ضمن مئوية معمري
تيزي وزو تخوض في "العطاء متعدّد الأشكال"
- 439
تختتم قاعة أوديتوريوم "حسناوة" بجامعة "مولود معمري" بولاية تيزي وزو، اليوم أشغال الملتقى الدولي حول مئوية مولود معمري تحت عنوان "معمري، عطاء متعدّد الأشكال ومتعدّد الأصوات"، بمشاركة أساتذة وباحثين بجامعات أجنبية، انصب اهتمامهم على أعمال معمري من جوانب مختلفة في السعي نحو كيفية تطويرها وترقيتها.
في هذا الشأن، قالت المختصة في دراسة أعمال مولود معمري، فاطمة مليكة بوخلو أستاذة بجامعة تيزي وزو في مداخلتها، إنّ الملتقى يعدّ حدثا علميا وثقافيا يسمح بمراجعة أعمال معمري في مجملها ضمن خصوصياتها وتنوّعها في مجال الاتصال في عدّة لغات منها الأمازيغية، العربية الانجليزية والفرنسية، مؤكّدة أنّ الملتقى يعدّ أيضا فرصة للعمق والتوسيع، وكذا لتحليل الجوانب المتعددة لمولود معمري الكاتب، كاتب سيناريو والكاتب المسرحي والروائي، وكذا باحث ومترجم ونحوي، موضحة أنّ أعمال معمري عالمية وتبقى ضمن الحدث والموضعي.
وأضافت الأستاذة الجامعية بطوش عيني من جامعة تيزي وزو، أنّ الأدب يفتح أبوابا نحو فكرة انعكاس الفكر والتفكير والمعرفة وتربية الإنسان من أجل احترام وحب غيره وكذا احترام الاختلاف، موضحة أنه لا يمكن بلوغ المعرفة في حال ما تم تجريد الأدب والكتاب، مؤكدة أنّ معمري كاتب أعاد إقلاع الحضارة وانشغالات شعب الربوة المنسية، لوضعها في مستوى العالمية.
وأعقب نائب رئيس الجامعة عبد الرحمان إيدير، أنّ مولود معمري أوضح أنّ المعرفة التي لا يمكن أن تكون حصرية في جيل واحد أو شعب واحد، تعد ثراء أبديا من جيل إلى آخر وعالمية، وبعد الإنسان يتجاوز بكثير السياق والبعد المحلي، قائلا "هذه المعرفة عالمية"، موضحا أنّ مولود معمري الانتروبولوجي صاحب رؤية، عمل بلا كلل من أجل المعرفة والتعريف بثقافته، والتي هي قاعدة أساسية من أجل حوار ثقافي ومعرفة ثقافة الغير، حيث، يضيف المحاضر، سمح ذلك بضمان اتصال أفضل مع الغير، بتوضيح الارتباك والأحكام المسبقة التي تعد مصدر النزاع وسوء الفهم والتعصب، مشيرا إلى أنّ معرفة ثقافة الغير يساهم أيضا في تطوير روح التسامح والاحترام وقبول الغير، مذكرا بأن هذا الملتقى الدولي المنظم بمناسبة مئوية معمري ينقل رسالة السعي الدائم للمعارف والإدراك.
واعتبر المشاركون في أشغال الملتقى الذي حضره أساتذة وباحثون في أعمال معمري الذين قدموا من عدة دول منها أمريكا، ألمانيا، فرنسا وغيرها، أنه حان الوقت لالتقاط آخر الأصوات قبل أن يخطفها الموت، لا سيما أنه قليلا ما انعكس عمل أدبي جزائري بشدة على مسيرة وأفكار كاتبها، لدرجة لا يترددون فيها عن الحديث عن الالتزام بمعنى الكلمة، التزام مولود معمري الذي عبّر عنه "الحضور الكلي للكاتب في الأدب وأيضا في الثقافة الجزائرية خاصة الثقافة الأمازيغية"، مؤكدين أنّ حالة مولود معمري "حالة بليغة" كونه يقدّم نفسه ككاتب، روائي، مسرحي، قاص، انتروبولوجي، ناقد، باحث، نحوي وغيرها، متعدّد ومتنوع، وتعبّر هذه النشاطات عن التزامه بإخراج أهله من الصمت للولوج في التاريخ، ما يدعو ـ حسبهم ـ إلى الدراسة والاهتمام بأعمال معمري عبر إنشاء الروابط بين الرواية والسعي الأنثروبولوجي لتقييم الرنين والأصداء للمحافظة عليها، دراسة مساهمة معمري في مرور القبائل لإحياء تامزغا ودراسة أعمال معمري على ضوء دراسات ثقافية وبعد الاستعمار مع الاهتمام بدور معمري من وجهة نظرة محلية وعالمية "الإنسانية عند معمري".