«الكتابة اللسانية العربية وإشكالاتها» بجامعة بومرداس

دعوة إلى تعميق البحث في لغات التواصل الاجتماعي

دعوة إلى تعميق البحث في لغات التواصل الاجتماعي
  • 654
❊حنان. س ❊حنان. س

دعا خبراء في اللسانيات العربية من الجهات المختصة، إلى تبنّي خطة تكاملية بين مختلف المصالح للحفاظ على اللغة العربية، التي أصبحت رهينة اللغات الهجينة، لاسيما لغة الرسائل النصية القصيرة أو لغة مواقع التواصل الاجتماعي. وأوضحوا خلال الملتقى الوطني حول «الكتابة اللسانية العربية وإشكالاتها» بجامعة بومرداس، أنه لا بد من وضع حد لما سمي «التلوث اللغوي».

 

في هذا السياق، يعتقد الأستاذ محمد حاج هني أستاذ محاضر بقسم اللغة العربية بكلية الآداب والفنون بجامعة الشلف، أنّ نقص المناعة اللغوية في مجتمعنا سبب ما آلت إليه اللغة العربية اليوم، حيث أصبحت هجينا بين اللغات الأمازيغية والعربية والفرنسية في التواصل اليومي، وهو ما أصبح يطلق عليه تسمية العربزة. ودعا الجهات المختصة وعلى رأسها المجمع الجزائري للغة العربية والمجلس الأعلى للغة العربية ووزارات التربية والتعليم العالي والثقافة والاتصال، إلى «تبنّي منهجية أو خطة عمل لترقية اللغة العربية عن طريق عمل تكاملي بين الأسرة والمدرسة والجامعة ووسائل الإعلام، وهي الخطوة التي قد يراها البعض غير معقولة، ولكنها في الأساس ممكنة من خلال تخطيط وتنسيق بين الهيئات المختصة»، كما شرح الأستاذ في حديث إلى «المساء» أول أمس على هامش افتتاح أشغال الملتقى الوطني حول «الكتابة اللسانية العربية وإشكالاتها» بكلية الحقوق بجامعة بومرداس، داعيا نفس الهيئات المختصة إلى مراقبة وتنظيم «التلوث اللغوي» الحاصل في الحياة العامة عبر اللافتات الملصقة على المحلات التجارية، وعلى الملصقات الإشهارية والإعلانات عبر وسائل الإعلام والتي تحفّز ـ حسبه ـ هذا التلوث الذي طغى واستفحل.

من جهته، يرى الأستاذ رضا زلاقي رئيس اللجنة العلمية للملتقى، أنّ «العربزة» تزداد استفحالا بمجتمعنا كنتيجة حتمية للتطوّر التكنولوجي الكبير، الذي فرض لغة تواصلية هجينة عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ودعا إلى «فتح مجال البحث والدراسة الممحصة للغات وسائل الإعلام ولغة الفيسبوك والرسائل النصية للهواتف الجوالة؛ كونها الأكثر استعمالا؛ حتى نجعلها لغة علمية مقبولة ومتقبَّلة ومضبوطة بقواعدها»، أوضح الأستاذ في حديثه إلينا، ملفتا إلى وجود قسم من الباحثين يرفضون هذه اللغة العصرية التي أضحت واقعا مفروضا، «ونحن نقاوم هذا الرفض من منطلق أن اللغة حية تتفاعل عبر الأزمنة، ويستعملها أعداد متزايدة من الأفراد»، يقول الأستاذ، معتبرا وسائل الإعلام فاعلا مهمّا في ضبط هذا النوع من اللغة، بتركيزها على الاستعمال الصحيح للغة العربية.

ويعتبر، من جهته، الأستاذ نور الدين لبصير أستاذ محاضر بقسم اللغة العربية وآدابها بكلية الحقوق بجامعة بومرداس، أنّ «العربزة» أصبحت واقعا مفروضا يستحيل الفرار منه، مطالبا «بإعادة النظر في مناهج تدريس اللغة العربية في مختلف الأطوار الدراسية، لأننا نصطدم اليوم بطلبة عاجزين عن إتقان اللغة العربية، وهذا من مهمة القائمين على المنظومة التربوية نعم، ولكن على وسائل الإعلام تبنّي منهج إعلامي يحفّز استعمال اللغة العربية الصحيحة بعيدا عن التهجين اللغوي الحاصل اليوم»، يشرح الأستاذ في تصريح لـ «المساء»، مؤكّدا: «لا نريد أن تصبح اللغة العربية كالطلاسم فتدخل المتحف مثل اللغة اللاتينية، بل نريد دراسات متخصصة تقوم على البحث المتواصل في اللسانيات العربية بدون إقصاء للسانيات الغربية؛ كونها لغات حية في تفاعل مستمر».

وقد تناول الأساتذة خلال الملتقى المذكور، إشكاليات عديدة متعلقة بالكتابة اللسانية العربية المعاصرة بنظرة نقدية، من أجل تقييمها وتقويمها وترقيتها إلى مستوى مثيلاتها في العالم الغربي، حيث إن اللسانيات العربية لم تبلغ بعد مستوى نظيرتها في الغرب بالرغم من مرور فترات زمنية على تعرّف ثقافتنا على اللسانيات، ورغم وجود أبحاث لسانية عربية لا تقل شأنا ومنزلة عن مستوى نظيراتها في الغرب.

حنان. س