إحياء للذكرى 22 لوفاته
«علولة» يتذكّر الراحل سيراط بومدين
- 2467
كشف مدير المسرح الجهوي «عبد القادر علولة» بوهران، الكاتب المسرحي مراد سنوسي، عن استعداداته لتكريم أحد عمالقة الفن الرابع الراحل سيراط بومدين، إحياء للذكرى 22 لوفاته، من خلال تسطيره لبرنامج ثري، يضم ندوات وشهادات حية ومعارض.
سطر مراد سنوسي لهذه الفعالية المزمع تنظيمها في السابع أكتوبر الداخل برنامجا ثريا، يضم ندوات تعرّف بمسيرة الراحل، ومعارض صور وملصقات لمختلف الأعمال المسرحية التي قدّمها، إضافة إلى شهادات حية لمسرحيين عايشوا مسيرته أو اشتركوا في التمثيل إلى جانبه، وكذا عرض لقطات مصوّرة لأعماله، بغية تعريف الجيل الحالي بأبرز ما قدمه المرحوم سيراط بومدين للمسرح الجزائري.
سيراط بومدين كان فنانا اكتشفه الجمهور في مسرحية «جلول لفهايمي»، وهي الشخصية التي جعلت منه أيقونة ونصيرا للمسحوقين مجتمعيا، وهو الدور الذي أداه ببراعة واحترافية منقطعة النظير في مسرحية «الأجواد» لعملاق المسرح الجزائري عبد القادر علولة، الذي اغتالته يد الغدر سنة 1994، حيث استحق على هذا الدور جائزة أحسن ممثل وأداء في المهرجان الدولي للمسرح بقرطاج في تونس سنة 1985.
للإشارة، الممثل سيراط بومدين من مواليد مدينة وهران سنة 1947، اكتشفه أحد عمالقة المسرح الجزائري ولد عبد الرحمان كاكي، وأسندت له عدة أدوار في مسرحيات، على غرار «القراب والصالحين» سنة 1966. اشتهر بقدرته الرائعة على تقمّص عدة شخصيات في نفس الوقت سواء على المسرح أو أمام الكاميرا، كما تميّز بقدراته الإبداعية وتقنياته في التعبير من خلال حركاته الجسمانية، كما عرف بحبه للنكت كوسيلة تعبير، وقد باغتته المنية في 20 أوت 1995 بمدينة مستغانم، عندما كان يشارك في مهرجان المسرح الهاوي في طبعته الـ27.
بدأ حياته المهنية كضارب على الآلة الراقنة في المسرح، ثم خاض تجربة التمثل المسرحي هاويا سنة 1965 بدار الشباب، وشارك في أوّل عمل مسرحي سنة 1965 تحت عنوان «إفريقيا قبل العام الأول»، وفي سنة 1968 انخرط في مسرح الهواة، ثم المسرح المحترف سنة 1969، حيث شارك رفقة بوعلام حجوطي في مسرحيات «اللثام» و»اللي كلا يخلص» (من أكل يجب أن يدفع) و»البلعوط»، إلى جانب العديد من مسرحيات الخالدة لعبد القادر علولة مثل «العلق» و»الخبزة» و»حمام ربي» و»الأجواد»، وفي سنة 1990 التحق المرحوم سيراط بومدين بتعاونية «أول ماي» التي استحدثها عبد القادر علولة، ثم التحق عامين من بعد، بالفرقة الحرة «القلعة» التي ضمت السيدة صونيا ومحمد بن قطاف وزياني شريف عياد وعز الدين مجوبي، وشاركهم في أداء مسرحيات مثل «ألف تحية للمشردة» للكاتب محمد ديب ومسرحية «آخر المسجونين» لمحمد بن قطاف وإخراج زياني شربف عياد.
كما شارك سيراط في أزيد من 20 مسرحية معظمها لعبد القادر علولة، علاوة على مشاركته في العديد من الأعمال التلفزيونية، مثل مسلسل «عايش بالهف» للمخرج محمد حويذق ومسلسل «شعيب الخديم» للمخرج زكريا التي مست العديد من الجوانب الحياتية للجزائريين من مشاكل وآفات اجتماعية وحتى سياسية في طابع كوميدي.
كما شارك في بعض الأعمال السينمائية مثل»الرماد» للمخرج عبد الكريم بابا عيسى و»حسن نية 2» لغوثي بن ددوش، وبطولة فيلم «الصورة» للمخرج الحاج رحيم سنة 1994، وكان آخر عمل قدمه لسيراط بومدين قبل أن يتوفاه الأجل.