حققت الطفلة رحاب مصباح أمس، حلم أن تكون سفيرة دولة فلسطين في الجزائر ليوم واحد، بعدما منحها سعادة السفير لؤي عيسى فرصة تقلّد المنصب، في إطار المبادرة التي أطلقتها جمعية «الرحمة» بالتنسيق مع السفارة وبعض الشركاء تحت اسم «تحقيق حلم يتيم».

إلتحقت الفتاة صاحبة الاثني عشرة ربيعا بلباسها التقليدي الجزائري موشّحة بالعلم الفلسطيني، بمقر السفارة، وكان حلمها يفوق سنها، فتبادلت بكلّ سعادة وطلاقة لسان وفخر أطراف الحديث مع سفير فلسطين، عن حلمها المشاركة في تحرير فلسطين الذي يعدّ بلدها الثاني، معبّرة عن آمالها في أن تصبح دبلوماسية عندما تكبر، وتمثل الجزائر في فلسطين، هذه الآمال والطموحات الكبيرة عكس للحضور مدى اعتزاز الشعب الجزائري كبيره وصغيره بالانتماء روحا لفلسطين، جسّدته طفلة ذاقت طعم اليتم.

رحاب غمرتها السعادة وهي تجلس في مكتب السفير، وتكفّلت بإمضاء بعض الأوراق «شكليا» حتى تعيش التجربة بكلّ أبعادها، متقمّصة الدور ببراعة، بعدما أعطت بكل ثقة، بعض التعليمات لمستشاريها بالسفارة.

وأعربت سعادة السفيرة في حديثها للإعلام عن سعادتها الكبيرة في تمثيل فلسطين قائلة «فلسطين أعزّ دولة عندي بعد الجزائر، وأنتمي إليها كما انتمي لأرض المليون ونصف المليون شهيد، نشاطر أحزانها نظرا للتجربة المريرة التي كانت لنا أيضا والتي جعلت لنا قاسما مشتركا بيننا وبينهم، نشعر بأحزان أبنائها ونسائها وشيوخها، وحتى معاناة رجالها»، مواصلة حديثها بالقول للمستشارين «أطلب منكم العمل بكلّ ما لديكم لتحرير فلسطين وسوف تصمد الجزائر إلى جانبكم سواء كنتم ظالمين أو مظلومين».

بدت رحاب واثقة من الخيار الذي اختارته ومصرة على مواصلة الحلم، حتى تكون غدا سفيرة الجزائر في فلسطين، حيث تلقت بالمناسبة وسام عرفان وتقدير، كان عبارة عن ميدالية ذهبية حملت تحفيزا كبيرا للمثابرة والاجتهاد، آملة أن تبلغ فلسطين حلم التحرّر قبل أن تبلغ هي سن تحقيق حلم السفيرة.