أكد أنه سيكون أداة لترقية النشاط الفضائي الوطني السلمي
الرئيس بوتفليقة: إطلاق «ألكوم سات ـ1» يعزز خدمات المؤسسات الوطنية

- 459

أكد رئيس الجمهورية السيد عبد العزيز بوتفليقة أمس، أن إطلاق القمر الصناعي «ألكوم سات ـ1»، سيمكن مختلـف المؤسسات الوطنية من عمومية وخاصة من الاستفادة من خدمات كانت حكرا على الـمؤسسات الأجنبية، والتي كانت تكلف مبالغ باهظة بالعملة الصعبة.
في الرسالة التي بعث بها بمناسبة الاحتفاء بنجاح الوكالة الفضائية الجزائرية في إطلاق القمر الصناعي من الصين، قرأها نيابة عنه الأمين العام لرئاسة الجمهورية حبة العقبي، هنأ رئيس الدولة الوكالة الفضائية الجزائرية وطاقمها نظير هذا الإنجاز التاريخي الـمشهود، مؤكدا استعداده لتقديم كل الدعم المطلوب لجعلها تمضي قدما في رفـع كفاءاتها العلمية لتطوير مشاريعها الآتية، فضلا عن التزام الدولة بتوفير كل الشروط الضرورية لنجاحها من خلال تحسين ظروفها المهنية والاجتماعية.
وإذ عبّر عن فخره لهذا الانجاز، أوضح القاضي الأول في البلاد أن هذه الخطوة ستتيح للجزائر تحقيق استقلالها في هذا المجال الحساس، فضلا عن كون الخدمات والتطبيقات التي سيوفرها هذا القمر الاصطناعي لأغراض سلمية ستكون نافعة للتنمية الوطنية، بمختلف أبعادها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية وغيرها.
وعدد رئيس الجمهورية مزاياه (الانجاز) كونه سيسد حاجة البلاد في مجال الاتصالات بالأقمار الاصطناعية والبث التلفزيوني وخدمات الإرسال السمعي
والانترنت ذات التدفق العالي والتعليم عن بعد وممارسة الطب عن بعد وغيـرها من التطبيـقات، مبرزا في هذا السياق الانعكاسات الإيجابية لهذا الـبرنامج الاستراتيجـي في تكوين الكفاءات البشرية عالـية المستوى التي لن تقتصر مهمتها على استغــلال ما سبق إطلاقه من أقمار صناعية ستضطلع كذلك بمواصلة تطوير التكنولوجيات الفضائية في الجزائر. وحملت رسالة الرئيس بوتفليقة نظرة استشرافية للمسار العلمي الذي حرص على ترسيخه منذ انتخابه في إطار الارتقاء بالمورد البشري، مشيرا إلى أن الاستثمار في هذا الأخير لا تكمن غايته في تحصيل التكنولوجيات الحديثة فقط، بل تتمثل أيضا في توطينها والتحكم الأمثل في تطبيقاتها من أجل الدخول في طور إنتاج المعرفة و استدرار الثروة، والتي من شأنها أن تمكن من الالتحاق بمصاف الأمم الـمتقدمة، من منطلق أن «سيادة الجزائر وحريتها لن تكتملا إلا بتنويـر العـقـول واكتـسـاب المعارف والعلوم والتكنولوجيات لتحقيق تنميتنا الشاملة».
وعليه يرى رئيس الجمهورية أن إنشـاء الوكالة الفضائية الجزائرية ومركزها المخصــص لتطـويـر الأقـمــار الاصطـنـاعيـة سنـة 2012 كان مسعى صائبا، كون الهيئة أثبتت قدرتها على النهوض بتنفـيـذ البرنامـج الفضائـي الوطـني الســاري إلى غـايـة سنة 2020. معرجا في هذا الإطار على ما تم إنجازه في السابق إثر إطلاق جملة من الأقمار الاصطناعية لمراقبة الأرض، من جانب البيئة وتهيئة الإقليم والموارد البيئية والمنجمـية والفـلاحـيـة والعمـران والنقل، بالإضافة إلى الوقاية من المخاطر الكبرى وتسييرها. على صعيد آخر، ثمن رئيس الجمهورية الشراكة القائمة بين الجزائر والصين والتي تجلت بتجسيد اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة الموقعة بين البلدين في 25 ماي 2014، مشيرا إلى أنها مكنـت من تكـوين وتأهيـل كفـاءات بشرية جزائرية عالية المهارة العلمية والتكنولوجية، ضمت دكاترة وحملة شهادات عليا ومهندسين في مجـالات دقيقة ذات صلة بتصميم الأقمار الصناعية وإنجازها
وإطلاقها واستغلالها.
