الخطاط كور يعرض بـ "مامو"
المدرسة الحروفية بين الأصالة والمعاصرة
- 2188
يميط معرض "الخط العربي بين الأصالة والمعاصرة" للفنان التشكيلي كور نور الدين المنظم بمتحف الفن الحديث والمعاصر لوهران، يميط اللثام عن تجربته الجديدة في المدرسة الحروفية. ومن خلال هذه التجربة حاول الخطاط كور في أعماله المقدّمة في هذا المعرض الذي سيتواصل إلى غاية 10 نوفمبر القادم، المزاوجة بين التجريدية والوحشية والتكعيبية، حسبما ذكر لوأج هذا الفنان المتحصل على شهادة في الفنون التشكيلية من مستغانم.
تكشف 71 لوحة فنية استُعمل فيها تقنية "أركليك" واللون الزيتي، عن الازدواجية بين المدارس التشكيلية الحديثة والمدرسة الحروفية وفق الفنان، مبرزا أنّ "ذلك يدل على أن الخط العربي مرن وقادر على أن يتأقلم مع كلّ الفنون والتقنيات؛ تجسيدا لمقولة: "أينما ظهر الخط العربي بهر".
ويرى الفنان كور نور الدين أنّ المزاوجة بين المدارس الحديثة والخط العربي تسمح للجمهور بأن يمتّع بصره بهذه الأعمال الإبداعية التي تحمل لوحتين، الأولى من المدارس الحديثة، وهي عبارة عن الخلفية، وفوقها تبرز اللوحة الخطية مع المحافظة على جمالية الحرف العربي بالاعتماد على قواعده الخاصة به.
كما وظف الخطاط في هذه اللوحات التي ازدانت بها جدران متحف الفن الحديث والمعاصر لوهران منذ 20 أوت الماضي، رموز التراث الجزائري المستوحاة من مخزون الصناعة التقليدية، واستخدم الزخرفة النباتية والهندسية وكذا النجمة الثمانية، التي تُعدّ رمز الحضارة الإسلامية مع اعتماد التشكيلات الموجودة في الخط العربي، وجعلها عنصرا جماليا يساعد على ملء اللوحة.
وبخصوص مضمون اللوحات قال هذا المبدع في فن الخط العربي، إنّ "معظم الأعمال تخصّ آيات قرآنية تدعو إلى الأخلاق والرحمة والابتعاد عن المحرمات"، لافتا: "لقد اخترت الجانب الترغيبي في القرآن إلى جانب الأشعار التي تمجد الجزائر، والحكم والأقوال المأثورة".
وقد أعطت الألوان المختارة في هذه الأعمال جمالا وسحرا مميزا ولمسة صوفية، حسبما أوضح الفنان كور نور الدين، ليضيف: "لقد استعملت التوازن بين الألوان الباردة والحارة في خلفية اللوحة؛ من أجل أريحية البصر، فيما استخدمت الألوان الصفراء والرمادية والأبيض الناصع في كتابة الخط العربي، ليخلق للمتلقي حالة من الانبهار، ويجعله يستمتع بهذه الإبداعات".
وبخصوص هذا المعرض يقول محافظ المهرجان الدولي للخط العربي والمنمنمات والزخرفة مصطفى بلكحلة في تقديم نُشر في دليل لهذا المعرض الذي أُنجز من قبل المتحف الوطني "أحمد زبانة"، إنّ "الخطاط كور نور الدين سار على نهج الكبار، وتبنّى أسمى القيم التي ساهمت في الارتقاء بالخط العربي إلى أعلى درجات تطلعات الإنسان العالمية".
للإشارة، شارك الخطاط كور نور الدين في عدة مهرجانات دولية للخط العربي وصالونات وطنية، ونظّم معارض فردية، وتحصّل على عدة جوائز وميداليات، وساهم في إنجاز نصب تذكارية، وله عدة مؤلفات فنية. ويعتزم بمناسبة إحياء المولد النبوي الشريف تنظيم معرض لفن الخط العربي، يتناول آيات قرآنية تتحدّث عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما يتطلع لنشر جلّ أعماله في كتاب، ليستفيد منها الجيل القادم.