الملتقى الدولي حول العقيدة في الاستنهاض الحضاري
دعوة لجمع شمل الأمة الإسلامية عبر توحيد المناهج

- 358

أكد الدكتور عمار طالبي، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أن توحيد مناهج الأعمال والسياسات والتصورات حول العقيدة الإسلامية يساهم في جمع شمل الأمة الإسلامية وصلاح أمورها ودينها، مشيرا إلى أن «التوحيد لا يعني فقط بأن الله واحد لا شريك له»، وإنما يتعدى ذلك إلى التوحيد الشامل في مختلف المجالات باعتباره عاملا مهما في إصلاح أمور الأمم الإسلامية.
وأضح طالبي، في مداخلته في فعاليات الملتقى الدولي حول «تفعيل العقيدة في الاستنهاض الحضاري من خارج الجزائر» الذي احتضنته أمس، جامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية بقسنطينة، أن جمع شمل الأمة من خلال توحيد مناهج الأعمال والتصورات حول العقيدة الإسلامية، سيكون له الأثر الإيجابي على المسلمين والإسلام عامة، مستشهدا بتجربة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في بداياتها والتي كان يقودها رائد الإصلاح الجزائري عبد الحميد بن باديس، الذي أنشأ في عهده مدرسة «أخلى فيها قلوب الجزائريين من الخرافات والبدع والشعوذة التي كانت سائدة آنذاك».
وذكر المتحدث في نفس السياق بأن العلامة بن باديس «تمكن من محاربة أولئك الذين كانوا يحاولون طمس معالم اللغة العربية والدين الإسلامي من خلال اعتماده على القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة».. من جهته أشار رئيس مكتب قسنطينة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، عبد العزيز شلي، إلى أن موضوع الملتقى الدولي الذي تحتضنه جامعة الأمير عبد القادر على مدار يومين، يمس بالدرجة الأولى الواقع الإسلامي الحالي، لافتا إلى أن الباحثين والمحاضرين سيحاولون خلال هذا اللقاء إيجاد حلول لإشكالية تطرح نفسها بحدة على مستوى الأمة الإسلامية، وتتعلق بالسبيل إلى تفعيل العقيدة الإسلامية التي ساهمت ـ حسبه ـ في وقت سابق في تكوين أمة عظيمة «باتت اليوم تعيش حالة من التقهقر تستدعي إعادة تفعيلها من خلال وضع آليات كفيلة بالنهوض بالأمة مع الاستلهام من تجربة جمعية العلماء المسلمين الجزائريين».
ودعا المتحدث في هذا الإطار إلى ضرورة تشخيص الواقع العقائدي للمسلمين لإبراز الخلل الكامن فيه والعمل على تصحيحه وفقا لتعاليم القرآن وهدي السنّة الشريفة، مع إبراز البعد الحضاري لمضمون العقيدة الإسلامية والارتقاء به إلى درجة الفاعلية الحضارية. وعرف الملتقى الدولي المنظم من طرف جمعية العلماء المسلمين الجزائريين بالتنسيق مع الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين «فرع تونس»، مشاركة واسعة من جمعيات وأساتذة جامعيين وباحثين في العلوم الإسلامية من بينهم الدكتورة منية الماجري، من جامعة الزيتونة بتونس التي ألقت محاضرة حول تفعيل العقيدة في مواجهة التحديات الحضارية، وزميلتها بية سلطاني، التي حاضرت حول «العقيدة ذات الفاعلية الحضارية، معالمها ومقتضياتها».