كما كانت المناسبة لرئيس الجمهورية لدعوة الجهات المعنية لاستغلال المعارف المكتسبة لضمان التحكم الأمثل في هذا القمر الصناعي ألكوم سات -1، من حيث تشغيله ورصد ومراقبة مختلف أنظمته الفرعية وملحقاته، فضلا عن تطوير المكاسب المحصلة ونقلها إلى الـمنتسبين الجدد إلى الوكالة الفضائية الجزائرية وإلى إطارات هيئات الدولة ذات الصلة بمجـال الاتصـالات الفضائيـة وكـذا الأقسام الجامعية المختصة فيه.
من جهة أخرى، أكد رئيس الجمهورية على ضرورة أن تحافظ الهياكل الـمتخصصة التابعة لقيادة الأركان للجيش الوطني الشعبي على الخبرة التي اكتسبتها إبان عمليات إنجـاز القمر الاصطناعي ألكوم سات -1 ومختلف أشكال الدعم الذي قدمته لها ومواصلة تطويرها.
رسالة رئيس الجمهورية بمناسبة الاحتفاء بنجاح الوكالة الفضائية الجزائرية في إطلاق القمر الصناعي «ألكوم سات1ـ»
بعث رئيس الـجمهورية، السيد عبد العزيز بوتفليقة، أمس، رسالة بمناسبة الاحتفاء بطاقم الوكالة الفضائية الجزائرية إثر توصله إلى صنع القمر الاصطناعي الجزائري للاتصالات "ألكوم سات ـ1" ونجاح تنصيبه على مداره. هذا نصها الكامل :
«بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين
أيتها السيدات الفضليات،
أيها الســــادة الأفـاضـل،
إن الغبطة لتغمرني،في هذا اليومي وأنا ألـمس بكل ارتياح، أن إنشـاء الوكالة الفضائية الجزائرية ومركزها الـمخصــص لتطـويـر الأقـمــار الاصطـنـاعيـة سنـة 2012، كان مسعى صائبا واستثمارا لـم يذهب سدى إذ أثبتت هذه الهيئة، إثباتا لا يدع مجالا للشك، قدرتها على النهوض بتنفـيـذ البـرنامـج الفضـائـي الوطـني الســاري إلى غـايـة سنة 2020 ، وهو إنجاز جدير بأن يعتز ويفتخر به الشعب الجزائري برمته.
كيف لا والبرنامج قد آتى أُكْـــلَــه بإطلاق جملة من الأقمار الاصطناعية لـمراقبة الأرض من جانب البيئة وتهيئة الإقليـم والـمـوارد البيئـيـة والـمنجمـية والفـلاحـيـة والعمـرانية والنقل، وكذا الوقاية من الـمخاطر الكبرى وتسييرها.
كما كان لهذا الـبرنامج الاستراتيجـي الفـضـل في تكوين الكفاءات البشرية العالـية الـمستوى التي لن تقتصر مهمتــها، مستـــقـــبلا، على استغــلال ما سبق إطلاقه من أقمار وألكوم سات -1 وعلى استمرار خدمتها والسهر عليها فحــــسب، بــــل ستضطلع كذلك بمواصـلـة تـــطوير التكـــنولوجيات الفضائية في الجزائر.
أيتها السيدات الفضليات
أيها الســــادة الأفـاضـل
إن الغاية من استثــــمـــــارنا في الـمـــــورد البشـــــري لا تتمثل في تحصيل التكنولوجيات الحديثة فقط، بل تتمثل أيضا في توطينها و التحكم الأمثل في تطبيقاتها من أجل الدخول في طور إنتاج الـمعرفة و استدرار الثروة لكي نلتحق بمصاف الأمم الـمتقدمة ،علـما أن سيادة الجزائر وحريتها لن تكتملا إلا بتنـويـر العـقـول واكتـسـاب الـمعـارف والعـلـوم والتكنولوجيات لتحقيق تنميتنا الشاملة.
ولا يتأتى هذا الـمبتغى إلا من شراكات علـمية وتكنولوجية مع العديد من الأطراف في العالـم على غرار ما تحقق لنا مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة.
