وزيرا التربية والثقافة من «سيلا»:

صدور 6 مختارات أدبية مدرسية بثلاث لغات

صدور 6 مختارات أدبية مدرسية بثلاث لغات
  • 4640
لطيفة داريب لطيفة داريب

أعلنت وزيرة التربية الوطنية رفقة وزير الثقافة، عن صدور الجزء الأوّل من المختارات الأدبية المدرسية المتعلقة بالنصوص الجزائرية، تطبيقا للاتفاقية التي وقعها الطرفان. كما تمت الإشارة إلى تنظيم مسابقة «أقلام بلادي» التي تعنى بالكتابة الإبداعية، منتصف نوفمبر المقبل.

بهذه المناسبة، قالت وزيرة التربية الوطنية، السيدة نورية بن غبريط، أمس، بقاعة «علي معاشي»، على هامش الصالون الدولي للكتاب بالجزائر، أنّه تمّ إعداد ست مختارات أدبية مدرسية بثلاث لغات هي العربية، الأمازيغية واللغة الأجنبية الأولى، وهي موجّهة لتلاميذ مرحلة التعليم الإلزامي والطور الثانوي، مضيفة أن هذا العمل، يمثل مجهودا جماعيا قام به مفتشون في مدة لا تقل عن سنتين، حيث اختاروا المقتطفات الأدبية، بالتركيز على البعد والقيم ذات الصلة بجزائريتنا، وهذا من حيث البعد المكاني والتاريخ واللغات والثقافة. واعتبرت الوزيرة أنّ فكرة إعداد مختارات أدبية، تنم عن استراتيجية وطنية لتنمية القراءة والكتابة، مشيرة إلى أنّ هذه المختارات تغطي مختلف المراحل التاريخية، ويتمّ من خلالها تحقيق أهداف تعليمية محددة، تتضمنها البرامج الرسمية وهي بذلك تعرّف بالمنتوج الأدبي الجزائري وتثمنه، مضيفة أنّ هذه المختارات الأدبية المدرسية، تشكّل دعامة تعليمية، كما تخدم النشاطات اللغوية، سواء تعلق ذلك بالشفوي أو الكتابي، وتُمكن التلاميذ من تقاسم ثقافة أدبية جزائرية مشتركة في مختلف صورها.

كما قالت الوزيرة إنها تضع تحت تصرف مؤلفيّ الكتب المدرسية، مقتطفات أدبية، تم اختيارها جماعيا، وهي تتمحور حول المواضيع التي تتناولها البرامج الرسمية في اللغات الثلاث، مضيفة أن هذه الوثيقة المرافقة تعتبر أداة مساعدة لتكوين الأساتذة فيما يخص التقنيات الحديثة للقراء وفهم المكتوب، حسب سن التلميذ ومستواه التعليمي. كما تشكل صورة عن التعابير اللغوية المتعددة للتلميذ الجزائري في يومياته وللأدباء الجزائريين متعددي اللغات وما ينتجون من روائع أدبية. وتهدف أيضا إلى توظيف مؤلفات مترجمة من لغة إلى أخرى، لتؤكد أنها خطوة أولى، تفتح المجال لمساهمات أخرى تكون أكثر ثراء باحتوائها أعمالا لمختصين في الأدب الجزائري باللغات الثلاث. وشكرت الوزيرة، مساهمة وزارة الثقافة في إعداد هذه المختارات من خلال منشورات تم إصدارها في إطار الاحتفال بالعواصم العربية والإسلامية، وكذا مساهمة المحافظة السامية للأمازيغية في هذا الانجاز، إضافة إلى مشاركة العديد من الروائيين. كما أشارت السيدة بن غبريط إلى تداول هذه المختارات، أولا في المؤسسات المدرسية ووضعها تحت تصرف ممتهني تصميم وإعداد الكتب المدرسية على أن يتم بيعها لعامة الناس، من طرف الديوان الوطني للمطبوعات المدرسية، لتصب فوائد هذه المبيعات في صندوق الرعاية الوثائقية لصالح المكتبات المدرسية، وعادت لتؤكد أن إنشاء هذه المختارات يمثل قفزة نوعية وقطيعة بين ما يحدث اليوم وما كان يعمل به في السابق، حيث كان اختيار النصوص في الكتاب المدرسي يتم بشكل فردي وبالتالي يكون غير موضوعي وجزئي، في حين تتحقق هذه المهمة، اليوم بشكل جماعي ومؤسساتي.

من جهته، قال وزير الثقافة، السيد عز الدين ميهوبي، إنّ المدرسة مسؤولية الجميع، مشيرا إلى أن إنجاز هذه الأنتولوجية (المختارات)، مطلب الكُتّاب، متسائلا عن شبه غياب النصوص الجزائرية في المناهج المدرسية في حين أنها موجودة على المستوى العالمي. وأضاف الوزير، أنّ أزيد من أربعة آلاف اسم مؤلف جزائري موجود في المكتبة الجزائرية، في حين أقل من اثنين بالمائة من النصوص الأدبية الجزائرية كانت موجودة في المناهج المدرسية، مشيرا إلى انتقاء أفضل النصوص الجزائرية حسب معياريّ الصدق والجمالية. ويضيف قائلا «إذا لم يهتم الجزائريون بأدبنا فلن ننتظر الغير للقيام بهذه المهمة». وطالب الوزير، بأن يأخذ الأدب الجزائري حقه من الاهتمام مع تفتحه على الآداب الأخرى. وأضاف «لقد تفتحنا على الآخر وانغلقنا على أنفسنا»، كما أعلن مساعدة 50 ثانوية تحقق أفضل النتائج في البكالوريا، بمنحها ألف عنوان وهذا للمساهمة في تأسيس مكتبات مدرسية. من جهته، قال الأديب والمترجم محمد ساري، أحد أعضاء لجنة انتقاء النصوص، إنه تم تحديد «تيمات» لاختيار النصوص، مثل مواضيع اجتماعية، تاريخية، جمالية، مضيفا أن هذه المختارات مقسمة إلى أبواب، كما تضم نصوصا من مختلف الأجيال، لينتقل إلى صعوبة اختيار النصوص باللغة الأمازيغية خاصة أنها تضم عدة أداءات (القبائلي، الشاوي ...)، مشيرا إلى صدور في وقت لاحق لأجزاء أخرى للمختارات، كما اقترح اختيار مقاطع من رواية ما وتدعيمها بدراسة وهذا لتسهيل المطالعة للأطفال، حيث من الصعب على الطفل أو حتى المراهق مطالعة رواية بـ500 صفحة.

بالمقابل، أعلن المفتش المركزي محمد ضيف الله، عن تنظيم وزارة التربية لمسابقة» أقلام بلادي»، منتصف شهر نوفمبر، بغية اكتشاف المواهب الكتابية للأطفال وترقية اللغات وإثراء المخيال.