غليزان
مرضى الحالات المزمنة ورحلة البحث عن موعد
- 812
يعاني المصابون بالأمراض المزمنة في غليزان من عدة مشاكل، حيث أصبحوا تحت رحمة ممارسات مهينة وشاقة من طرف أغلبية الأطباء الممارسين في الولاية، عند التوجّه للعيادات الطبية من أجل الحصول على موعد عند الطبيب المعالج.
في هذا الاطار، وزيادة على التكاليف الباهظة التي أصبح يفرضها الأطباء على المرضى، والمقدرة بين 1500 دج إلى 4000 دج للفحص، وهي تكاليف باهظة غير قانونية وغير مبررة مقارنة بولايات أخرى، فإن المرضى ورغم الفحوصات الدورية المطلوبة من طرف الأطباء المعالجين، يجدون أنفسهم في كل مرة مجبرين على النهوض مبكرا، وفي بعض الأحيان عند الساعة الرابعة صباحا للتوجه إلى العيادة الطبية بهدف الظفر بموعد، إذ يقوم بعض الأشخاص بتعليق ورقة على باب العيادة، ويشرعون في تسجيل أسماء المرضى، وفي أغلب الحالات مقابل مبالغ مالية، حيث يفرض هؤلاء الأشخاص قانونهم في جنح الظلام بمبالغ تتراوح بين 200 دج إلى 500 دج، حسب الزبون. وهو الحال عند أغلب العيادات باستثناء طبيب واثنين ممن يمكن أخذ الموعد لديهم عند الممرضات داخل العيادة، يوما واحدا قبل موعد الفحص.
ورغم أن معظم المرضى هم زبائن دائمون عند هؤلاء الأطباء، إلا أن البعض منهم يطلب من المريض العودة بعد شهر أو بعد الانتهاء من الدواء، إلا أنهم يرفضون تسجيل تاريخ الموعد اللاحق على بطاقة المواعيد، ويفرضون على المرضى الحضور صباحا للتسجيل من أجل الفحص، رغم الرسوم المفروضة وغير القانونية مقارنة بالرسوم التي يقرها القانون.
وحسب مديرية الصحة ورئيس مجلس أخلاقيات الطب، فإن الأطباء جميعا ملزمون بتقييد سجل مواعيد وأخذها داخل العيادات، حسب إمكانية الطرفين. وأكد رئيس المجلس الطبي الدكتور (ع. واضح) أن إجراءات ستأخذ في هذا الإطار لتصحيح الوضعية، إلا أنه «لا حياة لمن تنادي»، حيث لا زال الكثير من الأطباء يفرضون على مرضاهم الحضور شخصيا، ابتداء من الساعة الرابعة صباحا لتسجيل أنفسهم ضمن قائمة المرضى التي يجدونها معلقة على باب العيادة.
هذه الوضعية يعيشها المرضى منذ سنوات، ورغم الشكاوى العديدة، إلا أن الجهات الوصية لم تحرّك ساكنا، لمنع مثل هذه الممارسات التي تسيء إلى مهنة الطب بولاية غليزان، وتجعل المرضى رهينة أخطار محتملة عند التوجه باكرا إلى إحدى العيادات، إذ تساءل بعض المرضى كيف لطبيب يفحص مقابل مبلغ يتراوح بين 1000دج و4000 دج، لا يقيّد سجلا للمواعيد وآخر للشكاوى، خاصة أن هناك أيضا بعض الممارسات المشينة من طرف بعض مساعدات الأطباء.