سلّم رسالتين من الرئيس بوتفليقة للرئيسين الموريتاني والتشادي

مساهل يجدد التزام الجزائر بالتشاور والتنسيق مع بلدان الساحل

مساهل يجدد التزام الجزائر بالتشاور والتنسيق مع بلدان الساحل
  • 575
ص.م/واج ص.م/واج

سلّم وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل أمس رسالة أخوة وتقدير من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، لنظيره التشادي إدريس ديبي إيتنو، تمحورت حول «تعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين بخصوص القضايا ذات الاهتمام المشترك».

وصل السيد مساهل إلى مدينة أمجاراس التشادية بعد أن كان استُقبل أول أمس بالعاصمة نجامينا، من قبل حسين إبراهيم الوزير التشادي للشؤون الخارجية والإدماج الإفريقي والتعاون الدولي.

وتندرج زيارته إلى التشاد في إطار جولة إلى منطقة الساحل، كان استهلها أول أمس بالعاصمة الموريتانية نواقشوط؛ حيث سلّم رسالة مماثلة للرئيس محمد ولد عبد العزيز، الذي أبزر من جانبه، إرادته تعزيز العلاقات الثنائية بين بلاده والجزائر بعد أن نوّه بجودتها.

وتضمنت الرسالة التي نقلها السيد مساهل للرئيس التشادي وفق بيان وزارة الخارجية، الأوضاع في المنطقة؛ حيث أكد المسؤول الجزائري في هذا السياق، أن «الوضع الصعب الذي تشهده المنطقة بفعل الإرهاب وعلاقاته الخطيرة مع الجريمة المنظمة، يستدعي تشاروا عميقا بين البلدين حول مسائل الأمن الإقليمي».

وأضاف البيان أن الطرفين تطرقا خلال تبادلهما وجهات النظر، لـ «المسائل المدرجة في جدول أعمال الاتحاد الإفريقي؛ حيث أبديا توافقا حول ضرورة المحافظة على لحمة ووحدة الصفوف لمواجهة التحديات التي تواجهها القارة السمراء».

من جانبه، أشاد الرئيس التشادي «بنوعية العلاقات الثنائية والديناميكية التي تطبعها منذ زيارة الدولة التي أجراها إلى الجزائر في ديسمبر 2014، والتي شكلت مرحلة هامة في العلاقات بين الجزائر والتشاد».

وجدد في هذا السياق التأكيد على التزام بلاده بمواصلة التشاور مع الجزائر؛ من أجل تعزيز أكثر للتعاون الثنائي وتكثيف المبادلات بين البلدين».

كما تطرق الرئيس التشادي للوضع في المنطقة، وركز بشكل خاص، على «التهديدات والتحديات التي تشهدها، خاصة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية»؛ بما جعله يؤكد على «أهمية مواصلة دول المنطقة التنسيق والتشاور على أعلى مستوى؛ من أجل مواجهة هذه التحديات ووضع حد للتهديدات التي لاتزال تعيق جهود التنمية في دول المنطقة».

وهي نفس القضايا التي تضمّنتها رسالة رئيس الجمهورية إلى نظيره الموريتاني، والتي تمحورت حول الوضع في المنطقة، خاصة «التحديات التي تواجهها دول الجوار جراء الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة غير الشرعية».

وكلها قضايا لعبت ولاتزال الجزائر تلعب دورا هاما في احتواءئها بما يخدم استقرار وأمن المنطقة التي تعيش منذ فترة، على وقع أزمات مختلفة، على غرار الوضع في مالي والأزمة المستمرة في ليبيا.

ولم تدّخر الجزائر جهدا على الصعيد الدبلوماسي والحلول السلمية لاحتواء هذه الأزمات سواء في إطارها الإقليمي أو بالتعاون مع الأمم المتحدة؛ محافظة على مبادئها الأساسية في حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول وعدم تغليب الحل العسكري على الحل السلمي. 

وفي هذا السياق أكد مساهل خلال لقائه بالرئيس الموريتاني، التزام الجزائر بمواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين لمواجهة التحديات القائمة. وبدوره كلف الرئيس الموريتاني مساهل بتبليغ «الأخ رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة، مشاعر التقدير وتمنياته بالتقدم والرفاهية للشعب الجزائري».

وكان وزير الخارجية وصف لقاءه بالرئيس الموريتاني بـ «المثمر»، خاصة أنه تناول العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين وآفاق تطوير التعاون التجاري بعد أن تقرر فتح معبر حدودي بري بين البلدين يربط تندودف وازويرات، والذي أكد مساهل أنه ستكون له انعكاساته الإيجابية أولا لتعزيز العلاقات بين سكان المناطق الحدودية، وثانيا فتح الباب لتبادل اقتصادي وتجاري أكبر بين البلدين الشقيقين.

ويواصل وزير الشؤون الخارجية عبد القادر مساهل جولته إلى منطقة الساحل بزيارة العاصمة المالية باماكو وعاصمة النيجر نيامي؛ حيث سيسلّم رسالتين أخريين لرئيسي هذين البلدين، تندرجان في تعزيز العلاقات والتعاون والتشاور حول القضايا ذات الاهتمام المشترك.