برمضان وعتوي يبحثان في أصل تسمية إفريقيا في «سيلا»

فرضية ابن خلدون الأصح، والمطالبة بتسمية شوارع المدن الجديدة

فرضية ابن خلدون الأصح، والمطالبة بتسمية شوارع المدن الجديدة
  • 1796
❊ لطيفة داريب ❊ لطيفة داريب

نشط المختص في علوم اللغة ومستشار وزيرة التربية السيد فريد برمضان رفقة المستشار في منظمة الأمم المتحدة إبراهيم عتوي، ندوة أول أمس بالمعرض الدولي للكتاب، حول «دراسة أسماء الأعلام، إفريقيا، فضاءاتها وأسماؤها».

تناول الدكتور برمضان في هذه الندوة، ملخصات الكتب التي أشرف على إنجازها رفقة مختصين آخرين بمركز البحث في الأنثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية. جاء في بعضها أن الجزائري لم يكن يحمل لقبا، بل كان انتماؤه يتحدد بالعشيرة، لكن الأمور اختلفت في الفترة الاستعمارية، ليجد نفسه وهو المنحدر من صنهاجة مثلا، يحمل لقبا في الكثير من الأحيان، يتّسم بالغرابة أو حتى بالقبح، مضيفا أن هناك عائلات من أصل واحد تحمل ألقابا مختلفة. وأضاف بن رمضان أن الكثير من الجزائريين يجهلون أصول ألقابهم، مثلا اللاعب لخضر بلومي أصله من قبيلة بني لومة أو «إينلومان» التي يعود إلى أصولها إلى ألف سنة، مشيرا إلى أن لكل مجتمع طريقته في إطلاق الأسماء، فأصحاب الكتاب يختارون أسماء الله الحسنى والأسماء الموجودة في الكتب السماوية، ونجد أن الأمازيغ يستلهمون من الأرض لهذه المهمة؛ سواء بالنسبة للأشخاص أو حتى للأماكن. وانتقل الدكتور إلى أصل اسم إفريقيا فقال إن العديد من التسميات أُطلقت على «إفريقيا» مثل أفري، إفري، أفار، أفاريق، أفريقا، إفريقيا، إفريقش، بنو إفران... وهذا منذ الفترة الرومانية، مرورا بكل من فترات حكم الفينيقيين، الرومان، البيزنطيين، العرب والإسبان إلى غاية الاحتلال الفرنسي، مشيرا إلى أنه في كل مرحلة، تقدَّم شروح معيّنة حول اختيار تسمية محددة. واعتبر الدكتور أن الفرضية التي تتأكد منذ سبعة قرون هي التي تربط إفريقيا وأفريق وأفريقا بالمصدر «فر»، وبلفظة «ليبيكو» الأمازيغية إفري، أفير وإيفار، كما أنها تتقاطع مع ما توصل إليه ابن خلدون العالم البارع، حيث يُعد أول باحث ربط اسم «إفري» الذي يعود أصله إلى الاسم القديم لبني إفران، باللفظة الأمازيغية «إفري» والتي يعنى بها المغارة، مضيفا أن الرومان كانوا يطلقون على سكان إفريقيا اسم «إفري»، وبالتالي تحوّل اسم قبيلة إلى اسم رقعة جغرافية.

من جهته، قال الدكتور إبراهيم عتوي إنّ منظمة الأمم المتحدة تعتبر علم أسماء الأماكن تراثا غير مادي، مضيفا أن المسلمين حينما فتحوا إفريقيا لم يعرّبوا أسماء وألقاب سكانها، بل كانوا حريصين فقط على نشر الدين، لينتقل إلى زمننا هذا ويعيب عدم تسمية الأحياء السكنية المبنية بعد الاستقلال.

وفي هذا السياق، أكد الدكتور أن المدينة الجديدة «علي منجلي» بقسنطينة التي يقطنها 400 ألف نسمة، لم تنل شوارعها حظا من التسميات، ليدعو إلى منح أسماء للشوارع والمدن، ممثلا باسطاوالي التي اسمها الأصلي «سطح والي»، وتحوّلت إلى سطاوالي بعد الاحتلال الفرنسي، لأن الفرنسيين لا يمكن لهم نطق حرب «الحاء»، وهكذا لم يعد لتسمية اسطاوالي معنى يُذكر.

واعتبر الدكتور أن فرنسا لم تغير من أسماء المدن إلا ما صعب نطقها، ليعود ويؤكد على ضرورة أن يكون لكل مكان اسم، ويردف قائلا: «إن للجزائر تقاليدها في إطلاق التسميات، فاللقب الذي يبدأ بـ «أولاد» يمس مناطق الهضاب العليا، أما الذي يبدأ بـ «بو» أو «بل» أو «بن» فهو يقصد السكان الذين يعيشون في الجبال». كما طالب الدكتور بضرورة كتابة الألقاب باللغة الأم، وتجاورها اللغة اللاتينية حتى يكون هناك تواصل بين الشعوب، وهذا في زمن طغت الدول الغربية على العالم، ليتطرق لفرق عمل وتكتلات دولية تعنى بعلم أسماء الأماكن، تنظم عدة ملتقيات ولقاءات حول هذا الموضوع إضافة إلى مسابقات سبق أن فاز في إحدى دوراتها الدكتور فريد برمضان.