أكد عز الدين ميهوبي وزير الثقافة، أول أمس، لدى إشرافه على افتتاح المهرجان الدولي للسينما بالجزائر، أيام الفيلم الملتزم، بقاعة «الموقار» في الجزائر العاصمة، أن التظاهرة التي بلغت دورتها الثامنة، ممنوع عليها العودة إلى الوراء، وثمّن جهود المحافظة زهيرة ياحي وربط اسمها بالنجاح المستمر عاما بعد عام.

خلال افتتاح التظاهرة التي حضرها عدد من الوجوه الفنية والسينمائية، وعرف تدفقا كبيرا لعشاق الفن السابع، قال وزير الثقافة بأن المهرجان تمكن من إرساء مكانة متميزة في الوسط الثقافي الجزائر، بفضل المهنية التي يسير عليها، مما جعل المهنيين أنفسهم يريدون التعامل مع هذا المهرجان. وأضاف أن «المهرجان يفرض نفسه عاما بعد عام في الساحة الفنية الجزائرية والعالمية، وسعيد أن يكون مهرجان في بلادنا يعنى بالقضايا الإنسانية وقضايا التحرر»، وتابع يقول «إن المهرجان عودنا منذ طبعته الأولى بوقوفه عرفانا بالجميل لأسماء جزائرية وعربية وأجنبية تركت بصمة خالدة في مسيرتها النضالية والتاريخية».

من جهتها، أكدت محافظة المهرجان الدولي للسينما بالجزائر زهيرة ياحي، في كلمة عميقة المعنى، أنّ المهرجان يُهدى للفيلم الملتزم، النوع السينمائي الذي لا يقوم إلا بقيام الجماليات والجودة، حيث وبغض النظر عن المثل العليا وبعيدا عن كل دعاية سياسية، يستطيع أي فيلم جيد صادق وذي صيغة فنية، أن يُعبر عن حال الناس بآلامهم وآمالهم».

قالت المحافظة أنها حرصت هذه السنة وككل دورة من المهرجان، على إعداد برنامج مميز يأتي بأفلام حديثة وبليغة توقظ الدهشة وتبقى في الذاكرة، داعية الحضور إلى المشاركة في الموائد المستديرة والمحاضرات التي ستلقيها أسماء سينمائية وثقافية رفيعة حول مواضيع مهمة، واكتشاف أفلام قصيرة متميزة لمخرجين ملتزمين وذوي موهبة فائقة.

تميز حفل الافتتاح بعرض الفيلم الوثائقي «جون زيغلر، تفاؤل الإرادة»، للمخرج السويسري نيكولا فاديموف، ويسلط الضوء على مسيرة السياسي والمناهض للعولمة والظلم والرأسمالية السويسري جون زيغلر من خلال عرض قصته مع الثوري تشي غيفارا.

يشير ملخص الفيلم إلى أنه في عام 1964، طلب شي غيفارا من الشاب جون زيغلر البقاء بسويسرا للنضال في قلب «الوحش الرأسمالي»، بعدما أصبح كاتبا، أستاذا، نائبا برلمانيا ومساعدا لكوفي عنان، لم يكف زيغلر عبر كتبه وخطاباته، عن إدانة الظلم وسلطة الأقلية الرأسمالية والمسؤولين عن ظاهرة المجاعة في العالم، واليوم وقد بلغ من العمر 82 عاما، لا زال يقاوم  على مستوى الأمم المتحدة، ليَفي بوعده لشي غيفارا.

للإشارة، يمنح مهرجان الجزائر الدولي للسينما، أيام الفيلم الملتزم، جائزة كبرى في فئة الأفلام الطويلة والوثائقية، إضافة إلى جائزة لجنة التحكيم الخاصة، وجائزة الجمهور، ويشارك في هذه الدورة 18 فيلما، بينها 9 أفلام روائية طويلة، و9 وثائقية، تمثل 14 دولة. 

❊دليلة مالك