الجولة 17 للرابطة الأولى المحترفة «موبيليس»
الحراش وبسكرة يتنفسان الصعداء ووضعية بلوزداد تزداد تعقيدا
- 522
عرفت الدفعة الأولى من مباريات الجولة 17 من بطولة الرابطة الأولى المحترفة «موبيليس» لكرة القدم التي جرت أول أمس الجمعة، تحقيق كل من اتحاد الحراش واتحاد بسكرة فوزين ثمينين سيكون وزنهما من ذهب ساعة الحسم، بينما ازدادت وضعية شباب بلوزداد تعقيدا، فيما يبقى اتحاد البليدة في مؤخرة الترتيب رغم عودته من تيزي وزو بالتعادل. ونجح الاتحادان (بسكرة والحراش) اللذان يتقاسمان المركز ما قبل الأخير (14 بـ 16 نقطة) في اجتياز اختبار مصيري. فممثل الجنوب الشرقي أطاح بصاحب المركز الثاني شبيبة الساورة بهدف المستقدم الجديد الكونغولي كانغو رونال منذ الدقيقة 21، ليصمد بعد ذلك ببسالة لحملات مهاجمي الجنوب الغربي. أما اتحاد الحراش فقد كان فوزه في غاية الأهمية؛ كونه تحقق في ملعب منافسه شباب بلوزداد بـ 20 أوت بالعناصر، بهدف للمخضرم الحاج بوقاش (د 54). وكان بإمكان الشباب تعديل النتيجة لولا ضربة الجزاء التي تصدى لها ببراعة الحارس الحراشي في الدقيقة (80) من تنفيذ اللاعب نعماني. ويبقى أبناء المدرب المغربي الجديد رشيد الطاوسي بدون فوز في البطولة منذ الجولة الثالثة على حساب مولودية الجزائر منافسهم في الأسبوع المقبل. كما تُعد هذه الخسارة الرابعة على التوالي لأبناء «العقيبة». أما اللقاء الأخير المبرمج أول أمس الجمعة، فقد انتهى بالتعادل (1-1) بين شبيبة القبائل واتحاد البليدة. هذه النتيجة لا ترضي الفريق القبائلي بقيادة مدربه الجديد نور الدين سعدي، كونه لايزال في منطقة الخطر، بينما خطف أبناء المتيجة نقطة ثمينة، ومع ذلك يبقى الفريق في المركز الأخير بفارق ثماني نقاط عن أول فريق غير معنيّ بالسقوط.
مدرب اتحاد الحراش حمادي الضو:
لم نسرق انتصارنا أمام شباب بلوزداد
لم يفاجئ اتحاد الحراش مناصريه فحسب، بل الملاحظين كذلك، الذين يتابعون مسيرته في البطولة عن قرب، في أعقاب الانتصار الذي حققه خارج قواعده ضد شباب بلوزداد بملعب هذا الأخير. وأكثر ما فاجأ الجميع في هذا الموعد المحلي الإرادة الكبيرة التي تحلى بها لاعبو الفريق الحراشي، والتي مكنتهم من اللعب الند للند أمام المنافس البلوزدادي والمقاومة أمام الضغط الكبير الذي فرضه هذا الأخير في الشوط الثاني من المباراة.
نجاح عناصر الاتحاد الحراشي في هذا الموعد المحلي راجع، بالدرجة الأولى، إلى اتباع تعليمات طاقمهم الفني من حيث الثبات في موقعهم، لا سيما بالنسبة للمدافعين الذين توصلوا إلى سد كل الثغرات التي كانت تحصل من حين لآخر داخل منطقتهم، في حين لعبت عناصر وسط الميدان دورا إيجابيا من خلال التقليل من حدة هجمات المنافس، ومساعدة زملائهم في الخط الأمامي.
التكامل بين الخطوط الثلاثة كان إيجابيا داخل التشكيلة الحراشية التي شعرت بإمكانية تسجيل نتيجة إيجابية عقب إنهائها الشوط الأول بدون تلقي أهداف، وهذا ما شجع الزوار على خوض ما تبقّى من عمر المباراة بإرادة فولاذية، بالرغم من العودة القوية لأصحاب الأرض خلال هذه المرحلة من اللعب.
فريق اتحاد الحراش رجع بمجموع لاعبيه إلى الوراء، واكتفى بالهجومات المعاكسة إلى أن لاحت أمامه فرصة التهديف التي استغلها كما ينبغي قائده حاج بوقاش، الذي فتح باب التسجيل بضربة مقصية على إثر وقوع ارتباك كبير في دفاع شباب بلوزداد. كما أن الحظ كان إلى جانب اتحاد الحراش؛ لما تمكن حارسه معزوزي من صد الكرة خلال ضربة الجزاء التي نفّذها مدافع شباب بلوزداد نعماني قبل عشر دقائق من الصفارة الأخيرة للحكم بوخالفة. وقد سادت فرحة كبيرة لاعبي الحراش وأنصارهم الذين كان لهم دور إيجابي في تحقيق هذا الانتصار بفضل المساندة الكبيرة التي قدموها لتشكيلتهم.
