توافقا مع الموقف الرسمي والحزبي المندد بالقرار الأمريكي
الشارع الجزائري ينتفض لنصرة الأقصى
- 556
نددت الجزائر بالقرار الخطير للإدارة الأمريكية بالاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل واعتبرته «انتهاكا صارخا» للوائح مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالشرعية الدولية، حيث جاء في بيان لوزارة الشؤون الخارجية «لقد اطلعت الجزائر بانشغال كبير على قرار الإدارة الأمريكية المتضمن الاعتراف بالقدس الشريف عاصمة لإسرائيل»، مضيفا أنها «تندد بشدة بهذا القرار الخطير باعتباره انتهاكا صارخا للوائح مجلس الأمن ذات الصلة والشرعية الدولية وباعتباره يقوض إمكانية بعث مسار السلام المتوقف منذ مدة طويلة».
وأردف نفس المصدر أن «هذا القرار يحمل من ثمة، تهديدات خطيرة على سلم وأمن واستقرار منطقة جد حساسة تعاني أصلا من ويلات الحروب».
وخلص البيان إلى أن «الجزائر التي تجدد دعمها الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق الثابتة، تدعو الأمة العربية والأمة الإسلامية والمجتمع الدولي إلى التجند من أجل احترام الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني والوضع الدولي للمدينة المقدسة».
كم استنكرت هيئات رسمية ومنظمات غير حكومية وأحزاب سياسية وطنية والشارع الجزائري بشدة قرار الإدارة الأمريكية القاضي بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إلى المدينة المقدسة.
فقد استنكر البرلمان بغرفتيه بشدة القرار الرئيس الأمريكي وحذر من تداعياته الخطيرة على مسار التسوية السلمية للنزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي في إطار الشرعية الدولية.
وجاء في بيان تنديدي أصدره البرلمان أول أمس، أنه «في الوقت الذي يتطلع فيه الشعب الفلسطيني والمجتمع الدولي إلى خطوات تدفع بمسار السلام عبر تسوية عادلة للقضية الفلسطينية، وبالرغم من التعقيدات التي تطبع الطريق نحو إقرار نصوص ومواثيق الشرعية الدولية وتمكين الشعب الفلسطيني من بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس، في هذا الوقت الحساس والبالغ الصعوبة والخطورة، نتفاجأ بخطوة غير محسوبة العواقب وقرار متسرع لا يتوافق مع مسار حل النزاع وفق المبادئ المنصوص عليها في مواثيق الأمم المتحدة».
واعتبر البرلمان أن هذا القرار «خطوة تضرب عرض الحائط بالشرعية الدولية وتدير الظهر للتطلعات المشروعة التي كافح ويكافح من أجلها الشعب الفلسطيني منذ احتلال أرضه واغتصاب مقدساته».
وأمام هذا الانزلاق الخطير، دعا «برلمانيي العالم وفي مقدمتهم ممثلو الشعب الأمريكي في الكونغرس ومحبو السلام في كافة أرجاء المعمورة وخاصة الدول العربية والإسلامية إلى ضرورة التصدي لقرار الإدارة الأمريكية المجحف ذي العواقب الوخيمة على الوضع في المنطقة».
وجدد البرلمان بالمناسبة «وقوفه الدائم والثابت، في هذه اللحظات الصعبة إلى جانب الشعب الفلسطيني وتجنده المستمر من أجل أن يستعيد حقوقه المشروعة في بناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف».
الأئمة يستنكرون
استنكر أئمة المساجد في خطبة صلاة الجمعة عبر مختلف مناطق الوطن قرار أمريكا بنقل سفارتها إلى مدينة القدس المحتلة، معتبرين إياه استمرارا لموقفها الداعم لإسرائيل والمجحف في حق كل مسلمي العالم وليس الفلسطينيين فحسب.
وفي هذا الإطار، تناول الأئمة في خطبهم بعدد من مساجد العاصمة على غرار مسجد «الرحمن» ببراقي و»الموحدين» بالأبيار و»أسامة بن زيد» بحي لاكونكورد و»عثمان ابن عفان» بحي البريجة بسطاوالي هذا الموضوع، حيث ركزوا على استمرار أمريكا في دعمها لإسرائيل، معتبرين قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إرضاء للوبي اليهودي في الولايات المتحدة الذي لا يدخر جهدا ولا مالا في توجيه السياسة الأمريكية تجاه ما يخدم دولة إسرائيل على حساب الشعوب الإسلامية والشعب الفلسطيني تحديدا.
