غلام الله ينصب أعضاء المجلس ويكشف:
سنقدم ملاحظات هادئة حول «البسملة» لوزيرة التربية
- 684
كشف رئيس المجلس الإسلامي الأعلى أبو عبد الله غلام الله، بأن الهيئة ستقدم ملاحظات «هادئة جدا وبعيدة عن التعصب» لوزارة التربية بخصوص إدراج البسملة في الكتب المدرسية خلال الطبعة القادمة، معتبرا بأن هذه المسألة بالرغم من كونها لا يؤثر غيابها في الكتب العلمية على جانب التحصيل إلا أنها تعتبر شعارا وعنوانا لهوية المجتمع.
وإذ لفت غلام الله، إلى أن المجلس سيعمل بالتعاون مع سلطة ضبط السمعي البصري من أجل تنظيم مجال الفتوى في القنوات التلفزيونية، دعا المجتمعات الإسلامية إلى التجند من أجل وقف العدوان الذي تتعرض له الأقلية المسلمة في بورما.
وأوضح الدكتور غلام الله، خلال استضافته أمس، في برنامج «ضيف الصباح» بالقناة الإذاعية الأولى، أن مهام الإفتاء موكلة حاليا في الجزائر للجان علمية متواجدة عبر كل الولايات، فيما يعود الاجتهاد ـ حسبه ـ للمجلس الإسلامي الأعلى الذي يعمل بالتشاور مع هيئات ومؤسسات علمية أخرى في البلاد من أجل التوصل إلى الفتوى التي تتطابق مع الموروث الفقهي والثقافي للمجتمع الجزائري، وكذا مع العلم الذي جرى العمل به في الجزائر سواء في العصر الحديث أو منذ قرون، موضحا في هذا الإطار بأن الجزائريين ليسوا بحاجة إلى استيراد الفتاوى التي تأتيهم من بيئة لا تتشابه مع بيئتهم وظروفهم الاجتماعية والثقافية.
وفي إطار عمل المجلس على تنظيم مجال الفتوى ووضع حد للفتاوى الغريبة التي تبث عبر بعض القنوات التلفزيونية الخاصة، أكد الدكتور غلام الله، أن الهيئة ستتعاون مع سلطة الضبط السمعي البصري المكلفة بمراقبة عمل هذه القنوات من أجل وضح حد للنشاط الذي من شأنه أن يفرق بين الجزائريين بسبب هؤلاء الذين يظهرون في الشاشات بأفكار غير صحيحة وليست مؤصلة وبفتاوى ذات مرجعية غير مقبولة في الجزائر.
كما اعتبر المتحدث في سياق متصل من غير المقبول يكون بث متعدد لصلاة الجمعة عبر القنوات التلفزيونية، مبرزا دور الخطاب الديني المنقول من خلال خطب صلاة الجمعة في تحقيق التفاعل بين المسجد والمجتمع وتوحيد الصف في المواعيد الهامة «على غرار محطة الانتخابات التي تهدف إلى خدمة الوطن».
وردا عن سؤال حول الجدل المثار في الفترة الأخيرة حول مسألة حذف البسملة من المكتب المدرسية، أوضح رئيس المجلس الإسلامي الأعلى خلال استضافته أمس، في حصة ضيف الصباح للقناة الإذاعية الأولى، إلى أن المجلس لم يستلم بعد الكتب وسينظر في المسألة مع وزارة التربية دون إثارة مشاكل، موضحا بأن المجلس الإسلامي الأعلى يعمل مع جميع القطاعات ويوجه ملاحظاته بشكل هادئ جدا وبعيدا عن التعصب، إن استدعى ذلك الأمر حفاظا على رفعة الجزائر وعلى الهوية الوطنية.
واعتبر المتحدث البسملة «شعارا وعنوانا قد لا نحتاجها في الكتب العلمية ولكن وجودها يعبّر أيضا عن هويتنا»، لافتا إلى أن المجلس الإسلامي الأعلى سينظر في هذه الكتب وسيحاول دون إثارة المشاكل ايجاد توافق حول هذه المسألة.
