أكد وجود دوافع إجرامية وراء 1200 حريق عبر 13 ولاية وتوقيف متورطين

بدوي: لا تعويض عن خسائر الحرائق المتعمّدة

بدوي: لا تعويض عن خسائر الحرائق المتعمّدة
  • 657
جميلة.أ/مراسلون جميلة.أ/مراسلون

تواصل مصالح الأمن والدرك تحقيقاتها في الأسباب والدوافع التي أدت إلى اندلاع العديد من الحرائق عبر ولايات الوطن، وأكد وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، توقيف العديد من الأشخاص «كانوا سببا» في اندلاع حرائق الغابات التي تعرفها بعض الولايات وتم تقديمهم للعدالة، مشيرا في السياق إلى وجود دوافع إجرامية وراء اندلاع أزيد من 1200 حريق في 13 ولاية..  وعن التعويضات أكد بدوي، أنه لن يتم التعويض عن الخسائر التي انجرت عن حرائق الغابات الأخيرة دون القيام بتحقيقات ميدانية حتى تذهب هذه التعويضات إلى مستحقيها.

أكد وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية نور الدين بدوي، أمس، من بجاية، أن السلطات العمومية مستعدة لمرافقة الخواص في حماية ثروتهم الغابية ببرنامج مماثل لتلك البرامج الموجهة لحماية المساحات الغابية العمومية. وقال السيد الوزير لدى وقوفه على حجم خسائر حرائق الغابات ببلدية توجة،  واستماعه إلى انشغالات مواطنيها أن 50 بالمائة من المساحات الغابية لولاية بجاية مملوكة من طرف الخواص، مذكّرا أن هذا البرنامج يشمل على وجه الخصوص فتح وتهيئة المسالك والطرق الغابية، وتجنيد كل الإمكانيات لحماية الثروة الغابية للبلاد.

وبلغة الأرقام كشف الوزير عن تسجيل أزيد من 1200 حريق في 13 ولاية، مشيرا  إلى وجود دوافع إجرامية وراء اندلاع هذه الحرائق، موضحا بهذا الخصوص أن مصالح الأمن والدرك تواصل التحقيقات بهدف معرفة الأسباب الحقيقة لاندلاع هذه الحرائق، مبرزا أنه تم توقيف العديد من الأشخاص  المشتبه فيهم بعدة ولايات متضررة وتم تقديمهم أمام العدالة.   

وبولاية الطارف التي زارها أول أمس، الوزير والتي سجلت 68 حريقا أتت على 734 هكتارا من  الثروة الغابية بالولاية خلال الفترة الممتدة من 28 جويلية إلى 2 أوت الجاري، أكد بدوي، أنه لن يتم التعويض عن  الخسائر التي انجرت عن حرائق الغابات الأخيرة دون القيام بتحقيقات ميدانية حتى تذهب هذه التعويضات إلى مستحقيها، وشدد السيد بدوي، خلال جلسة عمل جمعته بإطارات ومديري مختلف مصالح ولاية الطارف، خصصت لملف حرائق الغابات أن هذه التحقيقات يجب أن تأخذ  الوقت الكافي من قبل مصالح الشرطة والدرك الوطني حتى تذهب التعويضات إلى  مستحقيها، وهذا طبقا لتعليمات رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة.

وفي السياق أكد الوزير أن «كل من تسبّب في اندلاع هذه الحرائق سيجد أمامه  القانون والعدالة، مشيرا إلى أنه تم توقيف عدد من الأشخاص حاولوا إلحاق  أضرار بالثروة الغابية لأغراض شخصية، مذكرا أن ولاية بجاية هي «الأكثر تضررا» من حرائق الغابات، وأن الدولة -وتنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية- وضعت كل الإمكانيات للتحكم في الحرائق مع اتخاذ جملة من الإجراءات لمواجهة هذه الحرائق منها على وجه الخصوص إنجاز وحدة للحماية المدنية ببلدية أم الطبول، مجهزة بكل  الوسائل بالإضافة إلى فتح المسالك والطرق الغابية وكذا تعزيز وسائل الإخماد بولاية الطارف برتلين متنقلين من الولايات المجاورة.

