فيما تخلت البلديات عن مسؤولياتها

أحياء بالعاصمة تحت خطر الضغط العالي

أحياء  بالعاصمة تحت خطر الضغط العالي
  • 3852
❊ كريم.ب ❊ كريم.ب

 تحصي بلديات العاصمة عددا كبيرا من الأحياء السكنية المشيدة تحت خطوط الضغط العالي، والتي تحولت بعد مرور عدة سنوات إلى مصدر خطر كبير، بعد أن عجزت المجالس المحلية على احتواء الوضع منذ سنوات التسعينات.

يعتبر البناء تحت خطوط الضغط العالي، من بين الملفات الأكثر تعقيدا بالنسبة للمجالس المحلية المنتخبة بالعاصمة ومديريات توزيع الكهرباء والغاز، حيث تبقى عملية البناء بشكل فوضوي أو بترخيص من البلدية، تحت خطوط الكهرباء، تشكل خطرا كبيرا على العائلات، أمام مشكل نفاذ العقار.

تجاوزات في تشييد السكنات بمناطق خطيرة

كشفت جولتنا على مستوى بعض الأحياء ببلديات العاصمة، الكثير من التجاوزات الحاصلة في مجال البناء تحت خطوط الضغط العالي، أو على مستوى شبكة الغاز الطبيعي، وهو الأمر الذي أصبح يهدد بحدوث كارثة حقيقية في حال تسجيل تسرب للغاز، أو شرارات كهربائية.

يعد حي «قورياص» بالدويرة، من بين التجمعات السكنية التي تم تشييدها بطريقة فوضوية. فبطريقة ما، تم توصيل سكناتهم بأسلاك  كهربائية، شكلت ما يشبه شبكة عنكبوتية، أمام صمت المصالح المحلية التي أدارت ظهرها للمشكل، معتبرة أن المسؤولية تتحملها العائلات التي شيدت سكناتها في المنطقة. في الوقت الذي اعتبرت  العائلات الوضع «أمرا محتما لا هروب منه»، أمام حاجتهم الماسة للسكن، مع توصيل سكناتهم بأسلاك كهربائية بطريقة عشوائية.

مبالغ خيالية لتحويل الكوابل

الوضع بحي «سونلغازببلدية جسر قسنطينة لا يختلف عن باقي الأحياء الأخرى التي شيد السكان سكناتهم تحت خطوط الضغط العالي، بسبب حاجتهم الماسة للسكن، حيث أكد بعضهم أن الحي السكني تقطنه أزيد من عشر عائلات أصبحت تعيش جحيما حقيقيا،  جراء مرور أسلاك كهربائية ذات الضغط العالي من أعلى أسطح بناياتها، مما يسبب لهم إزعاجا كبيرا، نظرا لقرب مسافة الأسلاك بالأسطح.

قال محدثونا بأنهم رفعوا الانشغال إلى مصالح بلدية جسر قسنطينة، التي قامت بنقل الانشغال إلى مسؤولي مديرية توزيع الكهرباء والغاز، حيث أكدت الجهات الوصية أن مسألة نقل الأعمدة الكهربائية تتطلب ميزانيات ضخمة.

أخطار صحية قد تتضاعف لاحقا

أغلبية القاطنين تحت خطوط الضغط العالي أصبحوا مهددين بأمراض خطيرة، وأصبحوا ـ نوعا ما ـ يتميزون بمظاهر غريبة، بعد أن باتت أجسامهم مشحونة بكميات كبيرة من الشرارات الكهربائية، حيث ذكر محدثونا أن أغلبية القاطنين تحت خطوط الضغط العالي بإمكانهم تلمس شرارات كهربائية خلال حك أجسامهم ببعضها، في حين أكد بعض سكان القاطنين تحت خطوط الضغط العالي، أن أجسامهم أصبحت تحمل شرارات كهربائية منذ ولادتهم، وهو الأمر الذي قد يؤدي إلى إصابتهم بأمراض جلدية وسرطانات تمس الدم.