بمشاركة شعراء من عشر دول
البليدة حاضنة الملتقى الدولي للشعر
- 1290
تتواصل بالبليدة فعاليات الطبعة الثانية للملتقى الدولي للشعر، بمشاركة شعراء من الجزائر ومن دول عربية، هي فلسطين، العراق، سوريا، لبنان، مصر، السودان، تونس، المغرب وموريتانيا تحت شعار «الشعر بين حنين الرحيق وواقع الحريق».
بهذه المناسبة شهد حفل الافتتاح الذي احتضنته قاعة الوالي بالبليدة أول أمس، تكريمات بالجملة للشعراء والفنانين المشاركين، علاوة على اللقاءات الشعرية والأخرى الغنائية لجزائريين وعرب، والبداية كانت من وصلات غنائية للفنان فؤاد ومان، الذي قدّم أيضا مجموعة من الأغاني الشهيرة للفنان رابح درياسة ابن المتيجة. كما قدم الشاعر سليمان جوادي بعض قصائده التي تعج بالحب، أعقبه الشاعر العراقي حميد سعيد، الذي ألقى قصيدة «تخطيطات بالفحم والدم على جدران متحف العراق»، قال عنها إنه انتقاها لكي يعبّر عن حزنه الشديد لما آل إليه تراث العراق، خاصة بعد تصريح مسؤول عراقي بسرقة عشر آلاف قطعة أثرية وتأكيده استحالة البلد استعادتها.
وجاء في بعض مقاطع القصيدة:
سبعة كُهّانٍ من أور.. سبعة حُكماءٍ من بابلَ... سَبعُ أميراتٍ من آشورْ... النيرانُ تُحاصرهم في فردوسِ الوطنِ المغدورْ... يَطردهم وحشُ العتمة... من حقلِ النورْ... السومريون أَفاقوا من سَماديرِ الرؤى.. فانفتحت على جَحيم العالم السفليِّ... ألفُ بابْ وجاءَ رَبُّ الجُنْدِ من ممالكِ الحقد.. إلى أوروك... منتقماً.. فأَشعَلَ النيران في نَخيلها... وأَشعَلَ النيرانَ في الأعنابْ... أيقَظت المليكَ البابليَّ من سُباتهِ البعيدِ.. ضَجَّةُ اللصوصِ في الأسواقْ... وفَزَعت كاهِنةُ المعبدِ في آشورْ... أهذهِ نهايةُ الكون... وهذي فَورَة التَّنّورْ؟!...خائفةٌ عشتار... قانِتٌ تمّوز.. مَنْ هؤلاء؟
من جهته، قال مدير الجهة المنظمة للفعاليات والمتمثلة في مؤسسة ترقية الفنون والنشاطات الثقافية والرياضية لمدينة البليدة السيد مراد رقيق لـ «المساء»، إن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة توسيع فضاء الشعر على مستوى البليدة بصفة أخص والجزائر بصفة عامة، خاصة أن مدينة الورود تتميز بموقع استراتيجي مهم، مضيفا أنه يهدف من خلال الطبعة الثانية لهذا الملتقى الذي جرت طبعته الأولى في مارس الفارط، إلى تكريم الشعراء الجزائريين الكبار من جهة، ومن جهة أخرى إلى دفع الشعراء الشباب إلى الاحتكاك بالشعراء العرب وتبادل المعارف بينهم.
واعتبر رقيق أن هذا الاحتكاك يوّلد طاقة كبيرة للجيل الصاعد لكي يسهم أكثر في الكتابة والتأليف، وبالتالي الصد عن الأمور الهامشية، مشيرا إلى أن اختيار «الشعر» في هذا الملتقى يعود إلى اعتبار أن الشعر هو القلم، وأن هذا الأخير علم، مستطردا أن الشعراء الجزائريين يعانون التهميش، كما أنهم يفتقدون إلى فضاءات يعبّرون فيها عن خوالجهم. كما أعلن عن تنظيم الطبعة الثالثة للملتقى الدولي للشعر في مارس المقبل، حيث تم تحديد موعدين للشعر في السنة، الأول في الربيع والثاني في الخريف. وسيتم خلال هذه التظاهرة التي تختم بعد غد، تقديم ثلاث مداخلات، وهي: «شعر الشباب في الجزائر» من تنشيط عبد القادر رابحي وياسين بن عبيد، «مواقع الرواية الجزائرية في الأدب العالمي» من تنشيط الحبيب مونسي وياسين فوغالي، و»النشر الإلكتروني في الجزائر» من تقديم رابح بلطرش وعاشور فتحي. كما سيتم تقديم قراءات شعرية، وحفل من إحياء الفنانة مريم بوعلال والفنان سيد علي عالية.