الطبعة الـ9 للملتقى حول حياة الرئيس الراحل هواري بومدين
دور الذاكرة والهوية في تماسك المجتمع

- 459

احتضنت القاعة متعددة الرياضات ببلدية هواري بومدين، على بعد حوالي 30 كلم غرب عاصمة الولاية قالمة، أمس، الطبعة التاسعة من الملتقى الوطني حول حياة الرئيس الراحل «هواري بومدين» تحت شعار «دور الذاكرة والهوية في تماسك المجتمع» من تنظيم جمعية «الوئام لترقية الأنشطة الشبانية» لبلدية هواري بومدين والأسرة الثورية للولاية تحت رعاية والي الولاية السيدة فاطمة الزهراء رايس.
السيد صالح بلعيد، رئيس المجلس الأعلى للغة العربية، نوه بشهامة وعلو الرئيس الذي كان من الرؤساء الذين سجلوا مآثر الجزائر، وركز في مداخلته على ثلاثة عناصر: الذاكرة، الهوية وتماسك المجتمع، لأن الاهتمام بالذاكرة والهوية يؤديان، حسبه، إلى بناء مجتمع متماسك يعمل على الانسجام الجمعي وهو الاسمنت للأمن الثقافي واللغوي.
ودعا بلعيد إلى ضرورة الوعي بخطورة المسألة اللغوية التي يمكن أن تدخل المجتمع في أزمة الهوية. ولتأصيل الهوية وتعميق الانتماء ومواجهة التحديات الآنية والمستقبلية، أشار المتحدث إلى ضرورة تفجير الطاقات الكامنة في الشباب وتحريك دوافعهم الداخلية بما يقيم وعي الذات والاعتزاز بالمواطنة اللغوية، والأخذ بأسباب التطور اللغوي بالعمل على تفجير الطاقة الكامنة في اللغة العربية باعتبارها لغة جامعة والعمل على ترقية الأمازيغية باعتبارها مكملة شقيقة، وبالتالي العمل للجوانب المضيئة في حضارتنا التي تجمع الإسلام، العروبة والأمازيغية.
من جهته، أشاد السيد الطيب الهواري، الأمين العام للمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء، بمجهودات الجمعية وسكان قالمة في استرجاع الذاكرة الوطنية كمثل هذه الملتقيات، وتطرق في مداخلته إلى مواقف الرئيس الراحل هواري بومدين والإصلاحات التي قام بها، داعيا إلى التواصل بين جيل حرًر البلاد وجيل بنى البلاد.
أما السيد محيي الدين عميمور، الوزير السابق ومستشار الرئيس الراحل، فقال إن الملتقى الذي حقق نجاحا في كل طبعة، هو عبارة عن ترسيخ لفكرة تم إطلاقها منذ مدة، ويرجع الفضل إلى حيوية الشبيبة الجزائرية في مرحلة تم الإحساس فيها بمحاولة للتعتيم على الرئيس بومدين إلى درجة أن هناك من يريده أن يموت مرة ثانية، وبالتالي بدأت التحركات وتم تنظيم ملتقيات متتالية من أجل تكريم ليس فقط الرئيس الراحل كشخص وإنما تكريمه كرمز لأمة وكرمز لكفاح ولنضال حسب مقولته المعروفة بمنطق سليم وشعبي: «إن الأمة التي لا تحترم رجالها ستتعرض للإهانة من صغارها».
وعن منزل الرئيس الذي تم تجديده، اقترح السيد محيي الدين عميمور إشراك المواطنين في ترميم المنزل بمبلغ بسيط ورمزي حتى يحس الشعب أنه شريك في ترميم منزل الرئيس الراحل والمحافظة عليه باعتباره جزءا من هذا الصرح. أشرفت السلطات المحلية بولاية قالمة، شخصيات تاريخية وثقافية، الأسرة الثورية، الأسرة الإعلامية والمجتمع المدني، أمس الأربعاء تزامنا مع إحياء الذكرى الـ39 لرحيل ثاني رئيس للجزائر المستقلة في 1978، أشرفت على تدشين الطريق المؤدي إلى منزل عائلة الرئيس الراحل «هواري بومدين» بمنطقة العرعرة، وهو طريق تم إعادة تأهيله بين الطريق الولائي 126 والنقطة الكيلومترية 47.3 إلى مفترق الطرق بحمام الدباغ على مسافة 5.2 كلم، حيث انتهت الأشغال به في 26 نوفمبر الماضي من السنة الجارية بغلاف مالي قدر بـأزيد من 04 ملايير سنتيم، كما تم وضع حجر الأساس لبناء قاعة العرض، أما تهيئة المنزل الذي تجري الأشغال لتحويله إلى متحف خاص بالرئيس الراحل فبلغت تكلفته 300 مليون سنتيم.
وردة زرقين