تساقط الأمطار يكشف عيوب سياسة "البريكولاج"
تساقط الأمطار يكشف عيوب سياسة "البريكولاج"
- 691
شهدت قسنطينة، عشية أول أمس، تساقط كميات كبيرة من الأمطار، إذ في ظرف ساعة من الزمن، أدت إلى غرق بعض الشوارع الرئيسة والعديد من الأحياء، ما تسبب في توقف حركة المرور وغرق المركبات التي غمرتها المياه.
وقد غمرت مياه الأمطار الطريق المحاذي لمحطة المسافرين الشرقية التي أعيد تأهيلها مؤخرا، من كل جهة، ما كشف عيوب المشاريع المنجزة، زيادة على انسداد الكثير من الطرق بمياه السيول وأطنان من الأتربة والأوحال، ما أدى إلى تعطيل حركة السيارات والراجلين، في حين تسربت المياه إلى البيوت على مستوى عدة أحياء، خاصة القريبة من الوديان.
الأمطار المتساقطة مساء أول أمس كشفت العيوب الموجودة بقنوات الصرف، والحاجة الماسة إلى مخطط استعجالي لإعادة الأمور إلى نصابها، بالنظر إلى الوضع الكارثي الذي تتواجد عليه جل أحياء مدينة قسنطينة، وهي الوضعية التي أثرت أيضا على سير الترامواي الذي غرق هو الآخر لساعات من الزمن في مياه السيول، مع تسجيل العديد من الحوادث بسبب تصادم السيارات، فيما خلفت الأمطار المتساقطة هلعا كبيرا، خاصة أن الولاية سبق أن عرفت خسائر معتبرة بشرية ومادية بسبب الفيضانات التي شهدتها المدينة الجديدة علي منجلي في السنوات الفارطة، والتي أدت إلى وفاة ثلاثة أشخاص؛ ما دفع وزير الداخلية نور الدين بدوي إلى إصدار تعليمات صارمة بوضع برنامج استعجالي لتطهير وتأهيل كل الطرقات والبالوعات، ووضع مخطط سنوي للتقليل من خطر الفيضانات، غير أن سيناريو الفيضانات يعود كل سنة مع سقوط الزخات الأولى للمطر.
من جهة أخرى، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورا وفيديوهات حية أظهرت حجم الكارثة التي عرفتها العديد من المناطق بالولاية، حيث تدخلت مصالح الحماية المدنية في أكثر من نقطة على مستوى حي الصنوبر السفلي، جسر باب القنطرة، نفق بوالصوف ومسار الترامواي التي غرقت كلية في المياه، إذ تم التخلص من كميات المياه المتراكمة باستخدام وسائل وشاحنات خاصة. وقد أكدت مديرية الحماية المدنية أن السبب الرئيس في تراكم المياه هو انسداد البالوعات وقنوات الصرف الصحي وكميات الأتربة المتراكمة بها. ورغم أن مشكل النقاط السوداء والبالوعات التي تعيق حركة المرور خاصة مع اقتراب فصل الشتاء واحتمال تساقط معتبر للأمطار، كان تم التطرق له ضمن المواضيع التي تناولها مجلس الولاية بالمناقشة في جلساته السابقة وتم خلالها إعطاء أوامر لرؤساء البلديات من أجل التحرك قبل بداية تساقط الأمطار وتفادي كل المشاكل المترتبة عن ذلك، إلا أن الأمر بقي حبرا على ورق ولم يطبق على أرض الواقع، ليبقى المواطن يعاني من مشاكل قد تؤدي إلى كوارث.