«الصمت» جديد المسرح الوطني الجزائري

إبراهيم شرقي يغرق في شظاياه

إبراهيم شرقي يغرق في شظاياه
  • القراءات: 1014
دليلة مالك دليلة مالك

توافد جمهور غفير، سهرة أوّل أمس، على المسرح الوطني «محيي الدين بشطارزي» لمشاهدة مسرحية «الصمت»، حيث استمتع الحاضرون بساعة من المتعة، إذ جاء العمل في قالب كوميدي، غير أنّ مستوى العرض تفاوت في فترات من العرض، ميّزه التكرار الممل واستعمال أدوات السينوغرافيا في غير محلها.

تروي المسرحية قصة ملك وفيلة؛ فالملك فيوحي بجبروت الولايات المتحدة، أما الفيلة فهي إسرائيل التي زاد بطشها لتحتقر الشعوب العربية. هذه الشعوب تحاول أن تشكو حالها للملك، ثم هناك الأتباع، وهم إنجلترا وفرنسا، معرّجا على الأوضاع في الجزائر الاجتماعية والسياسية، وهنا ترتفع جرعة الملل، حيث يتكرّر الحدث مرات عديدة؛ إذ تكاد تتشابه.

كما تشابهت مشاهد الأضواء الصاخبة التي أزعجت العيون، ولم تخدم النص في شيء بل أفسدته، إلى جانب إقحام الخطابات المباشرة والشعارات الفجة من غير سياق درامي واضح ومنطقي، بل تجلى العرض متشظيا، حاول المخرج إبراهيم شرقي أن يتحدث عن كل شيء، إذ ما تلبث أن تصل الفكرة الأولى حتى يقطعها بفكرة ثانية، وهكذا استمر العرض وانتهى ولم يُفهم مضمونه ولا هدفه.

من ناحية أداء الممثلين، وُفّق الجميع إلى حد ما، بينما شاب العرض نرجسية إبراهيم شرقي، فاحتكر بطولة المسرحية، وهو معد السينوغرافا ومخرج العمل، قام بمعالجة درامية لنص ميسوم مجهري، وربما هذا ما يعكس تشظي المسرحية.

وسبق لإبراهيم شرقي أن عرض على الصحافة شهر أفريل الماضي، بعض تفاصيل هذه المسرحية لكن تحت عنوان آخر «الفيل والوسيط»، وكشف أنه قام بتعديلات على النص، واحتفظ بالفكرة. نوع العمل يندرج ضمن الكوميديا السوداء أو الكوميديا الدرامية.

يرى إبراهيم شرقي أن إمكانياته تخوّله ليكون مخرجا للعمل ومعدا للسينوغرافيا وممثلا على الخشبة. كما أعاد كتابة النص، وأعرب عن عدم اتفاقه مع فكرة تعدد الروئ التي قد تفيد العرض أكثر من رؤية يتيمة. وبهذا الخصوص قال شرقي: «إن هذا الطرح قديم، ونحن الآن في زمن آخر». ولأنه متخصص في أكثر من مجال يجد نفسه مخولا ليكون ممثلا وسينوغرافيا وكاتبا ومخرجا لهذا العمل، والأمر نفسه بالنسبة لمسرحياته السابقة؛ «صفية» و»رانا جيناك» وغيرهما، مشيرا إلى غياب كفاءات مسرحية حقيقية.

دام العرض 60 دقيقة، وشارك في التمثيل كل من فايزة أمل، فؤاد زاهد، ياسين زايدي، نبيلة إبراهيم، آيت علي ماسيليا، طاهر لاني وإبراهيم شرقي.