وببلدية السوارخ الحدودية بولاية الطارف، حيث وقف الوزير على عملية إخماد حرائق الغابات من طرف  مصالح الحماية المدنية والغابات، أكد السيد بدوي، أنه تم توقيف العديد من الأشخاص «كانوا سببا» في اندلاع حرائق الغابات التي تعرفها بعض الولايات وتم تقديمهم للعدالة، مشيرا إلى أن هذه الحرائق سببها الرئيسي الحرارة غير  العادية، لكن يوجد بعض المجرمين الذين استعملوا كل الوسائل لتأزيم الوضع تم توقيف عدد منهم بناء على تحقيقات مختلف مصالح الأمن (الشرطة والدرك الوطني).

وذكر في هذا السياق، أنه تم توقيف 4 أشخاص في ولاية عنابة وأشخاص آخرين في ولاية البويرة، داعيا إلى حماية الحظيرة الوطنية بالقالة والبوابة الحدودية الجزائرية التونسية، كما أسدى تعليمات للتنسيق مع نظرائهم التونسيين في عمل تضامني يعود «بالفائدة على  تونس والجزائر والثروة الغابية»، وفيما يخص الخسائر البشرية لهذه الحرائق على المستوى الوطني، ذكر السيد بدوي،  أن هناك ضحية واحدة في ولاية بومرداس قدم بالمناسبة تعازي الحكومة لعائلتها.

الطارف نشوب حوالي 100 حريق خلال خمسة أيام

تم تسجيل ما لا يقل عن 97 حريقا بالغابات في ظرف خمسة أيام عبر 15 بلدية حدودية بولاية الطارف. وحسب المصالح المحلية للحماية المدنية فقد التهمت النيران حوالي 1000 هكتار منذ السبت الماضي بفعل موجة الحر الاستثنائية السائدة بالمنطقة، لاسيما بوادي الحوت بالقالة، وعين الكرمة وكدية فراس بالعيون وخنقة عون بعين العسل وفج نخلة بالإضافة إلى عين برقوقية بدريدرا وأم الطبول ومشتة بومية بحمام بني صالح ومجاز لحمر ببوحجار.

وقد تم تسخير ما يزيد عن 900 عنصر للحماية المدنية مدعومين بأعوان عناصر محافظة الغابات وعناصر إطفاء تابعين لولاية عنابة، الذين يبذلون مجهودات جبارة لإخماد النيران المندلعة بهذه المواقع ذات التضاريس الوعرة، والتي يصعب دخولها وفقا لنفس المصدر، الذي أوضح أن جهازا هاما قد تم وضعه لحماية  أرواح السكان المجاورين للغابات.. علما أن 30 حريقا تم تسجيلها أول أمس بذات المناطق الجبلية؛ ما أدى إلى تسخير وسائل بشرية ومادية هامة.

وفق بيان لشركة الكهرباء والغاز حرائق الغابات سبب الاضطرابات في توزيع الكهرباء

أكدت الشركة الجزائرية لتوزيع الكهرباء والغاز، في بيان إعلامي تسلمت «المساء» نسخة منه، أمس، أن الاضطرابات في توزيع الكهرباء المسجلة في الآونة الأخيرة تعود إلى حرائق الغابات التي تعرفها العديد من ولايات الوطن والتي تعمل جميع مصالح الدولة المتواجدة في عين المكان كالحماية المدنية ومصالح الغابات إلى جانب مديريات التوزيع المتواجدة عبركل التراب الوطني على مواجهتها، وهي العملية التي تتم في وضعية جد حرجة وصعبة.

