مختصون يؤكدون من سكيكدة:
التكنولوجيات الحديثة أداة فعالة في التحصيل المعرفي للمكفوفين
- 731
أكد الأستاذ سليم خنتوش، مكلف بتسيير قاعة البرايل بالمكتبة المركزية في جامعة "محمد خيضر" ببسكرة، خلال حديث مع "المساء"، على هامش أشغال الندوة الخاصة بتقنيات الكتابة والقراءة للكفيف، التي احتضنها المركز الثقافي الإسلامي بسكيكدة مؤخرا، على الدور الكبير الذي تلعبه تقنيات التكنولوجيا الحديثة في التحصيل المعرفي للأشخاص المكفوفين، لاسيما أنها لم تعد عائقا أمامهم، فقد أصبحت عاملا أساسيا مساهما في التحصيل العلمي والمعرفي لهذه الفئة.
أضاف محدث "المساء" أن المكفوف مطالب اليوم بالمساهمة الكبيرة في استقلاليته المعرفية، من خلال سعيه إلى تعلم الوسائط الحديثة، مشددا في نفس الوقت على السلطات العمومية من أجل العمل على توفير الوسائل التكنولوجية الحديثة، منها الإعلام الآلي الخاص بهذه الفئة، حتى يتمكن المكفوف من تحقيق هدفه المعرفي، مشيرا إلى أن أسعارها تبقى باهظة.
يرى الأستاذ سليم خنتوش أنه لا يوجد أي مانع من تعليم حتى المبصرين طريقة برايل، سواء كانوا أولياء التلاميذ الصغار من المكفوفين أو غيرهم، حتى يتسنى لهم متابعة أبنائهم في الدراسة، مضيفا أن 65 بالمائة من هذه التجربة نجحت.
من جهته، يرى الأستاذ لطفي بوعلاق، أستاذ بالمركز الوطني للأساتذة المختصين في تعليم المعاق بقسنطينة، خلال دردشة جمعتنا به، أن طريقة تعليم لغة البرايل متعددة الأبعاد وتختلف من الصغار إلى الكبار، ويرى أن تعليم الكبار هذه الطريقة يتـطلب جهدا كبيرا، باعتبار أن لهم خصوصياتهم، على أساس أن هناك من ابتلي بالعمى في كبره، مما يولد لديه ـ مشاكل نفسية في التعلّم، زيادة على أن التعلم باللمس الذي تعتمد عليه طريقة البرايل فيه صعوبة للكبير، مضيفا أنه من أجل تسهيل العملية، كان لابد من استنباط طرق علمية حتّى يسهل على الأستاذ تعليم تلك الطريقة للكبار، والصغار بما تتناسب وقدراتهم العقلية.
وحول ما إذا كانت طريقة تعليم البرايل في الجزائر موحدة، قال محدثنا بأننا نعاني من عدم توحيد الطريقة، لاسيما فيما يتعلق برموز الرياضيات، لذا شدد على ضرورة توحيد طريقة التعليم على كامل التراب الوطني، مع ترسيم الطريقة من قبل هيئة وطنية تسند إليها مهمة ذلك، سواء تعلق الأمر بالإشراف أو المتابعة، وبهذه الكيفية فقط تصبح طريقة تعليم المكفوفين إجبارية.
عن كيفية إدماج المكفوف مع غيره من الأصحاء المبصرين، أشار الأستاذ بوعلاق إلى أنه وخلال السنوات التسع الأولى، لابد للمكفوف أن يتعلم في مدرسة خاصة به حتى يكسب سلاح الإدماج التعليمي، وهو البرايل والإعلام الآلي، وبعدها يمكنه أن يجابه الحياة مع باقي شرائح المجتمع من الأصحاء، مقترحا في نفس الوقت تعميم طريقة برايل في كل مكان، وفي جميع المؤسسات، من أجل تسهيل إدماج هذه الفئة في المجتمع.
من جهته، اعتبر الأستاذ عبد العزيز بوحبيلة، من خلال دردشة جمعتنا به على هامش هذه التظاهرة التي تقام كل سنة، في إطار إحياء اليوم العالمي للبرايل، أنه يدخل في اختصاصات ومهام مكتبات المطالعة العمومية، وفقا لبيان "اليونيسكو" الصادر عام 1994، كما هو موجود في تقرير التنمية البشرية في آفاق 2030 المنبثق عن المؤتمر الدولي للتنمية البشرية، المنعقد في شهر سبتمبر 2016، مضيفا بأن طريقة الكتابة بالبرايل والكتاب المسموع من الأمور التي تشتغل عليها المكتبة الرئيسة بسكيكدة مع أهل الاختصاص، ومع الاتحاد الولائي للمكفوفين، كاشفا لنا عن أن مؤسسة المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية لولاية سكيكدة، نور الدين صحراوي التي تستعد خلال الأيام القادمة للالتحاق بمقرها الجديد الكائن بحي الممرات 20 أوت 55، وقد خصصت جناحا خاصا للمكفوفين مجهزا تجهيزا كاملا بكل الوسائل السمعية البصرية، والأوراق الخاصة بهذه الفئة.
❊بوجمعة ذيب