الإرهاب يضرب في إسبانيا
14 قتيلا وأكثر من 100 جريح من 355 جنسية
- 920
ارتفعت حصيلة الهجومين اللذين ضربا إسبانيا خلال 24 ساعة الأخيرة في كل من مدينة برشلونة ومنطقة كامبريلس بإقليم كتالونيا إلى 14 قتيلا وأكثر من مئة جريح من حوالي 35 جنسية حسب آخر حصيلة أعلنتها السلطات الإسبانية.
وخلف الهجوم الأول إثر عملية دهس بشاحنة صغيرة استهدف بعد ظهر أول أمس، حشدا من المارة بشارع لامبارا السياحي وسط مدينة برشلونة وتبناه ما يعرف بتنظيم «الدولة الإسلامية» الإرهابي، مقتل ما لا يقل عن 13 شخصا وإصابة العشرات الآخرين معظمهم من السياح الأجانب من جنسيات مختلفة، أوروبية وعربية وآسيوية وأمريكية.
وتبقى هذه الحصيلة مؤقتة ومرشحة للارتفاع بسبب خطورة الإصابات الناجمة عن عملية الدهس التي تلتها بعد ساعات قليلة عملية دهس ثانية بسيارة استهدفت ليلة الخميس إلى الجمعة شرطيين بنقطة تفتيش بمنطقة كامبريلس المطلة على الساحل الكتالوني. خلفت مقتل امرأة توفيت متأثرة بالجروح الخطيرة التي أصيبت بها، إضافة إلى ستة جرحى من بينهم ضابط شرطة.
واستيقظ الإسبانيون أمس، معلنين الحداد وأثار صدمة الهجومين لا تزال بادية على وجوهم، حيث اجتمع الآلاف منهم، يتقدمهم الملك فليب السادس ورئيس الحكومة ماريانو راخوي ورئيس إقليم كتالونيا بساحة كتالونيا بقلب مدينة برشلونة على بعد كليومتر واحد من مكان الهجوم الأول.
وبينما أكد راخوي أن الشعب الإسباني موحد في حداده وإرادته لوضع حد لهذه «البربرية»، ردد المتظاهرون هتافات «لا نخاف» ووقفوا دقيقة صمت على أرواح الضحايا.
وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها أوروبا هجومات من هذا النوع، وهو ما دفع بأجهزة الأمن في مختلف البلدان الأوروبية إلى تعزيز تواجد عناصرها بمختلف المناطق الحيوية والتجمعات المهمة وتكثيف نقاط المراقبة المدعمة بحواجز إسمنتية وأكياس الرمال.
من جانبها، أعلنت الشرطة الإسبانية عن قتلها 5 «إرهابيين» كانوا على متن السيارة التي نفذت عملية الدهس الثانية بمدينة كامبريلس الواقعة على بعد 110 كلم إلى جنوب غرب برشلونة عاصمة إقليم كتالونيا.
وبينما أضافت أن منفذ هجوم برشلونة الرئيسي الذي تمكن من الفرار من المحتمل أن يكون من ضمن الإرهابيين الخمسة الذين تم القضاء عليهم أمس بكامبريلس، أشارت وسائل إعلام محلية إلى أن سيارة المهاجمين انقلبت وعقب خروجهم منها أطلقت الشرطة النار عليهم.
ورغم أن الشرطة الإسبانية أشارت إلى أن التحقيقات ستجري في اتجاه فرضية العمل الإرهابي بالنظر لوجود مؤشرات تعزز الفرضية، فإنها أكدت أنها لا تملك بعد دليل ملموس على ذلك. وأشارت إلى أنه ولا شخص من المتورطين الذين تم التعرف على هويتهم متهم بالإرهاب لكن البعض منهم معروفين لدى مصالح الشرطة بالإجرام.
من جانبه، أكد جوزيف لويس ترابورو المتحدث باسم الشرطة الكتالونية أمس، أن «منفذي هجومي برشلونة وكامبريلس شكلوا مجموعة وكانوا يخططون لتنفيذ هجوم أو هجومات أكثر دموية وعنفا». وأضاف أن «تفجير ألكنار سمح بتفادي وقوع هجومات كبيرة».
وكان تفجير وقع مساء الأربعاء بأحد المنازل بمنطقة ألكنار التي تبعد 200 كلم إلى جنوب برشلونة، خلف مقتل شخص قالت الشرطة الكتالونية إن قاطنيه كانوا بصدد صناعة عبوة ناسفة.
وسرعان ما ربطت الشرطة بين هذه المجموعة ووكالة كراء السيارات المستخدمة في الهجومين والمناطق الأربعة الكتالونية التي يشملها التحقيق بكل من كامبريلس وبرشلونة وألكنار وريبول حيث تم إيقاف ثلاثة أشخاص من بينهم شقيق المشتبه فيه الذي يجري البحث عنه، قبل أن تعلن عن توقيفها لمشتبه رابع على علاقة بالهجومين بشمال شرق البلاد.
وأشارت الشرطة إلى أن عدد العمليات التي قامت بها السلطات الإسبانية ضد الإرهابيين قد ارتفعت منذ أن أعلنت عن رفع مستوى التحذير من هجوم إرهابي من أربعة إلى خمسة في جوان 2015، موضحة أن المستوى الخامس من التحذير يعنى أن خطر وقوع هجوم إرهابي يعد مرتفعا.
وكانت السلطات الإسبانية قد اعتقلت هذا العام 51 إرهابيا، بينما اعتقلت العام الماضي 69 واعتقلت 75 خلال عام 2015.
وأثار الهجومان موجة إدانة دولية عارمة، حيث أعربت معظم العواصم والمنظمات الدولية عن تضامها ودعمها للحكومة والشعب الإسبانيين ودعت لتكثيف الجهود من أجل محاربة الإرهاب.