تدخل روسيا المحتمل في الانتخابات الأمريكية

الرئيس بوتين يصف اتهام بلاده بالـ«السخيف»

الرئيس بوتين يصف اتهام بلاده بالـ«السخيف»
  • 487
م.مرشدي م.مرشدي

عاد الجدل حادا بين واشنطن وموسكو على خلفية اتهامات باتجاه هذه الأخيرة بالتورط في التأثير على مسار الانتخابات الرئاسية التي سمحت للمرشح الجمهوري دونالد ترامب بالفوز بمقعد الرئاسة الأمريكية قبل عام من الآن.

وعاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هامش قمة دول آسيا ـ المحيط الهادي بمدينة دانونغ الفيتنامية لينفي مرة أخرى أمس، هذه الاتهامات ووصف الحديث عن اتصالات يكون مقربون قد أجروها مع محيط الرئيس ترامب بـ«السخيفة» ولا أساس لها من الصحة وراح إلى حد إعطاء الاتهامات خلفية أخرى، ربطها بالصراع الداخلي بين قوى متضاربة مصالحها في داخل الولايات المتحدة. وجاءت خرجة الرئيس الروسي بعد تسريبات إعلامية أكدت إجراء إحدى حفيداته اتصالات سنة 2016 مع جورج بابادوبولوس المستشار السابق في فريق الحملة الانتخابية للرئيس دونالد ترامب وجعلته يصف ذلك بمثابة سخافات لا تستند إلى أي منطق، وقال إنه لا علم له بمثل هذه الاتصالات أصلا.  ومازالت ردود الفعل متواترة في موسكو كما في واشنطن حول تداعيات هذه القضية منذ أن أكد النائب العام الأمريكي المستقل، روبيرت مولر بعد أكثر من ستة أشهر من التحقيقات السرية عن وجود تدخلات روسية في الحملة الانتخابية للرئاسيات الأمريكية، وجه على إثرها اتهامات لثلاثة من أقرب مساعدي الرئيس ترامب ومستشاريه من بينهم بابابودولوس.

وهي الاتهامات التي قد تعرف تسارعا لاحقا بعد أن توعد مولر بكشف الكثير من الحقائق حول هذه القضية التي أصبحت تهدد عهدة الرئيس الأمريكي في حال تمكن النائب العام الخاص من تأكيد مثل هذه التهم غير المسبوقة وتوريط شخصيات أكثر قربا من الرئيس ترامب، خاصة أن منافسته في هذه الانتخابات المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون تريد الاستثمار في هذه القضية التي قد تتحول إلى فضيحة سياسية مدوية في البيت الأبيض.

ويتأكد من يوم إلى آخر أن هذه القضية مرشحة لأن تعرف تطورات لاحقة وهو الاحتمال الذي استشعره الرئيس الروسي عندما اعتبر  إخضاع شبكة قنوات «روسيا اليوم» التلفزيونية ووكالة الأنباء الروسية «سبوتنيك» العاملة في الولايات المتحدة لبنود القانون الذي يعرف في الولايات المتحدة بقانون «العميل الأجنبي» بعد أن اتهما بالتورط في التأثير على سير الحملة الانتخابية الأمريكية العام الماضي.

ووصف الرئيس بوتين ذلك بمثابة تضييق على حرية التعبير بقناعة أنه  لا توجد أية أدلة تؤكد تورط وسائل إعلامنا في الحملة الانتخابية في الولايات المتحدة وبقناعة أن وسائل الإعلام مهما كانت فإنها تقوم فقط بإعطاء وجهة نظرها في الأحداث، وهو ما يمكن انتقاده ولكن من دون الوصول إلى حل تلك الوسائل أو الحيلولة دون قيامها بمهمتها على أحسن وجه. وأضاف الرقم الأول الروسي أنه لن يسكت على مثل هذا الإجراء في تلميح إلى لجوئه إلى سياسة التعامل بالمثل، حيث لم يستبعد فرض إجراءات مماثلة على قناة «صوت أمريكا» و«إذاعة أوروبا الحرة» و«راديو ليبرتي» الممولة من طرف الكونغرس الأمريكي. وتزامن هذا الوعيد مع تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي بعد لقاء قصير جمعه بنظيره الروسي على هامش قمة آسيا ـ المحيط الهادي، أشار من خلالها إلى أن هذا الأخير أكد له بـ«أن بلاده لم يكن لها ضلع في الانتخابات الأمريكية وقد صدقته في ذلك».  وقال الرئيس ترامب للفريق الصحفي الذي رافقه في جولته الآسيوية إن الرئيس الروسي يشعر بالإهانة كلما أثرت معه هذه القضية وتكرار ذلك سيؤثر على علاقتنا مع هذا البلد الذي نحن في أمس الحاجة إلى تحسين علاقتنا معه بالنظر إلى العلاقات المتميزة التي يقيمها مع كوريا الشمالية التي تبقى أهم انشغال بالنسبة لنا في الوقت الراهن.