ترامب يصب الزيت على نار الشحناء ضد إيران
خامينائي يتهم أطرافا أجنبية بالتآمر ضد بلاده

- 535

أخرج إقحام الرئيس الامريكي دونالد ترامب، نفسه في الوضع الداخلي الإيراني واعتباره المظاهرات التي تعرفها إيران عبر تغريدات على موقع "توتير" بأنها بداية ـ نهاية النظام الإيراني، عن إطارها المحلي وتحولها الى قضية دولية كرست العداء الدبلوماسي المتأجج بين البلدين اللذين دخلا في سجال وملاسنات حادة بينهما.
ففي الوقت الذي أضاف فيه الرئيس الامريكي تغريدة جديدة ضد النظام الإيراني واتهامه بـ«العنيف والمرتشي"، سارع الناطق باسم الخارجية الإيرانية، باهرام قاسمي. إلى نصحه بالتكفل بمشاكل بلاده وبملايين المشردين والجياع الأمريكيين وعشرات الاغتيالات اليومية بدلا من تضييع وقته في إرسال تغريداته وشتم الشعوب الأخرى.
وصبت تغريدة الرئيس الامريكي أمس، مزيدا من "الزيت" على نار الشحناء القائمة بين طهران وواشنطن بعد اعتبر أن "الإيرانيين تحركوا ضد نظامهم لتوفير لقمة عيشهم في ظل نسبة تضخم قياسية وانعدام لأدنى حقوق الإنسان"، معتبرا ذلك كأكبر مؤشر على أن لحظة تغيير هذا النظام قد دقت".
وزادت حدة اللهجة العدائية بين البلدين في وقت ارتفعت فيه حصيلة قتلى المظاهرات الاحتجاجية التي تواصلت لليوم السادس على التوالي في مختلف المدن الإيرانية بما فيها العاصمة طهران الى 22 قتيلا. بعد مقتل تسعة أشخاص آخرين في مظاهرات ليلة الاثنين الى الثلاثاء، من بينهم عدد من أعوان الشرطة.
ويبدو أن خروج مرشد الجمهورية الإمام آية الله خامينائي، واتهامه لمن أسماهم بـ"أعداء" إيران بالوقوف وراء المظاهرات التي هزت بلاده كانت في جزء كبير منها موجهة الى الولايات المتحدة " "الشيطان الأكبر" ورئيسها دونالد ترامب، الذي وضعها كأهم عدو ضمن قائمة دول "محور الشر" منذ توليه مقاليد السلطة في البيت الأبيض قبل عام، رافضا مضمون الاتفاق النووي الإيراني الذي وقّعه سابقه الرئيس باراك اوباما شهر جويلية 2015، وتوعد بإدخال تعديلات جذرية عليه بدعوى انه يفتح الباب واسعا أمام إيران لإنتاج أول قنبلة ذرية ضمن نفس المنطق الذي روجت له إسرائيل ورفضت الاعتراف به.
وقال مرشد الجمهورية الإيرانية إن "أعداء إيران وحدوا جهودهم باستعمال كل الوسائل المتاحة والأموال الطائلة والأسلحة وأجهزتهم المخابراتية من أجل افتعال المشاكل للنظام الإسلامي".
وخرج آية الله علي خامينائي، عن صمته بعد أن أقدم متظاهرون على حرق مقار هيئات دينية مرتبطة بشخصه وإحراق صوره في مشاهد لم تعهدها إيران منذ انتصار ثورته ضد نظام الشاه سنة 1979، بما يؤكد أن درجة الغضب الشعبي بلغت أقصاها ومست هذه المرة كل الهيئات الحاكمة بما فيها مرشد الجمهورية الذي يبقى المرجعية الدينية التي تحظى بالاحترام.
وحتى وإن أكد الرئيس حسن روحاني، مهددا بأنه في حال لم تتوقف المظاهرات المناوئة لحكمه فإنه سيدعو أنصاره في مظاهرات مضادة لإسكاتهم إلا أن ذلك كشف عن توسع دائرة المناوئين للسياسة الاقتصادية التي انتهجها الرئيس الإيراني والتي لم ترق إلى حد تلبية مطالب شرائح واسعة في أوساط الشعب الإيراني.