أعلن وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، رسميا عن الشروع في اعتماد القرعة الإلكترونية لأداء فريضة الحج الموسم المقبل أي سنة 2018.  وهي الآلية التي أمرت الحكومة بضرورة العمل بها لتفادي الاختلالات المسجلة في هذه العملية بطريقتها التقليدية وضمان النزاهة والشفافية.

وأوضح عيسى، خلال لقائه أمس، أعضاء بعثة الحج لهذا الموسم بالمدرسة الوطنية دار الإمام بالمحمدية، بخصوص التأشيرة الإلكترونية أن التقصير أو التأخر في اعتماد هذه الآلية ليس جزائريا وإنما راجع لتفضيل المملكة العربية السعودية أن تكون البداية بدولة نموذجية، حيث تم اختيار دولة غير الجزائر وبعد نجاح العملية ستعمّم التجربة على العالم الإسلامي. مشيرا إلى أن الجزائر جاهزة ومتهيئة لمثل هذا الإجراء وستعتمده رسميا بداية من السنة المقبلة. واستطرد الوزير يقول إنه عندما قررت المملكة العربية السعودية إنشاء منظومة المسار الإلكتروني بدأ القطاع بدوره بإنشاء منظومته الوطنية التي سمحت له بمواكبة التطور والحداثة.

وبخصوص الأوضاع التي تمر بها المنطقة العربية ومنطقة الخليج قال عيسى، إننا نشهد حالة أمنية غير طبيعية بالمنطقة تشبه الحالة التي عاشتها الجزائر في وقت سابق. داعيا أعضاء البعثة إلى عدم الخوض في الشؤون الداخلية للبلد المضيف وفي المسائل السياسية والتعامل مع السلطات لتأمين الحجاج الجزائريين بعيدا عن أي توجيه خاص.

كما أن عضو البعثة ـ يضيف عيسى ـ مطالب لدى وصوله إلى البقاع المقدسة بأن يؤدي المهام المنوطة به كونه يمثل العلم الجزائري، كما ينبغي أن تعكس كل تصرفاته مع نظرائه في البعثات الأخرى وكذا مع السلطات السعودية صوت ولون الجزائر، كما دعا الحجاج إلى عدم الانسياق وراء الدعاية التي ترعاها بعض الدول والحجاج والبعثات، مشيرا إلى أنه تم التطرق مع الوزير السعودي لحماية الحجاج من هذه الأفكار والتعاون لدى الإبلاغ عن وجود اختراقات بخيم وعمارات يتواجد بها الحجاج الجزائريون.

من جهته كشف مدير الديوان الوطني للحج والعمرة يوسف عزوزة، أنه تمت المصادقة على أكثر من 8300 تأشيرة إلى حد الآن في انتظار استكمال 14 ألف تأشيرة أخرى قبل أول رحلة نحو البقاع المقدسة، فيما اقتنى 27 ألف مسجل لأداء فريضة الحج تذاكرهم ولم يتبق سوى 1400 حاج، بينما دفع 34600 حاج تكاليف الحج عبر بنك الجزائر.

كما ذكر الوزير بالمناسبة بتفعيل المسار الإلكتروني الذي سيسمح لذوي الحجاج الميامين بمتابعة كل تحركاتهم أينما ذهبوا بالبقاع المقدسة عبر شرائح إلكترونية مجانية ستمنحها السلطات السعودية بالمجان تعوض الأساور الإلكترونية التي أعلنت عنها وزارة الشؤون الدينية والتي قال الوزير إنها أثارت جدلا.

المسار الإلكتروني الجديد هو عبارة عن بوابة إلكترونية مرتبطة بأجهزة كمبيوتر في الجزائر تتابع حركة الحجاج في مكة والمدينة وجدة، بالإضافة إلى أجهزة إلكترونية لمرافقة الحركة على مستوى مطارات الإقلاع لتسجيل الحجاج إلكترونيا.

١٠٠٠ حاج معني بضريبة الحج المتعدد

أعلن وزير الشؤون الدينية عن فرض السلطات السعودية غرامة مالية على الحجاج الذين أدوا الشعيرة للمرة الثالثة على التوالي والمقدرة بـ6000 آلاف ريال سعودي أقرتها منذ سنة وبدأت بتطبيقها ابتداء من هذا الموسم. وأكد عيسى، أن السعودية سيّدة في قراراتها ومصرة على ذلك لأسباب تخصها.

وأفاد عيسى بخصوص استعداد الجزائر للتعامل مع هذا القرار بأن هيئة التحضير اجتمعت برئاسة وزارة الشؤون الدينية والأوقاف ودرست كل الاحتمالات وتم تحديد قائمة الحجاج المعنيين بهذا القرار، حيث تم لحد الساعة إحصاء أكثر 1000 حاج معني بهذه الضريبة.

وقد تم طلب ترخيص من الوزير الأول لتحويل هذه البالغ عبر المسار الوطني الإلكتروني إلى المملكة السعودية ـ حسب وزير الشؤون الدينية ـ الذي أضاف أنه بمجرد تلقي الضوء الأخضر سيتم البدء في العملية والالتزام بهذا الشرط الذي يتحمّل تكاليفه الحاج.