كان إنجاز قمر ألكوم سات -1 أمرا لا بد منه لسد حاجة بلادنا في مجال الاتصالات بالأقمار الاصطناعية، والبث التلفزي وخدمات الإرسال السمعي والانترنيت ذات التدفق العالي و التعليم عن بعد وممارسة الطب عن بعد و غيـرها من التطبيـقات، ولذلك نعـده عمـلا ملـمــوسا وموفقا جسدنا به اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة التي وقعناها في 25 مايو 2014 مع جمهورية الصين الشعبية الصديقة. وها هو اليوم يبرز إلى الوجود لكي يكون أداة لترقيـة النشـاط الفضـائي الوطـني للأغـراض السلـميـة، أداة نافعة و فعّالة لخدمة تنمية اقتصادنا الوطني.
سيمكن آلكـوم سات -1 مختلـف الـمؤسسات الوطنية، من عمومية وخاصة، من الاستفادة من خدمات كانت حكرا على الـمؤسسات الأجنبية، وكان الحصول عليها يتطلب دفع مبالغ باهظة بالعملة الصعبة وبذلك سيتاح لبلادنا تحقيق استقلالها في هذا الـمجال الحساس فضلا عن كون الخدمات والتطبيقات التي سيوفرها هذا القمر الاصطناعي نافعة غاية النفـع للتنميـة الوطنيـة بمختلـف أبعـادها الاجتماعيـة والاقتصادية والثقافية وغيرها.
أيتها السيدات الفضليات
أيها الســــادة الأفـاضـل
إن الشراكة الجزائرية الصينية قد أجدت نفعا حيث إنها مكنـت من تكـوين وتأهيـل كفـاءات بشرية جزائرية، عالية الـمهارة العلـمية والتكنولوجية، ضمت دكاترة وحملة شهادات عليا ومهندسين في مجـالات دقيقة ذات الصلة بتصميم الأقمار الصناعية وإنجـــــازها وإطــــــلاقها واســـــتغـــــلالها، وكـذا في تخصصات في مجـال تكنـولـوجيات الاتصـالات الفضائية.
إنه لـمن دواعي السعادة أننا بتنا نتوفر على هذا الـمورد البشري ذي الكفاءة العالية الذي نعده أهم نتاج لهذه الشراكة الجزائرية الصينية، حيث إنه أصبح الضامن لـمواصلة التنفيذ الأمثل للبرنامج الفضائي الجزائري مستقبلا. في هذا الـمقام، أجـدد شكـري إلى شـركائنا في جمهورية الصيـن الشعبية نظير تعاونهم الصادق الذي مكننا من الحصول على الـمعارف التكنولوجية في قطـاع هو من الأهمية والدقة بمكان.
لذا أدعـو الجهات الـمعنية إلى الحرص على التثمير الأمثل لهذه الـمعارف الـمكتسبة حتى يتأتى به التحكم الأمثل في هذا القمر الصناعي ألكوم سات -1 من حيث تشغيله و رصد و مراقبة مختلف أنظمته الفرعية وملحقاته. كما أدعو إلى تطوير الـمكاسب الـمحصلة ونقلها إلى الـمنتسبين الجدد إلى الوكالة الفضائية الجزائرية، وإلى إطارات هيئات الدولة ذات الصـلة بمـجـال الاتصـالات الفضائيـة، وكـذا الأقسام الجامعية الـمختصة فيه.
أيتها السيدات الفضليات
أيها الســــادة الأفـاضـل
إنني إذ أهنئ الوكالة الفضائية الجزائرية وطاقمها، بشقيه الإداري والعلـمي، نظير هذا الإنجاز التاريخي الـمشهود، أجـدد التأكيـد على إمـدادها بالدعـم الـمطلوب الذي يجعلها تمضي قدما في رفـع كفاءاتها العلـمية لتطوير مشاريعها الآتية، وأؤكـد التزام الدولة بتوفير كل الشروط الضرورية لنجاحها، وذلك على الخصوص من خلال التحسين الـمتواصل لظروفها الـمهنية و الاجتماعية.
أجل، إن الوكالة الفضائية الجزائرية التي استطاعتي بفضل مثابرة فِرَقِهَا العلـمية و عزيمة مـؤطريها، من تجسيد أهـداف البـرنامـج الفـضائي الوطنـي على أرض الواقـعي لجديرة بأن تحظى من لدن كافة السلطات الـمعنية بكامل الدعم والعناية لكي تتمكن، في الآتي من مراحل مهمتها،من مواصلة تطوير قدرات خدمتها لفائدة البلاد.
