تيسمسيلت وورقلة
مساع لاستحداث مركز مرجعي لمكافحة «الإيدز»
- 4066
شهدت مختلف ولايات الوطن تزامنا مع الاحتفالات العالمية لمكافحة الايدز العديد من النشاطات التحسيسية عبر الفضاءات العمومية والهياكل الصحية، للحدّ من نسبة انتشار المرض وسط الفئة الناشطة على وجه الخصوص، والمدمنين على المخدرات بصفتهم الأكثر عرضة للإصابة به بفعل تلوّث الدم، حيث أحصى المخبر الوطني المرجعي لفيروس فقدان المناعة المكتسبة «السيدا»، لمعهد باستور الجزائر، 723 حالة إصابة جديدة خلال الفترة الممتدة من 1 جانفي إلى 30 سبتمبر 2017 على المستوى الوطني، حسبما أفاد به ممثل برنامج الأمم المتحدة المشترك لمكافحة السيدا بالجزائر الدكتور عادل زدام، كما ينتظر إنشاء مركز مرجعي لمكافحتها في ورقلة.
أشار الدكتور جمال معمري، رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، إلى أنّ هناك مساع تبذل لاستحداث مركز مرجعي لمكافحة داء فقدان المناعة المكتسبة ( السيدا) بورقلة، ويتوخى من إنشاء هذا المركز الذي يعدّ من بين أولويات القطاع على المدى المنظور، التكفّل محليا بالمرضى المصابين بهذا الداء الخطير، بالإضافة إلى إمكانية الحصول على الدواء الموجّه لهم من الصيدلية المركزية للمستشفيات. موضّحا أنّه من شأن هذا المرفق أن يساهم في حالة الموافقة عليه بشكل «كبير» في ضمان تكفّل أفضل بهذه الفئة من المرضى لاسيما وأنّ مصلحة الأمراض المعدية بمستشفى «محمد بوضياف» بعاصمة الولاية، غالبا ما تستقبل المصابين بهذا المرض من العديد من ولايات جنوب الوطن، مؤكّدا أن المصلحة قد استفادت خلال سنة 2016 من أطباء أخصائيين في الأمراض المعدية لتدعيم خدمات طبيب آخر، ينشط على مستوى هذا الهيكل الصحي، مما سمح بضمان تكفّل أحسن لهذه الفئة من المصابين، سيما ما تعلّق منه بالتكفّل الأولي قبل توجيههم إلى المراكز المرجعية المعتمدة لمكافحة داء السيدا عبر الوطن.
وسجلت منذ مطلع السنة الجارية وإلى غاية الآن، 39 حالة جديدة لهذا الداء عبر مناطق متفرقة من الولاية، أغلبها بورقلة (16 حالة) مثلما جرى التذكير به. ويتمّ التكفّل بجميع هذه الحالات وذلك فور اكتشافها من خلال تلقي العلاج الأولي والمتابعة على مستوى المؤسستين الإستشفائيتين العموميتين «محمد بوضياف» (ورقلة) و«سليمان عميرات» (تقرت ـ 160 كلم شمال ورقلة) قبل توجيهها لاستكمال العلاج إلى المراكز المرجعية المعتمدة بكل من الجزائر العاصمة ووهران وسطيف.
كما انطلقت بتيسمسيلت الطبعة الأولى من الأيام التحسيسية للوقاية من داء السيدا التي تقام تحت شعار «السيدا لنقف ضده ونحد من انتشاره»، وهي المبادرة التي أشرفت عليها المحافظة الولائية للكشافة الإسلامية الجزائرية بالتنسيق مع مديرية أمن الولاية، بمناسبة إحياء اليوم العالمي لمكافحة السيدا، التي انطلقت بالمركز الجامعي لتيسمسيلت من خلال تنظيم لقاءات جوارية تجمع بين أطباء ومختصين في علم النفس، وفي الجانب الديني مع طلبة المؤسسة الجامعية ومتربصي المؤسسات التكوينية ومنخرطين بالمرافق الشبانية تم خلاله تقديم نصائح وإرشادات حول خطورة هذا المرض وكيفية انتقاله وسبل الوقاية منه. وهي التظاهرة التي تواصلت فعالياتها أربعة أيام مع توزيع مطويات توعوية لفائدة المواطنين لاسيما الشباب بالأماكن العمومية مع برمجة معارض على مستوى الإقامتين الجامعيتين للذكور والبنات.
كما عرفت المناسبة تقديم محاضرات وندوات توعوية بمشاركة أطباء ومختصين في علم النفس وإطارات بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف، تم التركيز خلالها على حثّ الجانب الوقائي لتجنب الإصابة بمرض السيدا، كما قدمت بالمناسبة دروس تحسيسية بالمسجد المركز «أبى بكر الصديق» لعاصمة الولاية بمشاركة أئمة.
وتندرج هذه التظاهرة في إطار الاتفاقية المبرمة ما بين القيادة العامة للكشافة الإسلامية الجزائرية والمديرية العامة للأمن الوطني، والرامية لتكثيف المبادرات التحسيسية الجوارية التي تهدف لترسيخ ثقافة وقائية لدى مختلف شرائح المجتمع ضدّ الأخطار الصحية والاجتماعية، وكذا رفع حس المواطنة عند الشباب.
وعلى مستوى العاصمة احتضنت ساحة رياض الفتح فعاليات الطبعة الثامنة من الحملة التحسيسية «اليد في اليد لمكافحة داء السيدا» التي تستهدف الشباب وتحدثهم باللغة التي يفقهونها لحمايتهم من التورط في كل ما يجعلهم عرضة للايدز.
أحلام.م/و.ا