الفنان بكاكشي الخير لـ«المساء»:
الأغنية السطايفية لا تموت ولا تقبل التهجين
- 3835
لقب بعميد الأغنية السطايفية، بعد مشوار فني حافل ممتد لأكثر من 49 سنة تميز كله بالعطاء والتفاني في العمل والالتزام بمستوى راق في اللحن، ليرتبط اسمه بعدة روائع منها «خالي يا خالي»، «باعوني برخيس وأنا سومي غالي» وغيرها من الأعمال، الفنان بكاكشي الخير التقته «المساء» على هامش السهرة الفنية التي أحياها بمسرح الهواء الطلق في مدينة القالة، في إطار مهرجان «ليالي المرجان»، وكانت هذه الدردشة.
❊ هل تتذكر أول أغنية سطايفية أديتها في مشوارك الفني؟
❊❊ كان ذلك سنة 1969 أثناء أول مهرجان للأغنية الشعبية التي جرت فعالياته بالعاصمة وعلى المباشر، حينها شاركت بأغنية سطايفية وكانت أول أغنية لي عنوانها «باعوني برخيس وأنا سومي غالي»، وبعد ذلك أدى المرحوم السعيد أغنية «يا ربي سيدي واش عملت أنا ووليدي»، وهي من التراث، وعندما بحثت وجدت أن هذه الأغنية من وادي الزناتي بقالمة، تدور قصتها حول امرأة لها ابنها الوحيد استدعي للتجنيد من طرف الاحتلال الفرنسي، وتقول فيها «جابولي الكاليش وقالوا لي ولدي ما يمشيش... وجابوا المشينة وداوه بالسيف علينا»... نمشي ونهاتي من عنابة لوادي الزناتي، حرقوا كبداتي على لخضر ممُو عينيا»، وكثيرا من الفنانين أدوا هذه الأغنية دون أن يعلموا أن أصل الأغنية من وادي الزناتي، وتم تلحينها بطابع سطايفي.
❊ ما سر ارتباطك بالطبع السطايفي وعدم أدائك لطبوع أخرى؟
❊❊ تعرف الأغنية السطايفية بالصوت والكلمات المعبرة والنظيفة، لذلك دخلت البيوت الجزائرية من بابها الواسع، الأغنية السطايفية تناولت بكل إحساس مواضيع إنسانية واجتماعية منها الأم، الخال، الأخ، وكذا الأفراح والأعراس والشجن والهجرة وغيرها، بالتالي استطاعت أن تكون بحق هادفة ومؤثرة، ناهيك عن نوع «الصراوي» الذي تؤديه النساء بالصوت، وتناولن فيه مختلف المواضيع لعل أهمها ذكريات ثورة التحرير المجيدة، إضافة إلى موضوع الحب وحب الوالدين، يؤدينه بغرض إيصال رسالة معينة، ومن تلك الأغاني نجد مثلا أغنية «أنا بنت الطلبة وبنت الجبال السود».
كما يؤدى «الصراوي» بمختلف الطبوع منها السطايفي والشاوي، والقبائلي، وفي المغرب يُسمًى «العيطة»، فهو صوت عالمي ويؤديه الفنان حسب صوته وحسب تقنية معينة وبلحن مختلف، وأنا تميزت بأداء الأغنية السطايفية وأستهل دوما الأداء بـ«الصراوي» وآخذ أبياتا من التراث وأضيف أبياتا أخرى من إبداعي.
❊ هل تلتزم كفنان بالتصريح بما تأخذه من التراث؟
❊❊ أصرح بأية أغنية آخذها من التراث، وأحيانا تكون بداية الأغنية والأبيات الأولى من كلماتها من التراث، مثل أغنية «خالي يا خالي» التي تروي تاريخ مجازر 08 ماي 45، حيث كانت طفلة صغيرة لها أب ذهب للمشاركة في هذه المظاهرات، ولم يعد إلى عائلته. فأخذت الطفلة البندير وبدأت تغني وتقول لخالها «يا خالي يا خالي... لا تفرًط فيا... أنا بنت خيتك غير طل عليا»، وهي أغنية من التراث، وأنا أضفت لها أبياتا وأديتها بطابع السطايفي، أقول «»دزيت لخالي خلاني... دزيت لعمي زاد نساني... دزيت لخويا ولد أمًا شق لبحور وجاني»، من كلماتي وتلحيني.
❊ لما ارتبطت الأغنية السطايفية بحنة العرسان؟
❊❊ لأن الحنًة تغنى بـ«الصراوي»، مثل حنًة ختان الطفل في أغنية «طهًرْ يا طهًار»، فهي تُغنى بعدة طبوع الصراوي والمالوف وغيرها.
❊ يُلاحظ أن طلة العنصر النسوي محتشمة في الأغنية السطايفية؟
❊❊ بالعكس، هناك نساء يؤدين الطابع السطايفي، لكن غير معروفات وغير مشهورات وليس لهن علاقة بالإعلام، وقبل ما تُعرف بريزة، وهي فنانة معروفة، كانت قبلها عدراء وكانت الراحلة الفنانة الغالية.
❊ ما هو في رأيك محل الأغنية السطايفية حاليا؟
❊❊ الأغنية السطايفية وصلت إلى العالمية، وهي لا تموت، لأنها معروفة على أساس الرقي في الكلمة.
❊ أدخل على الأغنية السطايفية ما سمي بالطابع «سطاي ـ راي»، ما تعليقك على ذلك؟
❊❊ محال أن يسود هذا الطابع، لأن هناك طابع سطايفي معروف وهناك طابع الراي، ولا يمكنهما أن يلتقيا في طابع واحد.
❊ ما جديد الفنان بكاكشي الخير؟
❊❊ أحضر لإصدار ألبوم جديد في الطابع السطايفي، لكن المشروع مازال بعيدا نوعا ما.
❊ ماذا تقول لجمهورك؟
❊❊ أدعو الشباب الذي يؤدي الأغنية السطايفية إلى أن يحرص على الكلمات النظيفة، كما أنصح الفنان الذي يطمح إلى الوصول إلى القمة، وإلى العالمية، أن يتقدم بخطوات ثابتة، مثلما يقول أجدادنا: «اللي ما يشبعش من القصعة ما يشبع من لحيسها»، وشكرا لكم وتحيا الجزائر يا أم الجزائريين وما أعز منك يا جزائر غير ربي والوالدين.