نفس موقف الإدانة عبّرت عنه رابطة أئمة وعلماء ودعاة دول الساحل في البيان الختامي لأشغال الورشة الإقليمية التي نظمتها على مدى يومين بالجزائر حول موضوع «مادة التربية الدينية في مدارس دول مسار نواكشوط»، عن «استنكارها ورفضها للقرار الجائر للإدارة الأمريكية القاضي بتحويل السفارة إلى القدس واعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني». وأكدت الرابطة أن هذا القرار «مخالف للأعراف الدولية وحقوق الإنسان»، داعية إلى تثبيت حقوق الفلسطينيين المشروعة على أرضهم بما فيها القدس المحتلة.
الأحزاب تندد وتحذر
من جانبهما، أدانت كل من حركتي البناء الوطني والإصلاح الوطني في بيانين منفصلين الموقف الأمريكي الداعم للكيان الصهيوني ووصفته بأنه عدوان على الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية جمعاء.
وحذرت الحركة، البناء الأمة الإسلامية من الانعكاسات الخطيرة لتهويد القدس الشريف وجعله عاصمة أبدية للكيان الصهيوني المحتل، محملة الإدارة الأمريكية وإسرائيل على السواء مسؤولية الاعتداء على المدينة المقدسة والإجرام في حق الشعب الفلسطيني.
كما حملت الأنظمة العربية المتواطئة بالصمت أو الموافقة مسؤولية المساعدة والتواطؤ ضد الأمة والتنازل عن مقدساتها في فلسطين، داعية الشعب الجزائري إلى التعبير عن موقفه الرافض لسياسة تهويد القدس بكل الوسائل والشروع في حملة مستمرة لمقاطعة الاقتصاد الأمريكي.
أما حركة الإصلاح الوطني التي ثمنت موقف الدبلوماسية الجزائرية الأولى، المندد بإعلان ترامب فقد دعتها إلى تحرك دبلوماسي وسياسي أكثر على كل المستويات لتطويق تداعيات هذا القرار الجائر وإفراغه من أي محتوى أو إسقاط قد يترتب عليه في أرض الواقع.
من جانبه، وصف حزب طلائع الحريات القرار بأنه «ذو خطورة قصوى» خاصة وأنه «متخذ من طرف عضو في مجلس الأمن للأمم المتحدة، حامي الأمن والسلم الدوليين، هو خرق واضح للقانون الدولي وللوائح الأمم المتحدة التي تعتبر إسرائيل قوة احتلال ليس من حقها تغيير طابع ووضعية الأراضي الفلسطينية المحتلة سنة 1967، بما في ذلك وضعية القدس الشرقية التي لم تعترف المجموعة الدولية إطلاقا بإلحاقها بإسرائيل».
ونظمت حركة مجتمع السلم أمس، وقفة احتجاجية أمام مقرها بالجزائر العاصمة أدان من خلالها المتظاهرون القرار الأمريكي الجائر في حق الفلسطينيين وكل الأمة العربية والإسلامية.
في نفس المنحى، خرج العديد من المواطنين المساندين للقضية الفلسطينية أمس، بعد صلاة الجمعة في عدة ولايات من الوطن في وقفات تضامنية مع الشعب الفلسطيني.
ففي الجزائر العاصمة، شهدت عدة أحياء من بينها البريد المركزي، بلوزداد، الحراش وباب الزوار، خروج مئات المواطنين تنديدا بالقرار الأمريكي، مثلما هو الحال بالنسبة لحركة مجتمع السلم التي نظمت وقفة تضامنية أمام مقرها بالمرادية تحت شعار «جمعة الغضب لنصرة المسجد الأقصى».
كما شهدت هذه الوقفة حضور العشرات من المناضلين والمواطنين، رافعين خلالها الأعلام الفلسطينية ولافتات تضمنت عبارات مساندة لحق الفلسطينيين في القدس وأخرى تندد بالإجراءات اللاإنسانية التي فرضها الصهاينة على المصلين بالمسجد الأقصى.