بعد قمّة جمعته بالرئيس السوري بشار الأسد
الرئيس الروسي يؤكد انتهاء العمليات العسكرية في سوريا
- 582
هنّأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس، نظيره السوري بشار الأسد، على ما أسماه بـ "الإنجاز الميداني الكبير" الذي تم تحقيقه في محاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" وتنظيمات المعارضة السورية المسلّحة.
وعقد الرئيسان الاثنين قمة ثنائية بمنتجع سوتشي في جنوب ـ غرب روسيا ضمن أول زيارة يقوم بها الرئيس السوري إلى روسيا وإلى الخارج منذ أكتوبر سنة 2015.
ولم يشأ الجانبان الروسي والسوري الكشف عن عقد هذا اللقاء الذي دام طيلة أربع ساعات كاملة إلا يوم أمس، حيث هنّأ الرئيس الروسي نظيره السوري على النتائج الميدانية المحققة في إطار القضاء على الإرهاب في سوريا، وقال إنها أصبحت حقيقة قائمة ونهائية، وإن الوقت قد حان للبدء في بحث المسائل السياسية في هذه الأزمة.
وجاء عقد هذه القمة عشية قمة ثلاثية أخرى يعقدها الرئيس الروسي ونظيريه الإيراني حسن روحاني والتركي طيب رجب أردوغان، اليوم، في نفس المنتجع ضمن مساعي روسية لإيجاد أرضية توافقية مع قوى إقليمية معنية بهذه الأزمة من أجل وضع حد نهائي لها.
ويحاول الرؤساء الثلاثة بحث الموقف في سوريا على خلفية المفاوضات الأخيرة التي تمت في العاصمة الكازاخية أستانا، والوضع الميداني بعد دحر تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" من مدينة البوكمال على الحدود العراقية وشكل أكبر انتكاسة عسكرية لهذا التنظيم كون المدينة آخر معقل له في سوريا.
ويأتي توالي هذه القمم في وقت أكد فيه قائد هيئة أركان الجيش الروسي الجنرال فاليري، أن مرحلة العمليات العسكرية في سوريا انتهت رغم بقاء بعض العقبات التي سيتم حمسها لاحقا في تأكيد لما قاله الرئيس الروسي بعد لقائه بالرئيس السوري، وقال إن العمل المشترك الذي نقوم به مع الجانب السوري في محاربة الإرهاب يوشك على نهايته.
وحسب الناطق باسم الرئاسة الروسية فإن الرئيس بشار الأسد، أبدى ارتياحه لمثل هذه التطورات التي "سمحت للجيش الروسي بإنقاذ سوريا".
يذكر أن هذه النهاية جاءت عامين منذ بدء التدخل العسكري الروسي في سوريا بطلب من السلطات السورية، حيث ضمن الطيران الحربي الروسي العمليات العسكرية الجوية ضد مواقع التنظيمات الإرهابية في مختلف المدن السورية، في وقت كانت فيه القوات السورية تقوم بتنفيذ العمليات البرية والمطاردة لفك الحصار الذي فرضه تنظيم "الدولة الإسلامية" و«جبهة النصرة" على مختلف المدن، وأوشكت أن تبسط سيطرتها على كامل التراب السوري مما استدعى استنجاد السلطات السورية بنظيرتها الروسية من أجل مساعدتها في عمليتها العسكرية. ويعمل الرئيس الروسي على توحيد مواقف قوى إقليمية مثل إيران وتركيا بخصوص الوضع العام في سوريا عشية المفاوضات التي ينتظر أن تنطلق يوم 28 نوفمبر الجاري، برعاية أممية بمدينة جنيف السويسرية من أجل بحث آليات وضع حد للحرب المدمرة التي عرفتها سوريا منذ ست سنوات.
وأجرى الرئيس الروسي ضمن هذه التحركات مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، تناولت الوضع في سوريا ومخرجات التسوية التي يتعين الوصول إليها على اعتبار أن الولايات المتحدة تقود من جهتها تحالفا دوليا ضد الإرهاب في سوريا، مما أهلها لأن تكون طرفا في الحل النهائي للأزمة متعددة الأوجه في هذا البلد.
وكان الرئيس الأمريكي أكد قبل أيام أن الحل في سوريا لن يكون إلا سياسيا في تأكيد من أن العمليات العسكرية لن تكفي لوحدها لإنهاء أزمة معقّدة بنفس تعقيدات الأزمة السورية.
وهو ما أكده الرئيس السوري، الذي أكد أنه من مصلحتنا تحقيق تقدم في المسار السياسي ولا يجب العودة إلى الوراء ونحن مستعدون للحوار مع كل الأطراف التي تريد فعلا التوصل إلى تسوية سياسية.