إحياء الذكرى 63 لمعركة واد هلال ببغلية

ملحمة بطولية كبيرة راسخة في الأذهان

ملحمة بطولية كبيرة راسخة في الأذهان
  • 1967
مراسلة خاصة مراسلة خاصة

أحيت مديرية المجاهدين بولاية بومرداس، الذكرى 63 لمعركة واد هلال ببلدية بغلية، والتي جرت أحداثها في 22 ديسمبر 1954، وتُعدّ من أهم المعارك التي شهدتها الولاية.

تم إحياء هذه المحطة التاريخية الخالدة ببغلية بإشراف والي بومرداس وحضور السلطات المحلية والأسرة الثورية وممثلي المجتمع المدني؛ تنفيذا لتعليمات وزير المجاهدين بضرورة التعريف بكل المحطات التاريخية في مسار المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر الخالدة؛ من رموز وأحداث.

بالمناسبة، اجتمع الحضور في ساحة المعلم التذكاري بوسط مدينة بغلية، حيث تم وضع إكليل من الزهور ورفع العلم الوطني وتلاوة فاتحة الكتاب؛ ترحما على أرواح الشهداء الطاهرة، ليتدخل ممثل المكتب الولائي للمنظمة الوطنية للمجاهدين السيد رابح ظريف، الذي تطرق لمختلف المراحل التي مرت بها الثورة التحريرية المظفرة، مسلطا الضوء على معركة وادي هلال التي تُعتبر أول معركة شهدتها ولاية بومرداس بعد شهر و22 يوما من اندلاع الثورة التحريرية.

من جهتها، أبرزت مديرة المجاهدين بولاية بومرداس بوطرفة حبيبة، أهمية المبادرة والمجهودات التي سخّرتها السلطات من أجل إنجاح هذه الوقفة التاريخية، وإعطاء البعد التاريخي والوطني لهذه المعركة الخالدة، مؤكدة أن مديرية المجاهدين ستعطي اهتماما أكبر لإحياء مختلف المحطات التاريخية في إطار البرنامج الخاص بوزارة المجاهدين، والمتعلق بالجانب التاريخي والثقافي المرتبط بثورة التحرير الوطنية.

وفي مداخلته، تطرق الأستاذ رشيد قاسيمي الباحث في تاريخ الثورة بمنطقة بغلية، للظروف التي وقعت فيها معركة وادي هلال، حيث قدّم شروحات، مفصلا الأسباب والعوامل المتدخلة في حدوثها باعتبارها أهم العمليات الفدائية التي قامت بها جماعة من المجاهدين بقيادة امحمد قالمي منذ تفجير الثورة التحريرية ببغلية بقيادة الشهيد محمد زعموم.

وتم بالمناسبة زيارة المكان الذي وقعت فيه المعركة؛ حيث استمع الحضور إلى شهادات حية لمجاهدي المنطقة الذين عايشوا الحدث، فيما دعا المواطنون الذين استحسنوا هذه الوقفة مع تاريخ منطقتهم، إلى إحيائها سنويا.

وتُعتبر معركة وادي هلال فاتحة معارك الثورة التحريرية بشهادة الكاتب العام للعقيد عميروش قائد الولاية التاريخية الثالثة، وكانت منطقة بغلية تابعة لها آنذاك، حيث سخّرت فرنسا كل إمكاناتها لهذه المعركة (8 آلاف جندي مدججين بالأسلحة الثقيلة والطائرات)، لزرع الرعب في صفوف الشعب الجزائري وإجهاض الثورة في مهدها، خاصة بالمنطقة.

كان المجاهدون حينها متمركزين بجبال بوبراك بأعالي سيدي داود، قبل أن يتحولوا إلى أعالي قرية شرابة بعد أن وصلتهم معلومات بقيام الجيش الفرنسي بعملية تمشيط للمنطقة وقيامه بتطويقها ليلة 21 ديسمبر بقوات كبيرة. وأدركوا أن المعركة حتمية، لذلك فضّلوا التحرك نحو وادي هلال؛ استعدادا للمواجهة وعدم تعريض المواطنين العزّل للخطر.

ودامت معركة وادي هلال من الساعة السابعة صباحا إلى الرابعة مساء، خاضها 9 مجاهدين بقيادة الشهيد امحمد قالمي، الذي يُعد أحد أقدم المناضلين السياسيين والعسكريين في صفوف المنظمة السرية، إضافة إلى حداد رزقي وعبيدة سعيدة وقاسيمي محمد وعباس محمد وعبديش محفوظ، و3 مجاهدين آخرين، هم إيدير علي وشيخ محمد ومحمد بن محمود من جنسية تونسية.

خلّفت المعركة سقوط 5 شهداء، هم امحمد قالمي رئيس قسم وقائد المعركة، الحداد رزقي نائب ريس قسم، عبيدة السعيد قاسيمي محمد وعباس محمد، فيما أُسر خلالها 3 مجاهدين، هم إيدير علي، شيخ محمد ومحمد بن محمود. ونجا المجاهد عبديش محفوظ بعد اختبائه لمدة 24 ساعة داخل جدول مائي به تجويف عميق، وهو من قدّم تقريرا شاملا عن أطوار المعركة لقائد الناحية محمد زعموم، فيما تمكن المجاهدون الأبطال من قتل 31 عسكريا فرنسيا بينهم ضابطان، وجرح 80 جنديا.

ولايزال سكان المنطقة يرددون أطوار معركة وادي هلال، التي كانت ملحمة بطولية كبيرة، وتبقى أحداثها راسخة في أذهان السكان والمجاهدين الذين عايشوها.

مراسلة خاصة