لم تنتظر السلطات التركية طويلا لتنفيذ تهديداتها بضرب المليشيات الكردية في شمال سوريا التي أكد البنتاغون الأمريكي مؤخرا على تنظيمها ضمن قوة عسكرية ودعمها لوجيستيا على طول الحدود السورية ـ العراقية بمبرر منع عودة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وأكدت قيادة الجيش التركي أمس، أنها أطلقت عملية "غصن الزيتون" لضرب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردي في سوريا، والتي تدرجها أنقرة ضمن التنظيمات الإرهابية في نفس الوقت الذي طمأنت فيه بأنها ستحرص على عدم المساس بالسيادة الترابية لسوريا.

يذكر أن الإدارة الأمريكية سبق أن أعلنت الأسبوع الماضي عن تشكيل قوة قوامها 30 ألف رجل مشكلة بشكل أساسي من الأكراد السوريين والمسلحين العرب الذين ساعدوها في ملاحقة آخر فلول تنظيم الدولة الإسلامية ونشر عناصرها على طول الحدود السورية ـ التركية وهو ما اعتبرته دمشق بمثابة انتهاك لسيادتها في نفس الوقت الذي أكدت فيه نظيرتها التركية أنها لن تسمح بتشكيل هذه القوة خاصة أنها تضم عناصر كردية مسلحة تنظر إليهم أنقرة على أنهم امتداد لحزب العمال الكردستاني الانفصالي في تركيا.

وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن عملية "غصن الزيتون" التي استخدمت فيها طائرات مقنبلة ووحدات برية استهدفت مواقع القوات الكردية في مدينة عفرين في أقصى شمال سوريا في انتظار تنفيذ عملية مماثلة ضد مواقعهم في مدينة منبج".

وأمام هذه التطورات، أكدت وزارة الدفاع الروسية أمس، أنها سحبت وحداتها المتواجدة في مدنية عفرين مباشرة بعد انطلاق الهجوم العسكري التركي باتجاه منطقة تل رفعت "لتجنب أي استفزازات وتفادي تعرض القوات الروسية لأي خطر".

وأبدت السلطات الروسية انشغالها إزاء التطورات الميدانية التي عرفتها مناطق شمال سوريا ودعت الأطراف المتحاربة للتعقل لتفادي تأزيم الوضع أكثر مما هو عليه.