في وقت واصل الفلسطينيون مسيراتهم احتجاجا على قرار ترامب

الجامعة العربية تكتفي بالتنديد والاستنكار

الجامعة العربية تكتفي بالتنديد والاستنكار
  • 544
  م. مرشدي م. مرشدي

كان التنديد والاستنكار والتأكيد على عدم مشروعية قرار الرئيس دونالد ترامب نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدس، القاسم المشترك وأكثر العبارات تداولا في تصريحات وزراء خارجية الدول العربية خلال اجتماعهم «الطارئ» الذي عقدوه بمقر الجامعة العربية، لبحث الموقف وطرق الرد على هذه الخطوة.

ولم يخرج مضمون اللائحة الختامية لهذا الاجتماع الذي دعت إليه الأردن وفلسطين، عن نفس اللغة المستعمَلة في بيانات الجامعة العربية؛ مما أفقدها كل مصداقية في جعل الرئيس الأمريكي يتراجع عن موقفه الذي رهن مستقبل الوجود العربي والإسلامي في «زهرة المدائن».

ففي نفس الوقت الذي طالب الوزراء العرب الرئيس الأمريكي بالتراجع عن قراره، وجهوا نداء باتجاه المجموعة الدولية من أجل الاعتراف بفلسطين دولة مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.

وعكس مثل هذا الموقف أن هامش المناورة بالنسبة للدول العربية، أصبح محدودا إن لم نقل منعدما في التعاطي مع هذا المأزق الذي تسبب فيه الرئيس الأمريكي، بعد أن اكتفوا بدعوة مجلس الأمن الدولي إلى إصدار لائحة، تؤكد أن قرار الولايات المتحدة بشأن القدس يتناقض مع قرارات الشرعية الدولية، وأن لا أثر قانوني له.

وكلّف المجلس الوزاري العربي في قرار من 16 بندا، بتشكيل لجنة عربية لإجراء اتصالات مع مختلف الدول الفاعلة والمؤسسات الدولية، للحد من التبعات السياسية لقرار الولايات المتحدة الأمريكية ومواجهة آثاره وتوضيح خطورته على المكانة الوطنية والتاريخية والدينية للقدس عند المسلمين والمسيحيين.

كما طالب الوزراء العرب المجموعة الدولية بالضغط على إسرائيل، لدفعها إلى الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، وتوقيف كل الخطوات الأحادية التي تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض، خاصة بناء المستوطنات ومصادرة الأراضي ومحاولات تفريغ القدس من سكانها العرب المسلمين والمسيحيين وعلى حل الصراع على أساس حل الدولتين.

وقرر مجلس الجامعة العربية إبقاء اجتماعاته في حالة انعقاد، والعودة إلى الاجتماع في موعد أقصاه شهر من الآن، لتقييم الوضع والتوافق على خطوات مستقبلية في ضوء المستجدات، بما في ذلك عقد قمة استثنائية عربية في الأردن بصفتها رئيسا للدورة  الحالية للقمة العربية.

وفي وقت أطنب الوزراء العرب والأمين العام لجامعة الدور العربية أحمد أبو الغيط في تسويق عبارات التنديد والاستنكار في خطابات مطولة، بقي الفلسطينيون يواجهون لليوم الرابع على التوالي، الآلة العسكرية الإسرائيلية بمظاهرات، تحولت إلى اشتباكات عنيفة مع قوات جيش الاحتلال، التي لم تتوان في إطلاق الرصاص الحي والمطاطي ضدهم.

ووجهت قيادة حركة «فتح» الفلسطينية نداء باتجاه المواطنين لمواصلة مسيراتهم الاحتجاجية وتوسيع نطاقها إلى مختلف المدن والقرى الفلسطينية، بما قد يكون ذلك بمثابة بداية اندلاع انتفاضة فلسطينية ثالثة أكثر عنفا وديمومة من سابقتيها سنتي 1987 و2000.

وعرفت شوارع مختلف المدن الفلسطينية والعديد من العواصم العربية والعالمية، تنظيم مظاهرات رافضة لقرار الرئيس الأمريكي الاعتراف بالقدس عاصمة موحدة للكيان الإسرائيلي المحتل؛ حيث شهدت مداخل مدينة بيت لحم في الضفة الغربية أمس، مواجهات بين المتظاهرين الفلسطينيين وجنود الاحتلال، وأخرى في مخيم العروب؛ حيث أصيب مواطن فلسطيني برصاص قوات الجيش.

كما اضطرت قوات الشرطة اللبنانية لاستخدام الغازات المسيلة للدموع وخراطيم المياه الساخنة ضد مئات المتظاهرين الذين حاولوا الوصول إلى أمام مقر السفارة الأمريكية في الضاحية الشمالية للعاصمة بيروت.

وحسب مصادر لبنانية، فإن قوات الشرطة منعت المحتجين من الوصول إلى مقر الممثلية الدبلوماسية الأمريكية باستعمال الرصاص المطاطي وقنابل مسيلة للدموع، لتفريقهم.

ويُنتظر أن تشهد الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية اليوم، مظاهرات مماثلة؛ تلبية لدعوة وجّهها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله؛ نصرةً للقدس ورفضا لقرار الرئيس الأمريكي.

وعاشت عواصم العديد من الدول العربية والإسلامية وكبريات مدنها، تنظيم مسيرات احتجاجية؛ من جاكارتا الأندونيسية إلى مدينة جلال أباد الأفغانية مرورا بالقاهرة المصرية، أحرق المشاركون فيها مجسمات للرئيس الأمريكي والرايات الأمريكية والإسرائيلية.