بعد شيوع الآلات الرقمية عالية الجودة

حرفة التصوير آيلة للزوال

حرفة التصوير آيلة للزوال
  • 1022
نور الهدى بوطيبة نور الهدى بوطيبة

أصبحت مهنة المصور في السنوات القليل الأخيرة آيلة للزوال بعدما أصبح الفرد يعتمد على الهواتف النقالة لالتقاط الصور في مختلف المناسبات؛ ما أدى إلى تراجع عمل المصور ودوره في المجتمع، وهذا ما جعل العديد من المحلات التي كانت منتشرة بكثرة في العاصمة تختفي بشكل ملحوظ؛ فمنها التي أسدلت ستارها، ومنها التي غيرت نشاطها، لتبقى القلة القليلة منها تعمل لنشاط بسيط جدا.

تُعد مهنة التصوير من المهن المميزة، حيث كان يطلق على المصور قديما «قلب فنان»؛ إذ يلتقط صورا جميلة للأشخاص أو للطبيعة، مما يساهم في تخليد اللحظة وجعلها ذكرى يمكن العودة إليها في كل وقت. كما أن المصور ساهم بشكل كبير في كتابة التاريخ بفضل صور الشخصيات الكبيرة والحقبات التاريخية التي سُجلت في مجلدات التاريخ وغيرها، مما يجعل هذه الحرفة نبيلة ولها دور مهم في المجتمع.

وقد كانت مهنة التصوير رائدة لدينا لسنوات خلت، حيث كانت تتزين محلات التصوير بملصقات «كوداك» أشهر علامات شرائط التصوير العالمية. كما يتم استخراج الشريط بالتحميض في غرفة مظلمة، لكن الآن اختلفت الأمور كثيرا؛ فقد غاب الشريط وحضر الفلاش ديسك، ولم يعد الأطفال يقصدون المحل لأخذ صور تذكارية بملابس العيد كما كانت عليه العادة في سنوات مضت، ما يجعل مهنة المصور اليوم صعبة وضرورية في نفس الوقت؛ إذ لا يمكن التخلي عن خدماته الآن رغم  الثورة التكنولوجية التي أحدتثها كاميرات الهواتف الذكية ذات الجودة العالية؛ إذ يُعد الاستغناء كليا عن خدمات المصور الفوتوغرافي شبه مستحيل، خاصة فيما يخص صور الملفات الإدارية أو جواز السفر أو طلب التأشيرة؛ إذ تُعد الصور الشمسية مطلبا لا بد أن تتوفر فيه مجموعة من الشروط، مثل حجم الصورة وخلفيتها التي عادة  ما يُشترط أن تكون بيضاء، أو وضوح الصورة، ولا يتم ذلك إلا عن طريق آلة خاصة وبعمل مصور مختص يراعي تلك الشروط المطلوبة والملامح المنعكسة في الصورة وغيرها.