بعدما عصفت رياح الحرائق بالولاية
سكان تيزي وزو يكثفون حملات التنظيف والاهتمام بالبيئة
- 1292
شرع سكان عدة أحياء ببلديات ولاية تيزي وزو في حملات التنظيف والاهتمام بالبيئة والمحيط، من خلال تنظيم دوري لأشغال التنظيف والتخلص من كل ما يمكنه أن يشكل خطرا على الطبيعة وحياة السكان، حيث انتعش من جديد الوعي بالمخاطر المهددة للبيئة بفضل حملات التحسيس المتواصلة.
كثف سكان البلديات والأحياء والقرى بولاية تيزي وزو من حملات التنظيف التي شارك فيها الكبير والصغير من الجنسين، حيث عقدوا العزم على التحرك لمواجهة الحرائق وتفادي وقوعها من جديد بمناطق أخرى، لاسيما بعدما أخذ الوعي واليقظة ينتشران بشكل ملفت للانتباه؛ على اعتبار أنه تقام بشكل متتابع، عمليات تنظيف المزارع والحقول والغابات وغيرها، والتي بدأت تتوسع رقعتها شيئا فشيئا بكل تراب الولاية.
وكانت البداية من الغابات على اعتبارها رئة الولاية ومنبع الأكسيجين، وكانت أول انطلاقة لحملات التنظيف تلك التي بادرت بها الجمعيات ولجان القرى من أجل المساهمة في تحسين البيئة وحماية الطبيعة بعدما باتت مهددة بألسنة الحرائق في ظل بقاء أكوام مكدسة من النفايات بكل ناحية، وخير مثال مبادرة سكان بلدية إعكوران بتنظيم «تشمليث» بغابة المنطقة، من خلال التنظيف. والعملية سمحت بجمع أكوام من قارورات الخمر والأكياس البلاستكية والزجاج وغيرها من القمامة التي تخلى عنها المتنزهون في الغابة.
ولقد ساهمت مسابقة «أنظف قرية» التي ينظمها المجلس الشعبي الولائي لتيزي وزو سنويا، في تحريك روح النظافة بالقرى التي أخذت تهتم بهذا الجانب أكثر وإن لم يكن الأمر جديدا بالنسبة لها على اعتبار أنه منذ زمن قديم كانت العائلات تنظم من حين لآخر حملات تنظيف تطوعية، لكن مع بداية تنظيم المسابقة بعثت من جديد عمليات التنظيف، ولعل تزايد عدد القرى المشاركة من سنة لأخرى خير دليل على انتشار الوعي واليقظة بأهمية الحفاظ على البيئة والمحيط، حيث أعطت هذه القرى صورة جيدة، شجعت باقي القرى على اتباع منهجها.
وأخذ اهتمام السكان بالبيئة يزداد بعد العاصفة التي ألمت بالولاية بسبب النيران التي أتت على الأخضر واليابس، حيث تأكد السكان أن أحد العوامل المساعدة على نشوب الحرائق تمثل في عدم القيام بأشغال تنظيف الحقول والمزارع وترك بقايا الأشجار والحشائش تنمو بشكل كبير بدون العمل على إزالتها. ونظرا للحصيلة الثقيلة التي سجلتها الولاية بسبب الحرائق قرر سكان الأحياء والبلديات والقرى وغيرها، الامتثال لأوامر وزارة الداخلية، التي دعت إلى العمل معا على التحسيس لمواجهة الحرائق، والذي تحقق بفضل انتشار الوعي والرغبة في المساهمة جماعيا في حماية البيئة عبر تنظيم حملات تطوعية.