التسمّم الغذائي

ضعف وعي المستهلك يعرّضه للخطر

ضعف وعي المستهلك يعرّضه للخطر
  • 1009
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

تجدّد الفيدرالية الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك تحذيرها من التسمّم الغذائي، خاصة مع موجة الحر التي تشهدها كافة مناطق الوطن، التي تزيد من احتمال تلف المواد الغذائية وتحوّلها إلى سموم. ورغم حذر البعض واتّخاذ كلّ الإجراءات الوقائية بتفادي استهلاك العديد من المواد الحساسة، إلاّ أنّ البعض الآخر لايزال يضع صحته على المحك متجاهلا مخاطر بعض المواد.

يُعد فصل الصيف من المواسم التي تكثر فيها حالات الإصابة بالتسمّم الغذائي، خاصة إذا لم يتم احترام قواعد تخزين الأطعمة؛ ما يعرّضها للتلف بسهولة بسبب حرارة الجو، حيث يسهل فساد الطعام بمجرد تركه خارج الثلاجة لبعض الوقت. كما يتحسّس منه الأطفال والحوامل وكبار السن، الذين تكون مناعتهم ضعيفة مقارنة بباقي الأشخاص، وهذا يستدعي أخذ الحيطة والحذر أكثر لتجنّب المشاكل الصحية المرتبطة أساسا بالتسمّم الغذائي.

ورغم الإجراءات الصارمة لمصالح الرقابة وقمع الغش التي تتجنّد خلال هذه الفترة لضمان صيف آمن بعيد عن التسمّم الغذائي بتطبيقها العديد من الإجراءات، يبقى ضعف وعي المستهلك من العوامل الرئيسة التي تعرّضه للخطر، مثل الاستهلاك العشوائي لمشتقات الحليب التي تُقتنى من محلات لا تحترم شرط التخزين في الثلاجة، أو اقتناء بيض معروض هو الآخر خارج الثلاجة وغيرها، كل هذا تبيّن من الاستطلاع الذي أجرته "المساء" ببعض المحلات لمحاولة لمس مدى وعي المواطن بهذا الموضوع.

في هذا السياق، تبيّن أنّ البعض تبنّى التفكير السليم في هذا الإطار بتفادي مثلا الأكل خارج البيت خلال الصيف، والاكتفاء بالأطعمة الباردة للشعور بالشبع في انتظار الوصول إلى المنزل، كالبسكويت أو الفاكهة الطازجة، إلى جانب تفادي كلّ الأطعمة المحضّرة أساسا من البيض كالمايونيز، الحلويات المصنّعة، الكريم وغيرها؛ لأنّها مادة حسّاسة جدّا وتتلف سريعا بفعل الحرارة، وتتحوّل إلى مادة سامة جدّا وخطيرة على الصحة.

وأوضح من حدثناهم ولمسنا لديهم ذلك الوعي، أنّ الوقاية من التسمّم الغذائي ضرورة ملحة جدا، خاصة في فصل الصيف مع ارتفاع درجة الحرارة، حيث يجب الالتزام بقواعد النظافة العامة وشروط حفظ الأطعمة، وغسل اليدين قبل إعداد الطعام؛ لأنّ العدوى تنتقل إلى الطعام وتنتقل من شخص إلى آخر عن طريق اللمس، هذا إلى جانب غسل الفواكه والخضر جيدا قبل استهلاكها.

في هذا الخصوص، أوضح السيد مصطفى زبدي، رئيس الفيدرالية الوطنية لحماية وإرشاد المستهلك، أنّ فصل الصيف هو الموسم الذي تتضاعف فيه ثلاثة مرات حالات التسممّ الغذائي في الولائم الكبيرة أو المطاعم عند تناول الأكل خارج البيت، إلى جانب بعض الحالات الفردية، ولكلّ حالة خصوصيتها، وسببها الرئيس تناول طعام غير مراع لشروط الحفظ أو منتهي الصلاحية.

ويقول زبدي إنّ هناك عدة عوامل أخرى تجعلنا عرضة للتسمّم الغذائي، وهي عدم غسل اليدين قبل إعداد الطعام، شراء المواد الغذائية من أماكن غير موثوق فيها، عدم وضع الأطعمة سريعة التلف في المبرد أو الثلاجة واستهلاكها مباشرة، أو ترك الأطعمة تحت أشعة الشمس مثلا بالنسبة للمصطافين الذين يأخذون أطعمتهم معهم إلى الشواطئ، فتتلف سريعا بسبب الحر، إذ إن تناولها في هذه المرحلة يجعلها خطيرة جدا على الصحة.

كما أشار المتحدث إلى وجود سلوكات خطيرة جدّا تقوم بها بعض ربات البيوت خلال تحضيرهم الأطعمة، وهو تجميد وإعادة تجميد ما استُخرج من الثلاجة.