مختصون يؤكدون بقسنطينة:

الربو من الأمراض المزمنة الأكثر انتشار

الربو من الأمراض المزمنة الأكثر انتشار
  • 3624
 زبير.ز  زبير.ز

أجمع المتدخلون في الملتقى الوطني حول أمراض الربو، الذي احتضنته دار الثقافة «مالك حداد» بقسنطينة، من طرف النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية، تحت شعار «من أجل تكفل أفضل بمرض الربو عبر سلوكات يومية»، أن الربو أضحى أول مرض مزمن يصيب الجزائريين، وعدد الموتى بسببه في تزايد من سنة إلى أخرى، خلافا للدول المتقدمة التي تمكنت من السيطرة على هذا الداء خلال العشرين سنة الفارطة، بفضل تغيير السلوك والوقاية من مسبباته.

أكد بدر الدين دليمي، الطبيب المختص في أمراض الحساسية من قسنطينة، خلال مداخلته العلمية، على الارتباط الوثيق بين التدخين والربو، معتبرا أن الإقبال على التدخين في تزايد مستمر بالجزائر، ومن مختلف الفئات بما فيها الفئة المثقفة، ليكشف عن حالة غريبة وهي إقبال مرضى الربو على التدخين، لإثبات أنهم أشخاص عاديون من جهة، وعدم قدرتهم على الإقلاع عن هذه العادة السيئة من جهة أخرى، مما يتسبب في ظهور نوع خاص من مرض الربو بسبب الالتهاب المضاعف للمسالك الهوائية.

حذر المختص في أمراض الحساسية من انتشار التدخين لدى فئة المراهقين، حيث كشف عن دراسة قام بها فريق بحث من قسنطينة، شملت ولايات قسنطينة، سطيف ووهران، بينت انتشار التدخين عند الفئة العمرية التي تتراوح بين 13 و14 سنة بنسبة 21٪ عند الذكور الذين جربوا السيجارة ولو مرة، وعند الإناث في نفس الفئة العمرية بنسبة 5.7 ٪. وهو رقم مقلق ـ كما وصفه ـ بالنظر إلى انعكاسات هذه العادة على الأطفال مستقبلا، والذي تظهر أثاره عن الأطفال وحتى الأحفاد بالنسبة للمرأة المدخنة، مضيفا أن الاستجابة لمختلف الأدوية تنقص مع وجود ظاهرة التدخين عند الأشخاص، وتتعدى المدخنين إلى المحيط الأسري والأطفال من خلال التدخين السلبي.

أكد الدكتور دليمي أن نسبة مرض الربو عند الأطفال تعد الأعلى بين الأمراض المزمنة، بتسجيل نسبة 4 إلى 6 ٪ ، وترتفع النسبة إلى 10 ٪ عند الفئة العمرية التي تتراوح بين 10 و15 سنة. كما تعرف هذه النسبة ارتفاعا عند الفئة العمرية الأكثر من 30 سنة. مضيفا أن أسباب الربو تكون وراثية أو يسببها المحيط الخارجي وبعض السلوكات، وعلى رأسها التدخين.

من جهته، تطرق المختص في أمراض الحساسية، طاهر خرخاش  من ولاية سطيف، إلى موضوع «السعال المزمن عند الصغار»، ودعا إلى التفريق بين هذا المرض والربو، معتبرا أن الطفل في بداية عمره وإلى غاية السنة الثانية، تصاحبه نزلات برد تؤدي إلى سعال يستمر إلى غاية 6 أسابيع، وصوت صفير بالصدر، وفي هذه الوضعية ـ حسبه ـ لا يجب الحديث عن الربو، بل البحث عن علاجات للسعال المزمن، وقد تكون علاجات بأعشاب طبية، تسكن من حدة السعال.  وقال بأن الأمر إذا استمر أكثر من 3 أشهر يجب معاينة الطبيب المختص، مضيفا أن الهدف من وراء هذه الأيام الطبية هو التحسيس ومعالجة السعال المزمن قبل أن يتحول إلى ربو، وبذلك حفظ صحة المرضى من جهة، والتخفيض من تكلفة العلاج التي تثقل كاهل صناديق الدولة من جهة أخرى.

أما الدكتور كردوسي، المختص في أمراض الحساسية ورئيس المجلس العلمي للأيام الطبية القسطنطينية حول الحساسية، فقد اعتبر أن هذه الفعالية في طبعتها الرابعة، تعد امتدادا للأيام الطبية المنظمة منذ أربع سنوات، والتي تناولت مواضيع أمراض الحساسية الجلدية والحساسية عند الأطفال، بمشاركة أطباء ومختصين من مختلف ولايات الوطن. مضيفا أن الأيام الطبية لهذه السنة، تناولت مرض الربو عند الكبار والصغار، كما تطرقت إلى مواضيع التشخيص، العلاج والوقاية، لإعطاء نظرة كاملة وصورة واضحة لكل الأطباء المشاركين في هذه الفعالية حول مرض الربو والتكفل به، والمقدر عددهم بحوالي 400 طبيب وطبيبة.

زبير.ز