وبخصوص قضية احترام حرية المعتقد، شدد رئيس المجلس الإسلامي الأعلى على أن القانون الجزائري صارم في هذا المجال، ويحمي كل من يمارس معتقده بصفة قانونية ورسمية، شريطة أن يكون المعتقد له أساس ووجود من الكتب السماوية، معتبرا الذين يتصنعون معتقدا ويدعون إلى حرية ممارسته «شوشرة ليس لها أصل».
وفي إجابته عن سؤال حول ظاهرة التنصير، أوضح الدكتور غلام الله، أنه لا يملك إحصائيات دقيقة عن مدى انتشار المسيحية في الجزائر، كاشفا عن وجود حالات فردية في اعتناق المسيحية مثلما هناك مسيحيون يعتنقون الإسلام.
وإذ تأسف لغياب دراسات اجتماعية وانثروبولوجية بالجزائر لمن ينتقل من الديانة الإسلامية إلى اعتناق المسيحية، أكد غلام الله، بأن السلطات العمومية تسعى ضمن عملها إلى الحفاظ على وحدة الأسرة ووحدة الوطن والانتماء.
ولدى تطرقه إلى ما يتعرض له مسلمو الروهينغا في ميانمار (بورما) من اضطهاد، أشار رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، إلى أن العدوان على الإنسانية مرفوض في كل أشكاله لأنه مخالف للقانون الإنساني والدولي، مشددا على واجب كافة الدول الإسلامية بصفة خاصة أن تقف في وجه هذا الاضطهاد المسلط على هذه الفئة.
كما أبرز غلام الله، في هذا الصدد موقف الجزائر التي كانت دوما ضد التعصب العنصري سواء الموجود في جنوب إفريقيا أو في مناطق اخرى، داعيا المجتمع المدني في الدول الإسلامية إلى التجند واتخاذ موقف موحد للدفاع عن هؤلاء المضطهدين في ميانمار.
تنصيب أعضاء المجلس الإسلامي الأعلى
تم تنصيب الأعضاء الجدد للمجلس الإسلامي الأعلى المعنيين من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، أمس، من قبل رئيس المجلس أبو عبد الله غلام الله، الذي أكد بأن تركيبة الهيئة التي تضم 15 عضوا «تعكس واقع المجتمع الجزائر بتنوعه وثرائه».
وتضم تشكيلة المجلس الإسلامي الأعلى أستاذتين وممثلين عن المذهب الإباضي فضلا عن نخبة من الباحثين الجامعيين.
وأبرز غلام الله بمناسبة إشرافه على تنصيب أعضاء المجلس عمل هذا الأخير على تفضيل وتقديم خطاب الاعتدال والوسطية ونبذ التطرف ومكافحة الإرهاب، مؤكدا بأن التشكيلة الجديدة لهذه الهيئة ستواصل العمل على نفس المنهج من خلال السهر على تقوية روح الاجتهاد والتجديد بالاستلهام من المرجعية الدينية الوطنية والوفاء للمذهب المالكي المتضمن لقيم تناغمت عبر التاريخ مع الطبيعة المغاربية-الأمازيغية.
واستعرض رئيس المجلس الإسلامي الأعلى الخطوط العريضة لمختلف المهام المنوطة بهذه الهيئة التي أكد أنها ستجتهد في مواكبة النشاط المسجدي الذي يتعين عليه ـ حسبه ـ أن يتبنّى خطابا تجديديا متحررا من الطائفية التي باتت تهدده والنقابية المهنية التي ابتعدت به عن دور الريادة.
كما سيعمل المجلس الإسلامي الأعلى، بالتعاون مع الجهات المعنية ـ حسب رئيسه ـ على تأصيل الفتوى وحمايتها من الفوضى والتأثير السلبي للإعلام الديني الموجه والتطرف والسقوط في براثن التدين المغشوش والمذهبية الطائفية السرية، مع السهر على حماية الإسلام من أن يستغل في تجنيد الجماعات الإرهابية.
للإشارة تضم التشكيلة الجديدة للمجلس المعينة بمقتضى مرسوم رئاسي السيدات والسادة كمال بوزيدي ومحمد بوجلال ووسيلة خلفي وعبد المالك برطال وعبد القادر بوعرفة وسعيد بويزري وسامية قطوش وكذا مأمون القاسمي الحسني وبن عمر حمدادو ومصطفى بن صالح الباجو وعبد الكريم دباغي وأحمد بن مالك ويوسف المهدي ومبروك زيد الخير