ستكون كيفية استقطاب استشمارات كبرى في المجال الفلاحي والزراعي، لأنها الحجر الأساس لضمان أمن غذائي دائم لتلبية الحاجيات الوطنية، والتوجه أكثر نحو التصدير، صلب موضوع نقاشات ممثلي الدول العربية المشاركة في الدورة الـ84 لاجتماع المكتب التنفيذي لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب، التي ستنعقد مطلع نوفمبر القادم بالجزائر العاصمة، حسبما أكده رئيس اتحاد المهندسين الزراعيين الجزائريين، السيد يحي زان الذي شدّد على ضرورة إشراك كافة المعنيين ضمن استراتيجية جديدة للاستثمار في هذا الإطار، لجعل قطاع الفلاحة القاطرة الأساسية والبديل الأمثل لمرحلة ما بعد المحروقات.

أوضح السيد زان في ندوة صحفية نشطها أمس الأربعاء بمنتدى «المجاهد»، لإعطاء توضيحات حول هذا الحدث الذي سينظم يومي 02 و03 نوفمبر 2017 بنزل «الأوراسي» بالعاصمة، بحضور 15 دولة عربية عضو بهذا الفضاء العربي للمهندسين الزراعيين، أنه لا يمكن ضمان أمن غذائي دائم ومستمر دون التركيز على استثمارات فلاحية وزراعية كبرى تعيد الاعتبار لهذا القطاع، وهو النقطة الجوهرية التي ستدور حولها فعاليات وجدول أعمال هذه الدورة التي تنظم لأول مرة في الجزائر.

وأضاف في هذا الصدد، أن هذا الاجتماع يتماشى مع اهتمامات برنامج الحكومة، حيث يعد استجابة للنداء من أجل المساهمة في ترقية الوضع الاقتصادي، خاصة أمام تداعيات الأزمة المالية، بما يضمن إعادة القطاع الفلاحي والزراعي إلى السكة. مضيفا أن الانشغال الكبير من وراء كل ذلك، هو كيفية التوصل إلى استقطاب الأموال العربية وتشجيع استثمارها في الجزائر لإنعاش الفلاحة والحد من المعوقات التي تحول دون دفع هذا القطاع المنتج نحو التنمية المستدامة.

وتابع موضحا؛ إننا كاتحاد المهندسين الزراعيين الجزائريين بصفته شريكا فعالا للاتحاد العربي، سنسعى جاهدين من خلال هذا اللقاء، إلى بحث المشاكل التي تعيق تطوير المجال الزراعي، خاصة فيما يتعلق بالتوسيع والتسويق الذي تعاني منه العديد من الدول العربية، بما فيها الجزائر. مشيرا إلى أن 2000 مهندس زراعي منخرط بالاتحاد في الجزائر من أصل 20 ألف مهندس، مدعوون لإثراء مضامين هذا اللقاء، خاصة من ناحية إنشاء سوق عربية مشتركة لتبادل السلع والخبرات في الميادين الفلاحية وتقنيات الزراعة. كما دعا إلى ضرورة توفير المناخ الملائم للاستثمار في هذا المجال، مع تشجيع البنوك والمؤسسات المالية على المشاركة، دون إهمال تسهيل الإجراءات القانونية والإدارية والتنظيمية، حيث سيكون على هامش اللقاء -حسب المتحدث- اجتماع للمكتب التنفيذي لاتحاد المهندسين الزراعيين الجزائريين، تطرح خلاله هذه النقاط وأخرى لا تقل أهمية عنها.

من جهته، أكد الأمين العام للاتحاد السيد ابراهيم أكفل، أن التكاليف المالية الخاصة بتنظيم هذا الحدث الذي حدد له شعار «الاستثمارات الفلاحية شرط أساسي لتحقيق الأمن الغذائي»، تقدر بحوالي 10 ملايين دينار، مع تسجيل مشاركة ممثلين عن 15 دولة عضو بالاتحاد العربي، سيصلون إلى الجزائر ابتداء من 30 أكتوبر الجاري إلى غاية الفاتح نوفمبر. كما ينتظر حضور وزير الفلاحة والتنمية الريفية والصيد البحري، عبد القادر بوعزقي، الذي سيشرف على مراسم الانطلاق، فيما ستكون دولة السودان ضيف شرف الدورة.

يذكر أن الدورة الـ83 لاجتماع المكتب التنفيذي لاتحاد المهندسين الزراعيين العرب، المنعقدة في ماي 2016 بمدينة الحمامات في تونس، تناولت موضوع الاستثمارات وأهميتها في منظومة الأمن الغذائي بالنظر إلى دورها الرئيسي في ذلك.