أما مدرب الفريق حمادي الضو، فقد أبدى ارتياحا كبيرا عقب هذا الانتصار. وقال في نهاية المباراة إن ما توصل إليه اليوم فريقه شيء إيجابي للغاية، مثمنا المجهودات الكبيرة التي بذلتها عناصره. وأضاف المدرب الحراشي قائلا: «كان لا بد أن يكون لفريقي رد فعل إيجابي، حيث استغللنا، كما ينبغي، العامل المحلي لهذه المباراة لمفاجأة منافسنا شباب بلوزداد. لا تظنوا أننا سرقنا الانتصار في هذه المباراة، بل جئنا إلى ملعب 20 أوت عازمين على تسجيل نتيجة إيجابية. اليوم أكدنا أن اتحاد الحراش ليس فريقا ضعيفا، بل له الإمكانيات للبروز في البطولة. هذا الانتصار سيشكل حافزا قويا للاعبي فريقنا، وسيشجعهم على المثابرة أكثر في العمل، خاصة الاعتقاد بإمكانية الخروج بسرعة من منطقة الخطر».
وتلوح أمام اتحاد الحراش فرصة أخرى لتحسين ترتيبه، حيث سيلعب في الجولة القادمة بملعبه؛ من خلال استقبال أحد الفرق المهددة بالسقوط، وهو أولمبي المدية، إذ إن الفوز على هذا الأخير سيمكّن تشكيلة المدرب حمادي الضو من القفز إلى المركز العاشر القريب من وسط ترتيب البطولة.
ع. اسماعيل
رشيد طاوسي، مدرب شباب بلوزداد:
التسرع في الهجوم سبب انهزامنا أمام الحراش
أحس أنصار شباب بلوزداد ببرد يشق أجسادهم في أعقاب انهزام تشكيلتهم في عقر دارها أمام اتحاد الحراش، وهم الذين حضروا ملعب 20 أوت بأعداد كبيرة؛ ظنا منهم منهم أن لاعبيهم سيؤكدون انتصارهم الأخير الذي سجلوه في كأس الجمهورية. وقد حدث بالنسبة لهم ما لم يكن في الحسبان بعد فشل فريقهم في الانتصار على منافسه الحراشي في هذا الداربي المحلي، بل لعب أحد أسوأ لقاءاته، فكانت طريقة خوضه المباراة سيئة للغاية في نظر الأنصار، حيث فشل زملاء المهاجم العكروم في الوصول إلى شباك الفريق الحراشي بالرغم من فرص التهديف الكثيرة التي أتيحت لهم في كلا الشوطين.
ضعف التكامل بين الخطوط الثلاثة لم يمكن شباب بلوزداد من فرض سيطرة مطلقة على منافسه في أغلب الأوقات، وكثيرا ما وجد نفسه تحت تهديد الزوار في هجوماتهم المعاكسة. كما أن اللعب الجماعي الفردي الذي لجأت إليه بعض عناصر الفريق البلوزدادي لم يمكّن هذا الأخير من بناء هجومات مركزة داخل منطقة المنافس؛ مما مكن هذا الأخير من إبعاد الكرات الخطيرة. وقد كان شباب بلوزداد يراهن على فتح باب التسجيل مبكرا من أجل مواصلة اللعب بارتياح، لكنه فشل في خطته بعد انتهاء الشوط الأول بنتيجة بيضاء، وهو الأمر الذي أرغم تشكيلة لعقيبة على خوض الشوط الثاني بتسرع كبير وبكثبر من الارتباك في الهجوم، حيث أهدر لاعبوه عدة فرص للتهديف بسبب تسرعهم داخل منطقة الخطر إلى أن باغتهم الفريق الحراشي بتسجيل هدف غير منتظر أمضاه قائده حاج بوقاش، الذي أسكن الكرة في شباك الحارس صالحي بضربة قضت على تلقيه كرة مرتدة من دفاع الخصم.
في العشر دقائق الأخيرة من المباراة ضغط شباب بلوزداد بقوة على خصمه، وتحصّل على ضربة جزاء، غير أن مدافعه نعماني الذي كُلف بتنفيذها فشل في محاولته، واستطاع اتحاد الحراش أن يصمد داخل منطقته إلى غاية الصفارة الأخيرة للحكم بوخالفة.
وعرفت نهاية المباراة توترا كبيرا في محيط غرف تبديل الملابس بشباب بلوزداد؛ لانهزام الفريق، إلى درجة أن كثيرا من الأنصار طالبوا برحيل رئيس النادي حاج محمد ومدرب الفريق رشيد طاوسي. هذا الأخير كان أكثر البلوزداديين المتأثرين بهذه الهزيمة التي لم يكن ينتظرها بتاتا، وهو الذي جاء إلى بلوزداد من أجل مساعدة الفريق على تحسين أوضاعه في بطولة الرابطة الأولى، حيث قال في نهاية المباراة إن سبب هذا التعثر يعود بالدرجة الأولى إلى تسرع لاعبيه داخل منطقة الخصم. وأضاف أن فريقه خاض المباراة بثقة مفرطة لم تساعده على السيطرة على مجريات اللعب.
ع. إسماعيل