رشح نائبه السابق «التمساح» لخلافته ولمنصب الأمانة العامة للحزب

حزب «زانو» يمنح الرئيس موغابي مهلة تنتهي اليوم لمغادرة السلطة

حزب «زانو» يمنح الرئيس موغابي مهلة تنتهي اليوم لمغادرة السلطة
  • 483
م.مرشدي م.مرشدي

لم يعد أمام رئيس دولة زيمبابوي، روبيرت موغابي سوى ساعات لاتخاذ قرار تنحيه طواعية من منصبه كرئيس لهذه الدولة بعد أن انفض من حوله أهم المقربين منه وتحوله فجأة من رئيس ـ زعيم ـ إلى رئيس منبوذ.

الأمانة العامة لحزب «زانو» الحاكم، منحت خلال اجتماع طارئ أمس، مهلة تنتهي اليوم، للرئيس موغابي لإعلان تنحيه الطوعي من رئاسة البلاد إن كان لا يريد أن يتم فصله عنوة.

ولم تنتظر قيادة الحزب الذي كان موغابي الآمر الناهي فيه انتهاء هذه المهلة لمعرفة موقف هذا الأخير، وقامت باختيار نائبه السابق، ايمرسون منانغاغوا البالغ من العمر 75 سنة والمعروف باسم «التمساح» بسبب مواقفه المتشددة ليكون مرشح حزب «زانو» وأمينه العام في الانتخابات الرئاسية المنتظر تنظيمها العام القادم، خلفا للرئيس موغابي الذي لم يعد يلقى الإجماع.

وقرر الحزب الحاكم في هذا الاجتماع الطارئ إقالة رئيس البلاد وحرمانه من كل مسؤولياته على رأس حزب «زانو» وتعيين ايمرسون منانغاغوا الذي سبق للرئيس موغابي، أن أنهى مهامه في السادس من الشهر الجاري بتهمة التخطيط للانقلاب عليه بتواطؤ مع قيادة الجيش النظامي.

وقال سيمون كاي مويو الناطق باسم الحزب الحاكم خلال اجتماع طارئ لقيادة هذا لحزب إن الرفيق روبيرت موغابي مطالب بتقديم استقالته من رئاسة زيمبابوي وإذا لم يفعل ذلك اليوم، فإن رئيس البرلمان سيشرع في إجراءات إنهاء مهامه. ولتأكيد نهاية «الزعيم» تم أمس، طرد عقيلته غراس موغابي من الحزب ضمن رسالة موجهة بطريقة ضمنية لزوجها بأن سحب البساط بدا فعلا وأنه من مصلحته وهو في سن الثالثة والتسعين أن يقدم استقالته بدلا من تنحيته بطريقة مهينة ويغادر المشهد السياسي في بلاده من الباب الواسع وتفادي كل إهانة له. وجاء تسارع الأحداث حول مستقبل أقدم رئيس في إفريقيا بعد أن قرر حزبه عقد اجتماع طارئ لبحث توتر العلاقة بين رئيس البلاد وقيادة الجيش على خلفية الانقلاب الأبيض الذي نفذه هؤلاء ضد رئيسهم الذي بلغ أرذل العمر بعد ثلاثة عقود من حكم أحادي صارم.

يذكر أن روبيرت موغابي الذي اقترن اسمه بالكفاح التحرري الذي قاده ضد نظام الميز العنصري رفقه رفيق دربه جوشوان انكومو، تولى مقاليد السلطة في بلاده سنة 1980 باسم حزب «زانو» وانفرد بتسيير البلاد بيد من حديد ودخل في صراع حاد مع مختلف القوى الغربية بعد إقدامه على نزع ملكية المزارعين البيض وتوزيعها على الفلاحين الزيمبابويين بحجة أنهم استولوا على أرض ليست أرضهم.

وبنظر متتبعين للشأن الداخلي في هذا البلد الإفريقي الفقير فإن الرئيس موغابي وبحكمته وتجربته الطويلة في إدارة شؤون دولته، كان يتعين عليه أن ينسحب بشرف وخاصة بعد أن قررت قيادة الجيش سحب ثقتها منه وقررت الانقلاب عليه قبل أن يخرج الآلاف إلى شوارع العاصمة هراري في مظاهرات تأييد لقرار قيادة الجيش وختمتها قيادة الحزب الحاكم بقرارها إبعاده من الأمانة العامة لحزب الـ«زانو» رفقة زوجته وكان ذلك بمثابة النهاية الفعلية لـ«الرفيق بوب» كما كان يلقبه مناضلو الحزب.

وينتظر أن تفتح  هذه التطورات غير المتوقعة دولة زيمبابوي على عهد جديد بطي صفحة حكم الرئيس موغابي الذي  أراد أن يحكم بلاده إلى غاية رحيله الأبدي وهو الذي تعهد بالاحتفال بعيد ميلاده المائة في قصر الرئاسة.