وأوضح البيان أن الشبكة المتقاطعة ذات التوتر العالي بـ220  و400 كيلوواط والتي هي متواجدة بأعالي الجبال ومعظمها في أوساط الغابات المتكاثفة سجل بها عدة خسائر سببها الحرائق في كل من الطارف وقالمة وسوق أهراس وعزابة والقل وبجاية وتيزي وزو وتيبازة والبليدة والمدية وكذا المناطق المحاذية لها.

وتسببت الوضعية في اضطراب التوزيع وتأثر الطاقة الموضوعة تحت الخدمة وكذلك بفعل الإستهلاك المفرط من طرف الطلب عامة، حيث بلغت الذروة أقصاها ولأول مرة 14.200 ميغا واط مسجلة.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، فإن الحرائق المسجلة أدت إلى عدة أعطاب خاصة بشبكة التوتر العالي كانت سببا في نقص الطاقة المتوفرة لمحطة التوليد وقد أثرت نسبيا على عملية التوزيع في المناطق المذكورة باعتبار أن شبكة التوزيع متصلة ببعضها. وعلى الرغم من كل هذا، فإن فرق التدخل للشركة الجزائرية للتوزيع المتواجدة عبر كل مديرياتنا على المستوى الوطني تبقى مستعدة  ومتأهبة لأي طارئ، من أجل ضمان تموين متصل رغم صعوبة المسالك بفعل هذه الحرائق وصعوبة التدخل وفق البيان الذي أشار إلى أن الهدف الاساسي لمصالحها هو خدمة المواطن مهما كانت العراقيل والصعوبات

قسنطينة الحرائق تأكل 25 هكتارا من الغطاء النباتي ببلدية ابن باديس

أتت الحرائق خلال 48 ساعة الأخيرة على 25 هكتارا من الغطاء النباتي بغابة الهداج ببلدية ابن باديس (جنوب شرق قسنطينة). أوضح رئيس مصلحة حماية الثروة الحيوانية والنباتية بمحافظة الغابات خير الدين سايغي، أن 10 هكتارات من أشجار بلوط الفلين و15 أخرى من الأدغال قد التهمتها ألسنة اللهب، مشيرا إلى أن إخماد النيران تطلّب تدخّل 21 عونا تابعين لمحافظة الغابات وعناصر الحماية المدنية، وآخرين تابعين لبلدية ابن باديس. كما تم تسخير عتاد هام على غرار مركبتين للتدخل الأولي وشاحنتي إطفاء وسيارة للربط وشاحنة إمداد لتستغرق عملية الإطفاء 4 ساعات. وأكد السيد سايغي أن جميع التدابير اتُّخذت لمواجهة أي حرائق محتملة عبر غابات ولاية قسنطينة، مذكرا بأن الولاية تتوفر على ثروة غابية على مساحة 18900 هكتار؛ أي ما يمثل 8,49 بالمائة من المساحة الإجمالية، موضحا أن جهاز الوقاية من حرائق الغابات بولاية قسنطينة يتشكل من 7 مراكز للمراقبة واليقظة و5 فرق متنقلة مجهزة بشاحنات ذات صهاريج قادرة على الاقتراب إلى غاية 100 متر من مكان الحريق و7 سيارات للربط و5 مركبات للتدخل السريع وشاحنة إمداد بـ 6 آلاف لتر.

وقد تم تنصيب 18 لجنة ممثلة للسكان المجاورين للغابات عبر مختلف بلديات الولاية للوقاية من انتشار النيران، خاصة خلال هذه الفترة التي تتميز بارتفاع شديد في درجات الحرارة..

واستنادا إلى مسؤولي محافظة الغابات فإن حملات للتوعية والإعلام قد تم تنظيمها استهدفت السكان المجاورين للمناطق الغابية منذ يونيو الأخير بهدف الوقاية من الحرائق خاصة بغابات شطابة والجباس والكاف لكحل (جبل الوحش)، التي تخضع خلال كل فصل صيف لـ «حراسة مشددة».