إنـني أهيـب بكـل الـمسـؤوليـن الـمعنيين أن يسهـروا على صـون مـواردنا البشـريـة الـمتخصـصة وتشجيـعها وإنمائها، من حيث هي نادرة و نفيسة، ولكونها برهنت على قدرة ولوج بلادنا مجال النشاطات الفضائية الاستراتيجي بما سيكون لها من إسهام ملـموس في تنمية بلادنا الـمستدامة وتعزيز سيادتها ومكانتها في حظيرة الأمـم.
أما الهياكل الـمتخصصة التابعة لقيادة الأركان لجيشنا الوطني الشعبي، فإنها أهل للتنــــويه والثناء. وينبغي لها الحفاظ على الخبرة التي اكتسبتها إبان عمليات إنجـاز القمر الاصطناعي ألكوم سات -1 ومختلف أشكال الدعم الذي قدمته لها ومواصلة تطويرها.
أيتها السيدات الفضليات
أيها الســــادة الأفـاضـل
نتطـلـع بشغـف إلى الارتقـاء بالتكنولوجيـات الحـديثـة في بلادنا إلى الـمـراتـب الأولى عبـر العـالـمي وأن يصـبـح هـذا القطاع الفضائي القاطرة التي تقود غيرها من القطاعات، فذلكم هو الـمكسب الوحيد الذي يرضي الجزائر و يكون مقابلا لـما تغدقه بسخـاء من إمكانيات في سبيل ذلك.
إننا نثمّن هذا الانجاز، ونعده بداية مشوار جديد علينا خوضه، ذلكم أن الرهان اليومي كل الرهان، يكمن في تحكمنا في التكنولوجيات، وعـدم الاقتصار على استغلال ما حبانا الله به من خيــــرات، هي زائــــلة لا محالة، والاجتهاد من أجل ولـوج العالـم الرقمي الذي أضحى سبيل كل تطور ونجاح أي سياسة.
أدعو مختلف مؤسسات الدولة وهيئاتها وكذا مؤسسات القطاع الخـاص إلى الاستغلال الأمثل لـما يوفره هذا القمر الاصطناعي من خدمات وتطبيقات في مجالات نشاطها الـمتعددة.
لقـد أصبـح تطـور الاقتـصـاد اليـوم رديـف التحـكـم في التكنولوجيات الحديثة. علـما أن اتساع الفجـوة بين الدول الـمتطورة والدول غير الـمتطورة إنما هو راجـع إلى اختلافها من حيث سرعة تملك التكنولوجيا. وها هم، علـماء وكالتنا الفضائية أثبتوا، بما وفقوا فيه من إنجازات، أن اكتساب التكنولوجيا وتملكها ليسا علينا صَعْبَيْ الـمنال، وأنه ليس محكوم علينا أن نحصر مبتغانا في اقتناء أدوات أنتجها سـوانا، فلا منـاص إذًا لباحثينا و خبرائنا، في جامعاتنا ومعاهدنا وفي مخابرهم و ورشاتهم، من أن يُفَعِّلُوا تجاربهم و ابتكاراتهم، ويقيموا جسـورا بينهم وبين الـمؤسسات الإنتاجية سدّا للهوة الـموجودة بين
عالـم الابتكار ومجال التطبيق الإنتاجي و التسويق والاستهلاك، ومن ثمة الانتقال باقتصادنا إلى التصدير من خـارج مجـال الـمحـروقـات.
و في هذا الصـدد، أجـدد التـزام الـدولة من أجل التحكم في التكنولوجيا الحديثة وجعلها في صلب صيرورة التنمية الاقتصادية، بل و محركها الأساس.
كما أغتنم هذه السانحة لأدعو الشباب الجزائري، الذي هو محط آمالنا، أن يحذو حذو أعضاء الطاقم العلـمي لوكالتنا الفضائية وأن يتأسى بهم فيما تحلوا به من إرادة، وأن يترجمها إلى إنجازات يُرَصِّعُ بها جبين الجزائر في شتى الـمجالات، كل حسب موقعه ومسؤولياته ذلكم أن تضافر العزائم والطاقات الحية في بلادنا وحده كفيل بتحقيق تطلعات شعبنا.
ختاما، أعبر مرة أخرى عن اعتزازنا وفخرنا بنخبنا الواعيـة وبما تنطـوي عليه من آمـال واسعـة وتطلعـات واعـدة واستشراف لـما يجب أن نكون عليه كأمة سيدة، مؤكـدا وقـوف مؤسـسات الدولة إلى جانبها بصفتها طليعة الأمة وأملها وعماد نهضتها.
أتمنى لوكالتنا الـمزيد من النجـاح في مشاريع طموحة جديدة.
أشكركم على كرم الإصـغـاء.
والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته".