أكدت أن القدس لن تباع لا بالذهب ولا بالفضة
السلطة الفلسطينية ترفض سياسة المساومة والابتزاز الأمريكية
- 518
دخلت السلطة الفلسطينية في قبضة حديدية مع الادارة الأمريكية، رفضت من خلالها الرضوخ لسياسة المساومة والابتزاز التي يريد الرئيس الامريكي دونالد ترامب، ممارستها عليها لإرغامها على قبول الأمر الواقع الذي يريد فرضه عليها بخصوص مستقبل مدينة القدس الشريف.
ولم تنتظر الرئاسة الفلسطينية طويلا للرد على المنطق الابتزازي الذي تفنن الرئيس الامريكي في الترويج له، معتبرة أن "القدس ليست للبيع" ضمن رسالة قوية لتأكيد رفضها لتهديداته بوقف المساعدات المالية السنوية التي يقدمها للسلطة الفلسطينية.
وكان الرئيس الأمريكي توعد في "تغريدة" له أمس، بالقول "نحن نمنح الفلسطينيين مئات ملايين الدولارات سنويا دون الحصول على أي عرفان أو احترام، لكن إذا كان الفلسطينيون لا يريدون التفاوض حول السلام فلم يعد لزاما علينا أن ندفع لهم مبالغ هامة مستقبلا".
ولكن نبيل أبو ردينة، المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية شدد التأكيد في رد على هذه المساومة أن "القدس ومقدساتها ليست للبيع لا بالذهب ولا بالفضة"، في موقف أيدته حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي قالت من جهتها "إننا لن نرضخ لابتزاز الرئيس الامريكي الذي يريد أن يحمل الجانب الفلسطيني نتائج تصرفاته اللامسؤولة".
وجاء الموقف الفلسطيني ردا على تهديدات الرئيس الامريكي بوقف المساعدات المالية عن السلطة الفلسطينية وعن منظمة الأمم المتحدة لغوث اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بدعوى "أن الفلسطينيين لا يريدون الحديث عن السلام.
وهو عذر أقبح من ذنب إذا سلّمنا أن الرئيس الامريكي عمل بنية مبيتة على قتل مسار السلام عندما اتخذ قراره المشؤوم بجعل القدس عاصمة موحدة للكيان الإسرائيلي، في تصرف جنوني لم يسبقه إليه أي رئيس أمريكي رغم أنهم كانوا من أشرس المدافعين عن إسرائيل لقناعتهم أن ذلك سيدفع بالمنطقة الى متاهة المجهول.
وكانت الأحداث التي تشهدها الأراضي الفلسطينية من قتل واعتقالات وسجن لمئات الفلسطينيين نتيجة مباشرة لذلك القرار قبل أن تتعبها إسرائيل وبرلمانها بقرارات قضت على ما تبقى من عملية السلام وخاصة بعد مصادقة الكينست الإسرائيلي أول أمس على قانون يعطي الضوء الأخضر للاستيلاء على أراض في الضفة الغربية والقدس الشريف بدعوى ضمها ضمن إقليم القدس الكبرى التي هيا لها الرئيس الامريكي الأرضية القانونية بقرار السادس ديسمبر الماضي.
وبقدر ما عكست قرارات الابتزاز الأمريكية محدودية النظرة السياسية لإدارة الرئيس الامريكي في التعاطي مع قضايا الراهن الدولي وخاصة ما تعلق بملفاته الشائكة فإنها جاءت لتؤكد أن ترامب، اصطدم بمواقف فلسطينية لم يكن ينتظرها عندما أكد الرئيس محمود عباس، أن الولايات المتحدة لم تعد وسيطا محايدا في عملية السلام، ورفض استقبال نائبه مما جعله يلوح بورقة المساعدات المالية للي ذراع الطرف الفلسطيني وإرغامه على قبول الجلوس الى طاولة المفاوضات وفق الحسابات التي رسمتها إدارته والتي صبت جمعها في سياق خدمة مصالح الحكومة اليمينية الإسرائيلية.
وشكل تواتر القرارات الأمريكية ضوءا أخضر بالنسبة لحكومة الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لفعل ما تريد وتجلى ذلك في طريقة تعاملها مع أطفال الانتفاضة الثلاثة الى درجة أنها لم تعد تتوان في إطلاق الرصاص الحي ضدهم.
وكان سقوط الشاب الفلسطيني مصعب فراس التميمي البالغ من العمر 17 عاما في مدينة رام الله أمس، أكبر دليل على إفلات السلطات الإسرائيلية من أي عقاب دولي، وليكون الشهيد الفلسطيني الرابع عشر منذ قرار الرئيس الأمريكي حول القدس الشريف في السادس ديسمبر الماضي أكبر هدية لإسرائيل مع حلول العام الجديد.
❊ م مرشدي