قال وزير الصحة مختار حسبلاوي إنّ مصالحه تعمل حاليا على إعداد مشروع يعيد تنظيم قطاع الصحة، يرتكز على «اقتراحات ملموسة تعيد هيكلة الخدمات الصحية»، مبرزا أنّ «هذا المشروع يأخذ بعين الاعتبار خصوصية كلّ ولاية، بما يضمن التوازن في تقديم الخدمات الصحية»، وسيعرض على الوزير الأوّل فور الانتهاء منه.

تعمل وزارة الصحة حاليا على إعادة هيكلة النظام الصحي ضمن استراتيجية توافقية بين ما هو نظري وآخر تطبيقي، لتطوير الخدمات الصحية المقدّمة للمواطن. وأبرز الوزير مختار حسبلاوي خلال لقاء جمعه بإطارات الصحة بولاية بومرداس الخميس المنصرم، أنّ غياب دراسات استراتيجية لنظام صحي يبيّن احتياجات السكان للرعاية الصحية، حسب خصوصية كل ولاية، جعل الخدمات الصحية المقدّمة لا تتماشى مع الإمكانيات المادية الضخمة، التي تمّ ضخها خلال العشريات الأخيرة، موضّحا أنّ مصالحه تعمل على «وضع نظام صحي جدير بالجمهورية الجزائرية».

كما أكّد الوزير أنّ المشروع نفسه، يتضمّن تحسين ظروف عمل مستخدمي الصحة عبر كلّ الوطن، ملفتا في السياق إلى وجود عمل منسق يتم الإعداد له مع وزارة الداخلية، من أجل ضمان أمن وسلامة عمال الصحة، في إشارة منه إلى حالات الاعتداء المسجّلة في مختلف الهياكل الصحية عبر الوطن، قائلا على مسامع أعضاء الأسرة الصحية إنّ «الدستور يسمح للمواطن ضحية خطأ طبي أو غيره بالتقدّم إلى العدالة لاسترجاع حقه، وأنتم لديكم وصاية ترافقكم وتدافع عنكم».

الوزير تحدّث أيضا عن «الاستثمار في الكفاءات الصحية من خلال إعادة تفعيل دور المديرية العامة للتكوين المتواصل بالوزارة»، مشيرا في السياق إلى التوقيع مؤخّرا على اتفاقية مع وزارة التعليم العالي من أجل رفع عدد المناصب البيداغوجية الموجّهة للتخصّصات الطبية وشبه الطبية»، إضافة إلى إعادة النظر في مفهوم الطبيب المرجعي، بجعله يرتكز على الطبيب العام، ما يحتّم بالمقابل إعطاء ديناميكية جديدة للتكوين المتواصل له»، يقول الوزير.

وتفقد البروفيسور مختار حسبلاوي مستشفيات الثنية وبرج منايل ودلس بولاية بومرداس، حيث استمع لانشغالات مستخدمي الصحة، مؤكدا أنّ المشروع الذي سيعرض على الوزير الأوّل يتضمّن كذلك إحصاء للمشاريع الصحية المُجمّدة، في خطوة لرفع التجميد عنها، بما سيحسّن من الخدمات الصحية المقدمة، ومنه رفع التجميد عن ستة مشاريع بولاية بومرداس.

ملف شبه الطبيين: اجتماع نهاية الشهر مع الوزير الأول

من جهة أخرى، كشف الوزير حسبلاوي أنّ الاعتقاد بتسجيل نقائص في الكفاءات الطبية في بعض الاختصاصات لاسيما أخصائيي الأشعة وحتى في عناصر شبه الطبي، «ليس بالحدة التي قد تظهر، حيث أنّ الإشكال الحقيقي يظهر في عدم التوزيع الجيد للوسائل البشرية»، مشيرا إلى رفع اقتراحات، في السياق، ضمن مشروع إعادة تنظيم القطاع، الذي سيرفع قريبا للوزير الأول، شأنه في ذلك شأن شبه الطبيين الموجود على مستوى الوزارة الأولى، حيث حددت نهاية الشهر الجاري لتدارسه.

تحقيق جار حول البعوضة «النمرة»

أما فيما يخصّ تسجيل حالات مشبوهة للإصابة بالحمى الصفراء التي تتسبب فيها البعوضة «النمرة» مؤخرا، دعا الوزير إلى التعامل بحذر مع كلّ ما يشاع. وأضاف أنّ تحقيقا مختصا ومعمّقا يجري الإعداد له من طرف مختصين في المجال، للتأكيد أو نفي وجود إصابات، وسيتم إشعار الرأي العام به عن طريق بيان رسمي يصدر عن مصالح وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات، فور الانتهاء من التحقيق.