زيتوني يكشف عن برنامج لجعلها تساهم في حفظ الذاكرة
الترخيص بالتصوير في المتاحف وترقية دورها في التواصل
- 420
أعلن وزير المجاهدين الطيب زيتوني، أمس، عن إمكانية الترخيص بالتقاط الصور واستعمال آلات التصوير بالمتاحف الوطنية من طرف الزوار والسياح، كاشفا عن تسطير برنامج جديد لجعل المتاحف الجزائرية تساهم في حفظ الذاكرة الوطنية والتعريف بتاريخ الثورة والحركة الوطنية للأجيال الصاعدة باستمرار وليس خلال المناسبات فقط.
وأكد السيد زيتوني، خلال اللقاء الذي جمعه بمديري المتاحف ورؤساء مصالح التراث التاريخي والثقافي بالمديريات الولائية، أن مسؤولي قطاعه بالتنسيق مع مسؤولي المتاحف الوطنية عبر مختلف مناطق الوطن درسوا إمكانية السماح لزوار هذه المتحف بالتقاط الصور، ومن المنتظر الإعلان عن هذا القرار في حال الاتفاق عليه لاحقا، علما أن استعمال آلات التصوير حاليا ممنوع بكل متاحف الوطن، وهو ما يحرم الزوار والسياح من التقاط صور تسمح لهم بالاحتفاظ بها للذكرى.
كما كشف الوزير عن الشروع في تسطير برنامج جديد لجعل المتاحف تقوم بدورها في مجال التعريف بتاريخ الجزائر وخاصة تاريخ المقاومة الوطنية والثورة التحريرية للحفاظ على رسالة الشهداء والمجاهدين والذاكرة الوطنية ونقل رسالة نوفمبر للأجيال الصاعدة، مشددا على إلزامية تنظيم نشاطات يومية لا تقتصر على المناسبات والأعياد الوطنية فقط.
وفي هذا السياق دعا إلى ضرورة الإسراع في فتح أقسام تدريس التاريخ بالمتاحف بالولايات التي تتوفر على هذه المؤسسات أو حتى بدور الثقافة بالتنسيق مع وزارتي التربية والتعليم العالي، تطبيقا للمادة 76 من الدستور التي تنص على فتح هذه الأقسام للمساهمة في حفظ الذاكرة الوطنية كمسؤولية تاريخية.
وذكر السيد زيتوني في نفس السياق بما نص عليه مخطط عمل الحكومة الذي ركز على ضرورة استغلال كل الإمكانيات المتوفرة للقيام بأنشطة تاريخية وثقافية تعرف بتاريخ الجزائر الحافل بالبطولات والتضحيات، داعيا إلى جعل المتاحف الحالية المتوفرة بـ43 ولاية منبرا للمبادرة بهذه النشاطات في انتظار استلام 5 متاحف أخرى جديدة من المقرر الانطلاق في إنجازها مستقبلا عند تحسن الأوضاع المالية التي تمر بها البلاد، علما أن الدراسات الخاصة بهذه المشاريع تم الانتهاء من إعدادها وتم اختيار الأراضي المخصصة لبنائها.
كما طالب الوزير بإعادة النظر في التوقيت اليومي لاستقبال الزوار بالمتاحف وتمديد مواقيت فتحها، بما يسمح لشريحة واسعة من الناس بما فيهم الطبقة العاملة من زيارتها، مبرزا ضرورة استغلال هذه المؤسسات لوسائل الإعلام الحديثة من أنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي للاتصال مع الصحافة والباحثين الجامعيين لخدمة البحث العلمي للطلبة والباحثين الجامعيين وترقية الدراسات التاريخية بمنح شهادات ومكافآت تحفيزية، وكذا المبادرة بتنظيم نشاطات تجذب المواطنين لحضورها.
وكان اللقاء التقييمي مناسبة أيضا استغلها الوزير لتجديد دعوته لمسؤولي المتاحف لمواصلة تسجيل الشهادات الحية للمجاهدين الذين صنعوا الثورة وعايشوها لتدوينها في سجلات إلى جانب تدوين كل وثيقة يسلمونها وحفظها في أقراص مضغوطة لاستغلالها من طرف الطلبة والباحثين، حاثا القائمين على هذه المهمة بالتنقل إلى مكان وجود المجاهدين، خاصة منهم المتقدمين في السن لتسجيل شهاداتهم ببيوتهم أو حتى بأماكن وقوع المعارك إذا سمحت الظروف بذلك بدل الاكتفاء باستقبالهم بالمتاحف فقط.
وأوضح زيتوني أن هذا اللقاء الذي جمعه بمسؤولي المتاحف جاء بعد تسجيل نقائص وتفاوت كبير من ولاية أخرى، أدى حسبه، إلى التقصير في حق التاريخ، مشيرا إلى أن اللقاء شكل بالنسبة له فرصة لإعطاء تعليمات للقائمين على القطاع وتحسيسهم بضرورة تفعيل هيئاتهم لخدمة التاريخ والتعريف بمبادئ أول نوفمبر حفاظا على الذاكرة الجماعية.