في الجمال، حيث تشهد هذه المدينة، منذ الأربعاء الماضي، توافد الزوار والضيوف على المعرض المقام بالمؤسّسات الثقافية لواضية، حيث يتم عرض آخر إبداعات المرأة في الخياطة، بتصاميم، ألوان، وموديلات متنوّعة وبأسعار مقبولة.

وتحرص الحرفيات على استغلال هذه التظاهرة لتسويق المنتوج، خاصة وأنّ العيد تزامن مع الصيف، حيث يكثر الطلب على الجبة القبائلية، لاسيما بعدما لم يعد يقتصر ارتداؤها على الأعراس والمناسبات، وإنّما أصبحت اللباس اليومي للمرأة، حيث عرضت نحو 30 حرفية موديلات على مستوى المدرسة الابتدائية "الإخوة تيفراني"، إلى جانب عرض منتوجات تقليدية مختلفة من حلي فضية، حلويات تقليدية وغيرهما. 

وبمنطقة اث وعبان التي فازت في 2016 بمسابقة أنظف قرية، التي ينظمها المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو كل سنة، يتواصل مهرجان "احكي الفن" الذي انطلقت فعالياته منذ 24 جويلية، مع برمجة جملة من النشاطات الأدبية، الثقافية والفنية، في حين سجّل عيد الفضة في طبعته 14 باث يني، إقبالا كبيرا يزداد يوما بعد يوم، حيث جلبت الحلي التي عرضها 70 حرفيا من صانعي الحلي الفضية الذين قدموا من عدة ولايات من الوطن، أنظار الزوار والفضوليين.

كما تتهيأ منطقة معاتقة لاحتضان عيد الفخار في طبعة جديدة مع نهاية شهر أوت، حيث ينتظر أن تعرف مشاركة عدّة حرفيين من ممارسي حرفة صناعة الفخار، من أبناء منطقة معاتقة، اث خير وغيرهما من قرى ولاية تيزي وزو، وكذا من ولايات أخرى، من أجل إثراء المعرض من جهة، ومن جهة أخرى لتبادل الخبرات وتقنيات تحويل التربة إلى أوان فخارية جاهزة للاستعمال، طبيعية غير مضرة بالصحة.

وبأعالي جبال جرجرة، تستعد قرى بلدية ايليلتن لاحتضان التظاهرة السنوية "اسنسو ازرو نطهور"، التي تشارك 3 قرى وهي زبقة، تخليجت وايت عبدالله في إحيائها عبر إعداد طبق الكسكس ونحر الأضاحي وإطعام الزوار على مدار ثلاثة أيام متتالية، حيث تعتبر هذه العادة قديمة، وتعلّق بها السكان وظلوا يحيونها على اعتبار أنها مناسبة للم الشمل وتوطيد العلاقات وحلّ الخلافات، ما كان وراء الحرص على الإبقاء على مثل هذه العادات التي تعتبر جزءا من حياة السكان.

ويغتنم سكان القرى فترة الصيف لخلق دينامكية وحركية ثقافية، عبر تنظيم مهرجانات، وإحياء مناسبات، من خلال التصالح وهي عادات قديمة، وهذه التظاهرات التي تعتبر فرصة سانحة لجلب السياح والأجانب لاسيما وأنه يتم عرض برنامج النشاطات عبر الانترنت ما يسهل اطلاع الفضوليين والسياح على ما تزخر به قرى منطقة القبائل.