مبتول يقدم 10 أسباب لانتعاش أسعار النفط
السعودية تمتلك نصف خيوط الحل والربط

- 325

قدم الخبير الاقتصادي عبد الرحمان مبتول، عشرة أسباب لما وصفه بـ«تحسن" أسعار النفط في الآونة الأخيرة، حيث ارتفعت أسعار البرنت إلى حدود الـ65 دولارا للبرميل قبل أن تتراجع قليلا نهاية الأسبوع الماضي إلى أكثر من 62 دولارا. ورغم هذا التراجع فإنها تبقى أعلى من التوقعات السابقة، وهو ما أعاد التفاؤل إلى أسواق النفط والدول المصدرة لها. ويرى مبتول أن ذات الأسباب يمكنها أن تساهم مستقبلا في تواصل ارتفاع الأسعار وربما في انخفاضها.
ويتحدث الخبير عن أسباب متعددة للارتفاع في الأسعار حاليا مناخية، اقتصادية جيوسياسية وسياسية، حيث يشير إلى أن ارتفاع الطلب في الوقت الراهن مسألة عادية بالنظر إلى دخول الجزء الأكبر من العالم في فصل الشتاء.
كما يتطرق إلى الانتعاش النسبي في النمو الاقتصادي العالمي لاسيما في أوروبا والصين والهند، مشيرا إلى ضرورة الانتباه إلى معدلات النمو العالمية والتحول في نمط النمو.
وبرأي السيد مبتول، فإن احترام منظمة الدول المصدرة للنفط والمنتجين خارجها لاتفاق تخفيض الإنتاج الموقع في نهاية 2016، ساهم في انتعاش أسعار النفط مؤخرا، لاسيما من طرف المملكة العربية السعودية التي تمثل حصتها أكثر من ثلث إنتاج المنظمة، إضافة إلى روسيا التي تعد من أكبر المنتجين.
وتعد السعودية مفتاح أسعار النفط كما يوضحه تحليل الخبير، حيث نجد هذا البلد ضمن 5 أسباب ذكرها في الوثيقة التي تحصلنا على نسخة منها، ففضلا عن دورها في منظمة "أوبك" ومع المنتجين خارجها فإن الوضع الراهن في السعودية على خلفية "الحملة على الفساد" التي يقودها ولي العهد، تعد إحدى أسباب الارتفاع.
في هذا الصدد يشير إلى أن البورصات العالمية اليوم لديها "ضبابية في الرؤية" بخصوص هذه المبادرة، مع خشية تداعيات سياسية داخلية.
إضافة إلى ذلك يورد التوترات الحالية بين السعودية وإيران مما قد يؤثر على قرارات (أوبك) فضلا عن نية السعودية طرح 5 بالمائة من أسهم شركة "آرامكو" في البورصة، حيث تتنافس عدة بورصات عالمية على استقطاب هذه الأسهم ولكن ليس من مصلحة السعودية ـ كما يشرح مبتول ـ بيع أسهم شركتها الوطنية للنفط والأسعار منخفضة مما سيؤثر على تسعير أسهمها.
وفي المجال الجيوستراتيجي، يتحدث كذلك عن التوتر السائد في كردستان بعد استفتاء الانفصال لاسيما وأن هذا الاقليم ينتج حوالي 500 ألف برميل يوميا من النفط.
من جهة أخرى يشير إلى خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول الاتفاق النووي مع إيران، والذي عرف نوعا من التهدئة بسبب الموقف الأوروبي.
وأخيرا يعتبر الخبير مبتول، أن ضعف الدولار مقارنة بالأورو من الأسباب العشرة لارتفاع أسعار الخام.
لكنه يرى أنه على المدى المتوسط فإن هذه الأسباب المذكورة يمكنها إما أن "تساهم في ارتفاع الأسعار أو في انخفاضها"، مذكّرا بتصريح وزير النفط السعودي خالد الفالح، الذي أشار إلى أن السعر المناسب للبرميل يجب أن يتراوح بين 50 و60 دولارا لتجنب إغراق السوق بالنفط الصخري الأمريكي، باعتبار أن آبار النفط الصخري تحتاج إلى سعر يفوق الـ60 دولارا من أجل تحقيق أرباح.
للاشارة فإنه يرتقب أن يكون الاجتماع المقبل لبلدان (أوبك) بفيينا نهاية الشهر الجاري، حاسما بالنسبة لاتفاق خفض الإنتاج الذي ينتهي شهر مارس المقبل، حيث سيكون أمام المجتمعين في العاصمة النمساوية يوم 30 نوفمبر، اتخاذ قرار لتمديد الاتفاق إلى أجل آخر، وإذا كانت المؤشرات تتحدث عن وجود رغبة للجوء إلى التمديد فإن لاشيء أكيد في ظل بقاء التردد لدى البعض ومنهم روسيا.