بني عمران تحيي الذكرى 59 لمعركة الجرّاح
انطلاق تصوير مركز تعذيب بمنطقة بغلية
- 2035
نظمت مديرية المجاهدين ببومرداس أوّل أمس مائدة مستديرة بمناسبة إحياء الذكرى 59 لمعركة جبل الجرّاح التي دارت رحاها في 18 سبتمبر سنة 1958، حيث بقيت درسا في الفداء والتصدي للمستعمر الذي تكبّد خسائر كبيرة رغم عدته وعتاده، وكانت انتقاما لهؤلاء الذين سقطوا وعُذبوا. وفتحت الذكرى المجال للحديث عن دور هذه المنطقة في معركة التحرير؛ على اعتبارها ممرا استراتيجيا يمثل مداخل العاصمة.
احتضنت اللقاء إذاعة بومرداس الجهوية بالتنسيق مع المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين، ونشّطه المجاهدان بوعلام تعابست ورابح رحمون، حيث تناولا تفاصيل وقائع هذه المعركة التي وقع فيها اشتباك بمنطقة جرّاح يوم 18 سبتمبر 1958 بالناحية الأولى بالمنطقة الأولى للولاية التاريخية الرابعة، وبالتحديد بقرية جرّاح ببلدية بني عمران.
دام الاشتباك من العاشرة صباحا حتى الثامنة مساء، وتم بفضل كتيبة من جيش التحرير بقيادة المجاهد سي يوسف. كما كانت القوات الفرنسية بقيادة ضابط سام، إلا أنه لم تسجل أي خسائر بشرية في صفوف المجاهدين. أما العدو فكان عدده غير محدود؛ حيث أكد المجاهدان في تدخلهما أن هذه المنطقة بالجرّاح كانت ملاذا للثوار والمجاهدين القادمين من جرجرة ومتيجة ومناطق أخرى من شرق الوطن وغربه.
وبعد مؤتمر الصومام أصبحت المنطقة في التقسيم والهيكلة الجديدة تُعرف بالمنطقة الأولى من الولاية الرابعة (الناحية واحد واثنان)، يحدها شرقا الناحية 3 للمنطقة الرابعة للولاية التاريخية الثالثة. ولكون المنطقة معبرا للمجاهدين ويتردد عليها باستمرار قادة الثورة فقد تنبه الاستعمار الفرنسي بمساعدة جواسيسه والعملاء، إلى خطورة المنطقة خاصة أنها لا تبعد كثيرا عن العاصمة والمدن القريبة منها، كما توجد بها مزارع وممتلكات المعمرين الفرنسيين.
بدأ الاستعمار الفرنسي بتطويق تلك المنطقة من خلال ضرب حصار شامل على السكان، لعلمها أن جبل الجرّاح كان ملجأ لكتائب جيش التحرير من بينها الكتيبة العمارية والرحمانية.
في الختام أكد المتدخّلون أن هذه المعركة التاريخية كانت ناجحة، وتُعتبر من أهم المعارك التي شُنت ضد فرنسا بولاية بومرداس.
ثم تدخلت مديرة المجاهدين بالولاية؛ حيث ركزت على ضرورة النبش في الذاكرة الثورية للمنطقة؛ سواء إبان معركة التحرير أو في فترة المقاومات الشعبية أو الحركة الوطنية، على اعتبار أنها تمتلك موروثا تاريخيا وثقافيا لا ينضب، مذكرة ببعض المعارك التي جرت فوق أرض بومرداس الطاهرة، منها معركة جبال بوزقزة الشهيرة، ومعركة واد هلال بمنطقة بغلية، مشيرة إلى أن هذه الاحتفالات جاءت في إطار المحافظة على التراث التاريخي والثقافي ومن أجل جمع الشهادات التي شرعت مديرية المجاهدين في جمعها من أفواه مجاهدين لايزالون على قيد الحياة.
انطلاق تصوير مركز تعذيب بغلية
في إطار المحافظة على هذا التراث التاريخي والثقافي المرتبط بالحركة الوطنية وثورة 1 نزفمبر، تعطي مديرية المجاهدين بالتنسيق مع المنظمة الولائية للمجاهدين ببومرداس اليوم الأربعاء، إشارة انطلاق تصوير المعلم التاريخي المتمثل في مركز التعذيب والاستنطاق ببلدية بغلية، وجمع شهادات من عاشوا جحيمه.
المركز كان يسمى في تلك الفترة «المكتب 2»، وكان يعذَّب ويستنطق فيه الجزائريون حتى الموت باستعمال كل الوسائل الجهنمية. كما كان كل من يقتل ويموت تحت التعذيب يدفن بالمركز. وسيتم بالمناسبة تسليط الضوء على هذا التاريخ، وعلى وظيفة هذا المركز الشاهد على وحشية وقبح المستعمر الذي مر على هذه الأرض.